الإمارات والسعودية.. دولتان في قلب واحد

05:11 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

يمر العالم اليوم بمرحلة حرجة وخطيرة، ويموج بصراعات كثيرة. دول عظمى اليوم تخوض صراع نفوذ للتحكم بموازين القوى العالمية، وتختلف فيما بينها لاختلاف أوجه المصالح والسياسات.
لكن هنا في قلب الجزيرة العربية يختلف الأمر تماماً، فتشرق شموس تحالفات وشراكات استراتيجية سجلها التاريخ بمداد من ذهب، دولتان في قلب واحد؛ دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تشاركتا المصير الواحد منذ القدم، وقد رسخ البناء بين الدولتين والدنا مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد طيب الله ثراه، وأكمل مسيرة البناء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، ونمّى أساسات البناء وطوّرها، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
إن دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية يجمعهما المصير المشترك، فها هما في اليمن تقدمان التضحيات وتسطران الفداء والمجد معاً في نصرة الشعب اليمني، تحت راية قوات التحالف العربي التي تقودها المملكة، وها هي القوات المسلحة الإماراتية الباسلة تسطر الانتصارات تلو الأخرى، ويداً بيد مع القوات المسلحة السعودية منذ أكثر من ثلاث سنوات، لحماية الشعب اليمني وحماية أرضه من الحوثي الإيراني، ودفعا معاً كوكبة من الشهداء من أبناء الإمارات والسعودية، في سبيل حماية أرواح أبناء اليمن الشقيق، واسترجاع حقوقه التي سلبت منه، ودعم شرعيته، وحماية حدوده من التدفق الإيراني ومرتزقته الذين ملأوا الأراضي اليمنية بالإرهاب، ولكن التحالف العربي كان لهم بالمرصاد، فهم اليوم نجوم تنير لليمنيين طريقهم.
وكذلك في الجانب الإنساني، تتكامل الجهود الإماراتية والسعودية، فهما على تعاون كامل في تقديم المساعدات الإنسانية لليمن أو الشعوب العربية الأخرى، وأرسلتا المساعدات جواً وبحراً وبراً لمساعدة الأشقاء في اليمن، في محنتهم التي سببها الحوثي الإيراني، وتكفلتا دولياً بمساعدة الشعب اليمني الشقيق، إيماناً منهما بأن الشعب اليمني جزء لا يتجزأ من الأمة العربية.
إن التكامل العربي الاستثنائي كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بين الدولتين ولا سيما في الإعلان عن الرؤية المشتركة للتكامل بينهما، سيكون خطوة تاريخية وقفزة تنموية واقتصادية وعسكرية لا يمكن تكرارها، إلا بسواعد هؤلاء الرجال المخلصين والساهرين على مصالح شعوبهم والحريصين كل الحرص على تحقيق الأهداف والمصالح المشتركة.
أبناء العزم والحزم، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، والأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية، و380 مسؤولاً من البلدين، أسسوا شراكة متينة تخدم الشعبين في مجالات مختلفة، تنموياً واقتصادياً وعسكرياً، سيستفيد منها مواطنو البلدين، وستبقى للأجيال القادمة بإذن الله، تحت منظومة «استراتيجية العزم».
إن الرؤية المشتركة للتكامل بين الدولتين تحققت في وقت قياسي دون تعقيد أو عقبات، وهذا يدل على أن القيادات الرشيدة في الدولتين على قلب رجل واحد، وعلى ثقة تامة وإيمان بالمصير المشترك، والغاية من ذلك، هو أن يعيش مواطنو البلدين في سعادة ورخاء دائمين، لا سيما أن المنطقة تواجه تحديات كثيرة سواء دولية أو خليجية، مما يحتم هذا القرار الذي أتى في وقته المناسب لمواجهة كافة التحديات، وبناء مستقبل مشرق برؤية استراتيجية مشتركة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"