عادي
وسائل التواصل والوقت والبيئة الداعمة تؤثر في تحصيل الطلبة

التوازن بين الدراسة والحياة الشخصية أقصر طرق النجاح

01:20 صباحا
قراءة 5 دقائق
البيئة المدرسية عنصر مهم

تحقيق: ميرة الراشدي

مع إعلان نتائج العام الدراسي ومعرفة الطلبة معدلاتهم، كانت نسبة كبيرة منهم تتوقع معدلات أعلى من التي حصلوا عليها وفي المقابل هناك طلبة حصلوا على معدلات أعلى من توقعاتهم، ما يطرح قضية التحصيل الدراسي والعوامل التي تؤثر فيها سلباً أو إيجاباً.

هناك عدة عوامل تؤثر في الأداء الدراسي للطلاب تشمل البيئة الداعمة، وعدم التحفيز من قبل الوالدين، والاضطرابات النفسية، واستهتار بعض الطلاب واستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط دون الموازنة بين الحياة الشخصية والدراسية.

«الخليج» التقت عدداً من أولياء الأمور والطلبة الذين تحدثوا عن قضية التحصيل الدراسي، حيث أوضحت ولية الأمر العنود مبارك الشامسي أن «أبناءها يرسبون بسبب الاستهتار»، وذلك لاستخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط مما يؤدي إلى تأجيل واجباتهم ومشاريعهم الدراسية وإلى ضغط الوقت وعدم القدرة على إكمال المهام بشكل منظم، وسبّب لهم أيضاً تشتيت الانتباه وضعفاً في المهارات الأساسية في الكتابة والقراءة، ومن ثم أدركت بأنه يجب عليها أن تضع لهم جدولاً زمنياً منظماً لتحديد أوقات الدراسة وأوقات الراحة واستخدام الهاتف، وقامت باستخدام تطبيقات تساعد على تتبع وتقليل الشاشة.

وقال الطالب زايد عبد القادر البلوشي، إنه يتعامل مع الدراسة بجدية ويدرك أهمية التعليم، لذا يستعين بمعلمين خصوصيين ليزيد من فهمه للمواد الدراسية ليعزز مهاراته وأسهم المعلمون الخصوصيون في حصوله على درجات متميزة في الامتحانات، ونتائج امتحاناته كانت فوق توقعاته وحصل على نسبة 90% لأنه يعرف جيداً أهمية التوازن بين الدراسة والحياة الشخصية، ويخصص وقتاً محدداً للعب والأنشطة الترفيهية، موضحاً أن هذا التوازن بين الجهد والاستراحة أسهم في تعزيز وعيه وإدراكه لأهمية تنظيم الوقت، بحيث يكون لديه وقت كافٍ للدراسة واللعب والنوم، مما جعله قادراً على تحقيق إنجازات كبيرة دون الشعور بالإرهاق أو الضغط.

  • دعم الأسرة

من جهته، أوضح الطالب عيسى فيصل آل علي، أنه متميز في دراسته ومجتهد بسبب دعم أسرته لأن والديه يقدمان له كل الدعم اللازم وكانا يشجعانه على الدراسة ويوفران له الكتب التعليمية، بالإضافة إلى مساعدته في حل الواجبات المنزلية، حيث كانا يحرصان على تهيئة بيئة منزلية مناسبة للتعلم، وكانا يشجعانه على المشاركة في المسابقات العلمية لتزيد من حماسه وتطور قدراته، مشيراً إلى أن أصحابه يتعاونون معه في حل المسائل الصعبة وهذه الروح التعاونية جعلته يستمتع بالدراسة أكثر.

  • علاج السبب

وقالت شيماء أحمد ناصر الطالبة في المرحلة الثانوية، إنها معروفة بتميزها وتفوقها بين زملائها وأقاربها وعائلتها، ولكن في بداية السنة الدراسية، بدأت بالحزن والإحباط وكانت تشعر بتغيرات في مزاجها في معظم الوقت، ولم تعد تجد المتعة والشغف في الدراسة كما كانت قبل، ولم تعد ترغب في الذهاب إلى المدرسة، وتراجعت درجاتها بشكل ملحوظ، ومن ثم أدركت أن ما تمر به ليس مجرد حزن عابر، بل هو اكتئاب حاد وقررت التحدث مع والدتها ووالدها اللذين لاحظا تغيرات سلوكها.

وأضافت أن والديها كانا داعمين لها وقررا أن يذهبا بها إلى طبيب نفسي الذي أكد أن شيماء تعاني اكتئاباً حاداً، ووضع لها خطة علاجية شملت جلسات علاجية وأدوية مناسبة لحالتها، مشيرة إلى أنها بدأت بالعلاج تدريجياً وكان العلاج صعباً وبمرور الوقت بدأت تشعر بتحسن، واستمر الدعم من أسرتها وكان أثر دعم أسرتها كبيراً في تحسين حالتها النفسية، وحاولت استعادة تركيزها على الدراسة، وتحسنت درجاتها بشكل تدريجي وبشكل ملحوظ، وفي نهاية السنة الدراسية اجتازت الامتحانات النهائية بتفوق وكانت فخورة بنفسها لأنها استطاعت التغلب على اكتئابها الحاد وكان معدل تحصيلها الدراسي 95%.

