صناعة التطرف في الشرق الأوسط

04:01 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

يترقب العالم اليوم، السلام في الشرق الأوسط، لما فيه من استقرار للعالم، فالشرق الأوسط هو المركز الرئيسي لجذب الاستثمار العالمي وله أهمية حيوية عالمية، إلا أن قوى الشر تلعب دوراً مهماً في إفشال أي خطوة للسلام في الشرق الأوسط، تماشياً مع مصالحها واستثمارها للحروب والنزاعات، عن طريق بيع الأسلحة والمخدرات ونشر الإرهاب والتطرف في مناطق النزاعات.
وقد تمكنت من إشعال الحرائق في الشرق الأوسط، ونشر الإرهاب والتطرف، وأوقعت بعض الدول في فخ الإرهاب، وجعلته سفيراً لها في نشر الفوضى والتطرف في الشرق الأوسط.
قوى الشر تسعى لهدم استقرار الدول، ونشر الفوضى فيها، وخلق الدمار فيها بأي ثمن، وإذا لم تستطع فعل ذلك بالقوة أو بالأنشطة الاستخباراتية، لجأت لضربها بالإعلام الذي ينشر في كل يوم أكاذيب وإشاعات لتشويه الدول ورموزها، ودفع مبالغ كبيرة لجيوش إعلامية مرتزقة، تحولت إلى أبواق لنشر أهداف قوى الشر العالمية.
التحولات السريعة في مجريات أحداث الشرق الأوسط غيّرت خطط واستراتيجيات صناعة التطرف في الشرق الأوسط، فاليوم بسبب قنوات التواصل الاجتماعي التي تستغلها قوى الشر في ترويض صناع التطرف، وبالأخص موقع «يوتيوب»، حيث تسمح سياسته للأسف بنشر أنواع من التطرف من باب النقد وحرية الرأي، فيتم من خلال قنوات بعض أصحاب النفوس الرديئة، نشر الأكاذيب والشائعات وغسل العقول، وخداع البسطاء الذين يصدقون كل ما يتم نشره، حتى لو كان الكذب واضحاً مثل وضوح الشمس في رابعة النهار.
ومن هنا نعرف أن قوى الشر روّضت أصحاب هذه القنوات في «يوتيوب» ومتابعيه لأهدافهم الخاصة، وأهمها تشتيت الصف العربي، وتشويه سمعة دول مثل المملكة العربية السعودية وباقي الدول المقاطعة لقطر، ورموزها.
ولا شك أن يوسف القرضاوي نموذج من هذا المصنع الرفيع للتطرف، الذي دعمته قوى الشر في الشرق الأوسط. والأحداث الأخيرة التي مرت بالعالم العربي عرته أمام الشارع العربي، واليوم أصبح من دون مصداقية لدى المواطن العربي، بسبب فتاوى الإرهاب والتطرف التي أصدرها. من هنا ينبغي على المواطن العربي أن يكون على يقين بأن قوى الشر العالمية، تستغل المنابر الإعلامية وأنصاف العلماء والشخصيات المؤثرة لتحقيق مخططاتها لأهدافها الخاصة.
استخبارات دول قوى الشر، هي منبع صناعة التطرف في الشرق الأوسط، وبالأخص في المناطق التي تسودها الحروب والنزاعات. وتغذية التطرف ليس بالأمر الصعب، فكلما غاب الوعي الفكري وقلّت المعرفة والقراءة، كلما دخل التطرف إلى عقول الشباب بسهولة، ومن هذا الباب فإن محاربة صناع التطرف، هي من أوليات الحكومات والمجتمع المدني والهيئات الدينية والاجتماعية والأكاديمية في الوقت الراهن، لا سيما أن قوى الشر استغلت قنوات ومنابر إعلامية عربية لنشر التطرف في الشارع العربي، وإحداها هي «قناة الجزيرة» القطرية، التي فقدت الكثير من جماهيريتها في الوطن العربي، بسبب استغلالها لمنابرها في نشر التطرف وتحريض الشعوب على حكوماتها، ونشر الأكاذيب والشائعات، ونشر الخراب والدمار في الوطن العربي.
صناع التطرف سفكوا دماء الأبرياء في كثير من الدول العربية، وأوهموهم بأن العنف والإرهاب وقتل الأبرياء جهاد في سبيل الله، وأن الجنة والحور العين بانتظارهم إذا فجروا أنفسهم، وقد أعطتهم مفاتيح وأوهمتهم أنها مفاتيح الجنة، كما يفعل الحوثي الإيراني في اليمن، وكل ذلك صناعة للوهم والزيف ومتاجرة بالدين، فالله تعالى يقول في القرآن الكريم: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً}.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً، نموذج يحتذى في محاربة آفة التطرف، ومحاسبة صناع التطرف والمتطرفين، وإن قانون دولة الإمارات يكافح جميع صور التطرف والعنف والكراهية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"