في شارقة العلم

05:19 صباحا
قراءة دقيقتين
د. عارف الشيخ
للشارقة نكهة خاصة، ما دام على رأس الهرم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، يبني المدن بالهمم، ويحصن العلم والتراث بالقيم، ويتعهد العلماء والفن والفنانين بالشيم.
صاحب السمو منذ أن تولى قيادة إمارة الشارقة عام 1972، يحب العلم والعلماء ويعشق الفن والأدب والمسرح والتاريخ وخدمة الوطن، فحب العلم في دمه يجري جري الماء في عروق الأشجار، وعبق التاريخ ينضح من إنجازاته كما ينضح من الحدائق شذى الورود والأزهار.
فالبحث عن التراث والتنقيب فيه من أولى أولوياته، وإذا زار بلداً فإن أول ما يبحث عنه هو البحث عن مخطوطاته، لذلك لا يكاد يوجد مركز للبحوث أو المخطوطات أو التاريخ إلا يحمل بصمة من بصماته.
وبالأمس الخميس الموافق للسابع من سبتمبر من عام 2017 افتتح سموه دار المخطوطات الإسلامية في الجامعة القاسمية بالشارقة، حضر الافتتاح بجانب سموه جمعة الماجد صاحب الفضل الكبير على العلم وفي حفظ التاريخ والتراث، وحضر جمع غفير من الشيوخ والوزراء والأعيان، وكان في استقبال الجميع فضيلة الدكتور رشاد سالم مدير الجامعة.
استعرض سموه والحضور المعروضات واطلعوا على التنظيم والترتيب اللذين من خلالهما سوف تحفظ المخطوطات الإسلامية فقهاً وحديثاً وتفسيراً وتاريخاً وغيرها من الفنون النبيلة والعلوم الجليلة التي زخرت بها العصور الماضية، وبقيت آثارها حتى اليوم وستبقى إلى الغد.
ومن أبرز ما عرضته الدار مخطوط المصحف الوحيد الموجود في تركيا، وقد أمر صاحب السمو بتصويره على نفقته ورعايته، فهو من غير شك مخطوط أثري جميل متميز بخطه الكوفي القديم وبحسن ترتيبه العظيم.
نعم.... والشارقة بعمومها تحتضن الكثير من المخطوطات التاريخية الأثرية عبر مكتباتها، ولاسيما دارة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي التي نقل إليها سموه كل مخطوطاته فيما أعلم.
لكن بقي أن نقول: عندما تنفرد الجامعة القاسمية بإنشاء دار للمخطوطات الإسلامية ضمن نطاقها، يعني هذا أن الجامعة القاسمية ليست قاعات درس فقط، بل ميدان تدريب، ومعرض أنشطة ومخطوطات وفعاليات، ومركز اهتمام ورعاية بلغة الضاد وغيرها من الفعاليات العلمية والتراثية.
وهكذا ينبغي أن تكون الجامعة الإسلامية حاضنة للعلوم كلها، ووعاء للأخلاق والآداب كلها، وصورة مشرقة للفنون الجميلة في الدين الإسلامي الذي يحب الجمال والله يحب الجميل، ويحب الطيب من القول والفعل والله تعالى طيب يحب الطيب.
والتاريخ الإسلامي العظيم القولي منه والعملي إن لم يحفظ في الصدور والسطور والمراكز التراثية، فإنه سرعان ما يندثر وينمحي ويصبح من أخبار كان الناقصة وليست كان التامة، ورحم الله من قال في فضل من يحفظ التاريخ:
ليس بإنسان ولا عالم
من لم يع التاريخ في صدره
ومن وعى أخبار من قد مضى
أضاف أعماراً إلى عمره
أجل... وقد وفق الله دولة الإمارات العربية المتحدة ووفق شيوخها الأكارم، فأصبحوا يهتمون بالمتاحف ودور الآثار ومراكز البحوث والدراسات والجمعيات التراثية والعلمية.
فالشكر كل الشكر لأصحاب السمو حكام الإمارات ولأهل الفضل واليد البيضاء في مجال نشر العلم وحفظ التراث، وشكر خاص لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي ميز الشارقة بنكهتها، وميز الجامعة القاسمية بشموليتها، وتميز هو كحاكم للشارقة بإصراره على جعل الشارقة عاصمة للثقافة ومعرضاً دولياً أول للكتاب.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلف وشاعر وخطيب. صاحب كلمات النشيد الوطني الإماراتي، ومن الأعضاء المؤسسين لجائزة دبي للقرآن الكريم. شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية. يمتلك أكثر من 75 مؤلفا، فضلا عن كتابة 9 مسرحيات وأوبريتات وطنية واجتماعية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"