  • العلاقة الأسرية

قالت المستشارة الأسرية والتربوية هدى آل علي إن هناك عوامل تؤثر في التحصيل الدراسي لدى الطلاب والتي تنقسم إلى قسمين، الأول يتعلق بالبيئة التي يعيش فيها الطالب بالبيت، والثاني يتصل بالبيئة التي يعيش فيها الطالب في المدرسة، موضحة أن الجانب المتصل بالبيت والذي يؤثر في التحصيل الدراسي يشمل: أولاً العلاقة بين الأم والأب وبالذات الأب، فإذا كان هناك وضع أسري اجتماعي مختلف تماماً قد تكون الأم أرملة أو مطلقة من الممكن أن تؤثر في طبيعة الطفل في البيت، إلى جانب التأثير الذي قد ينشأ من الوضع الاجتماعي للأم أو للأب، بالإضافة إلى علاقة المربّي بالطفل نفسه فإذا كان التواصل إيجابياً بين المربّي والطفل ويوجد بينهما جسر من الحب،، يعزز ذلك من شعور الطفل بالانتماء لأهله وأسرته، وفي الوقت ذاته يجب الاهتمام بالأنشطة الإيجابية والمفيدة والهادفة للطفل من رجوعه من المدرسة إلى وقت نومه.

وأكدت أهمية وقت الإجازات الأسبوعية والتي تعتبر من العوامل المهمة لجهة كيف تستغل الإجازة في نهاية الأسبوع لتعزيز قدرات الطالب، وبناء تواصل إيجابي فعال بين المربّي وبين الطفل، وشعور الطفل بالأمان والاهتمام بالمشاركة.

  • المدرسة والأسرة

وأكد محمد نظيف عبد الهادي، مستشار تعليمي ومدير مدرسة خاصة، أهمية ودور العوامل الأساسية التي تؤثر في الأداء الدراسي للطالب، والتي تتجسد في دور شريكي العملية التعليمية وهما المدرسة والأسرة.

وقال إنه فيما يتصل بدور الأسرة، ينبغي للأسرة تخصيص وقت أكبر للطالب وإدارة وقت فراغه بشكل مناسب، مع متابعة طبيعة الصداقات التي يكوّنها سواء كانت واقعية أم افتراضية، كما يجب على الأسرة التواصل مع المدرسة بشكل منسق والاستفادة من الفرص العظيمة التي توفرها مؤسسات التعليم والمجتمع في الدولة، على سبيل المثال، يمكن الاستفادة من أدلة معايير جوائز التميز لفئة الطالب وولي الأمر، وكذلك دليل ولي الأمر للتربية الإيجابية، وغيرها من المبادرات التي تسهم في دعم الطالب.

وأضاف: إنه تقع على عاتق المدرسة مهمة متابعة التطور الشخصي للطالب وضمان تحقيق متطلبات مجالات الرفاهية، ويجب على المدرسة أيضاً تحسين واقع المعلمين بقدر المستطاع وتوفير التدريب المنسق، بهدف إنتاج طالب يلبي توقعات الأسرة والمدرسة على حد سواء.

  • جودة التدريس

وأكد أنس الحميري المستشار الأكاديمي، بأن الامتحان جزء لا يتجزأ من نظام التعليم، ويستخدم لقياس مستوى الطالب وتقدمه المعرفي، حيث يستعد الطلاب جيداً للاختبار بهدف الحصول على أعلى الدرجات، لكن قد لا تأتي النتائج كما هو متوقع، مما يثير تساؤلات حول الأسباب، والنجاح في الامتحان والحصول على معدل مرتفع يعتمد على عدة عوامل تؤثر في الأداء الحقيقي للطالب، ومعظم هذه العوامل تتطلب الاهتمام قبل الاختبار.

وأضاف، تتأثر درجات الطلاب في المدارس بالعديد من العوامل، ومن أبرزها: البيئة الدراسية وتشمل جودة التدريس، ونسبة عدد الطلاب إلى المعلمين، وتوفر الموارد التعليمية مثل الكتب والمختبرات، والدعم الأسري ويشمل مدى دعم وتشجيع الأسرة للطالب، وتوفر بيئة مناسبة للدراسة في المنزل، والدافعية والتحفيز، بالإضافة إلى الأهداف الشخصية والأكاديمية، والصحة البدنية والنفسية، والتغذية والنوم، والبيئة الاجتماعية وتشمل تأثير الأصدقاء وزملاء الدراسة على سلوك الطالب واتجاهاته تجاه التعليم، والمهارات التنظيمية وتشمل قدرة الطالب على إدارة وقته وتنظيم مهامه الدراسية بفاعلية، المناهج الدراسية وتشمل جودة المناهج ومدى ملاءمتها لاحتياجات وقدرات الطلاب، التكنولوجيا واستخدامها وتشمل تأثير استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية وكيفية توظيفها بفاعلية لدعم التعلم.

  • الدافعية للتعلم

أشارت المستشارة هدى آل علي إلى أهمية دور الأهل في بداية تعرفهم على مستوى الطفل في التحصيل الدراسي في أولى السنوات للوقوف عند نقاط الضعف ولكن بدون تجاهلها، وبدون الانتقاد من قبل المربي أو الوالدين للطالب حتى لا يصاب بالإحباط ولا يكون لديه دافع للتعلم، كما يجب الابتعاد عن مقارنة الطفل في قدراته بالأطفال الآخرين من الأهل أو من الأصدقاء لان هذا يؤثر في دافعية الطالب بالتعلم فهناك ارتباط كبير، حيث أثبتت الدراسات والأبحاث أن هناك علاقة كبيرة ما بين التحصيل الدراسي المرتفع وما بين الدافعية للتعلم، فإذا أردنا أن يكون طلابنا أو أطفالنا متفوقين دراسياً علينا أن نركز على الدافعية للتعلم وكيف نرفع الدافعية عند الطفل من خلال المربي والاهتمام بتشجيع وتحفيز الطفل على التعلم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/kk6npdch

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"