جهود إماراتية كبيرة لإعادة إعمار اليمن

04:23 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً جبارة في إعادة إعمار اليمن، وهي جهود مشهودة مشرقة مسجلة للقيادة الرشيدة في دعم الأشقاء اليمنيين ومساعدتهم في محنتهم والوقوف معهم ومساندتهم في التخلص من التوغل الإيراني وميليشيات الحوثي التي تدعمها طهران والتنظيمات الإرهابية المتطرفة الأخرى. وتساهم دولة الإمارات في حماية اليمن من الدمار والخراب اللذين سببهما الانقلابيون بدعم كامل وواضح من إيران في اليمن، وجعلوا هذا البلد يقف على مشارف المجاعة والفقر وعدم الاستقرار واختلال الأمن وتعطيل الدوائر الحكومية التي تخدم المواطن بشكل يومي فضلاً عن تدمير البنية التحتية والإمعان في الفساد والإفساد. إلا أن جهود دولة الإمارات ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على اليمن وأبنائه ومساعدة الحكومة اليمنية الشرعية وتقديم كل أنواع المساعدات التي يحتاجها الشعب اليمني الشقيق لإعادة إعمار وطنه وتحريك عجلة النمو الحضاري.
وخلال ثلاث سنوات من المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمن لم تبخل دولة الإمارات يوماً في مداواة هذه الجروح، وبلغ عدد المستفيدين من أشقائنا في اليمن من المساعدات الإماراتية 16.7 مليون نسمة، وبلغت قيمة المساعدات 15 مليار درهم تم توجيهها لتلبية الاحتياجات الأساسية لهم، من دعم البرامج العامة وتوليد الطاقة والنقل والتخزين ودعم القوة التشغيلية للمجتمع المدني وإعادة بناء المباني الحكومية ودعم التعليم بما في ذلك بناء وإعادة بناء المدارس التي تم تخريبها من قبل الحوثي الذي ينفذ أجندة إيرانية خالصة، إضافة إلى تطوير المرافق التعليمية الأخرى ودعم الصحة وإعادة بناء المستشفيات وافتتاح وبناء مستشفيات جديدة وتزويدها بالأجهزة المتطورة والأدوات اللازمة لعلاج المرضى، كما أن دولة الإمارات تدعم محاربة الكوليرا والأمراض المعدية الأخرى، وأيضاً خصصت دعماً كاملاً لتطعيم الأطفال والولادة المبكرة، وبنت العيادات المتنقلة لعلاج الذين لا يستطيعون الوصول للمستشفيات، وأيضاً سلّطت الضوء على بناء وتنمية المدن والخدمات الاجتماعية وتطوير شبكات المياه ودعم الزراعة والري، إلى غير ذلك من مجالات حيوية أخرى، وتم تخصيص جزء من المبلغ لدعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة لحالات الطوارئ في اليمن لعام 2018. وبذلك فإن دولة الإمارات تؤكد للعالم وقفتها مع الشعب اليمني الشقيق في المحن والصعاب، لكي يتغلب على التحديات المحيطة به من أدوات التخريب التي يقودها الحوثي بتخطيط وتوجيه من أسياده الإيرانيين.
إن قوافل الخير التي تنطلق من أرض الخير، أرض الإمارات تأتي لتخفيف المعاناة التي يمر بها الشعب اليمني، وهذه المساعدات الإنسانية والإغاثية بدأها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، وأكمل مسيرة العطاء والخير حكام الإمارات حفظهم الله الذين يسعون إلى تقديم يد العون إلى أبناء اليمن الشقيق، ورغم التحديات الإقليمية فإن قوافل الخير تصل إلى اليمن بشكل يومي، وآخرها كان بأوامر سامية من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بإغاثة ألف أسرة في مديرية زنجبار اليمنية ضمن مشروع الاستجابة العاجلة لإغاثة وتقديم المساعدات للمحافظات المحررة، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات تحرص كل الحرص على عودة الحياة الطبيعية للشعب اليمني الشقيق، وتوفير الحياة الكريمة له في المناطق المحررة في اليمن التي دمرتها إيران وميليشيات الحوثي وجعلتها على أبواب المجاعة دون مراعاة لأبسط حقوق الإنسان.
وعلى المستوى السياسي، تسعى دولة الإمارات للسلام ودعم محادثات جنيف لعودة السلام في اليمن، وفي هذا الإطار فهي ساهمت وتساهم في دعم جهود المبعوثين الأمميين في اليمن لإتمام المسار السياسي بنجاح من خلال المبادرات الخليجية والعالمية وتأكيد التزامها بالحلول السياسية الأممية الداعمة لاسترجاع الشرعية للحكومة اليمنية وتوفير الأمن والاستقرار والرخاء للشعب اليمني الشقيق.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"