الحوثي وتأجيج الأزمة الإنسانية في اليمن

05:32 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

لم يتهاون الحوثي الإيراني منذ بداية الأزمة اليمنية بتأجيج الأزمة الإنسانية في اليمن. ويشير آخر تقرير للمراقبين الدوليين لدى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى أن أكثر من 8 ملايين يمني في حاجة للطعام، وأنهم معرضون للموت بسبب النقص الشديد في الغذاء، وأن هناك أكثر من 22 مليون يمني يحتاجون إلى المساعدات الغذائية والطبية على شكل فوري، وذلك بسبب تأجيج الحوثي الإيراني للأزمة الإنسانية في المناطق التي يحتلها أو يحاصرها، ويمنع وصول المساعدات الغذائية والطبية إليها، مما يشكل خطراً حقيقياً على ملايين المدنيين.
لا شك بأن الحوثي الإيراني اليوم يعيش حياة عصيبة بسبب الخسائر الكبيرة التي تلقاها من قبل قوات التحالف العربي، وبالأخص بعد تحرير مطار الحديدة استعدادا لتحرير الميناء الذي كان مصدراً لتمويله بالسلاح والذخيرة التي تأتي من إيران، وبهذا فإنه يلجأ إلى الاستيلاء على المساعدات الغذائية والطبية وتجنيد الأطفال في الحرب وجعل المدنيين دروعاً ووقوداً لها، وزرعه الغاشم للألغام التي تسببت في قتل المدنيين والأطفال والنساء، وتشهد مدينة الحديدة أكبر أزمة إنسانية في العالم كما ذكرت الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من أن الغذاء هو المصدر الأساسي لعيش الإنسان فإن الحوثي الإيراني لم يكتف بمنعه فقط، بل جرى خلف المستشفيات أيضاً للاستيلاء عليها، وجعلها مقراً لمعسكراته ومنع المدنيين من العلاج فيها، ما تسبب في تفشي الأوبئة والأمراض الخطيرة مثل الكوليرا. وقد نجحت العمليات الإنسانية الطبية بقيادة التحالف العربي في مناطق عديدة في اليمن، وباشرت قوات التحالف بترميم وإعادة المستشفيات العامة في عدة محافظات وتزويدها بالمستلزمات الطبية، ما أسهم في مكافحة الأوبئة والأمراض .
ومن الجرائم الإنسانية التي تمس الأطفال تجنيدهم من قبل الحوثي الإيراني اليوم، وخاصة بعد الهزائم المتكررة والخسائر الفادحة وهروب كثير من مسلحيه من جبهات المعارك، فأصبحت هذه الجماعة تستخدم أطفال اليمن في الحرب، وتجعلهم وقوداً لها، وتضع الأطفال المدنيين في جبهات المعارك المتقدمة دون مراعاة للطفولة والأمومة، وبهذه الجريمة فإنهم يبنون جيلاً من الأطفال المتوحشين المتعطشين للدم الفاقدين للتعليم . وعلى الرغم من التحذيرات الدولية، إلا أن خيار تجنيد الأطفال من قبل ميليشيات الحوثي الإيراني يأتي في المرتبة الأولى.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة على توصيل المساعدات الإغاثية إلى الأراضي اليمنية رغم حصار الحوثي الإيراني، وفي آخر حملة نفذتها دولة الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات تم إرسال 100 شاحنة إماراتية تحمل المساعدات الغذائية والإنسانية لسكان الحديدة، والتي تستهدف إغاثة أكثر من 1.7 مليون مدني في الحديدة والمناطق المحيطة بها، ضمن خطة شاملة وضعها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني لتخفيف معاناته وتعزيز الاستقرار الإنساني في الحديدة.
على المجتمع الدولي مساندة قوات التحالف العربي لتحرير اليمن من شر الحوثي الإيراني، واسترجاع الشرعية والكرامة للشعب اليمني لكي يعيش حياة كريمة .
إن قوات التحالف العربي في اليمن استعادت أكثر من 85% من الأراضي اليمنية، وأنقذت الشعب اليمني من التغلغل الإيراني كما هو الحال في بلدان عربية أخرى، وقد كان التغلغل الإيراني في اليمن يستهدف باقي دول الخليج والسيطرة على باب المندب بسبب الموقع الجغرافي لليمن، وبفضل الله تم قطع دابر الهيمنة الإيرانية في اليمن ودحر ميليشيات الحوثي من عدة مناطق، والنصر قريب بإذن الله للشعب اليمني.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"