محمد بن راشد في أعين الأوروبيين

02:07 صباحا
قراءة 3 دقائق
الحسين الزاوي

استطاعت دبي أن تتحول في وقت وجيز إلى إحدى أبرز الوجهات العالمية بالنسبة للكثير من الزوار الأوروبيين، متقدمة بذلك على عواصم أوروبية تملك إرثاً تاريخياً وازناً. ويرجع هذا الاهتمام الجماهيري الدولي والأوروبي بدولة الإمارات العربية المتحدة وبدبي، حاضرتها الاقتصادية والسياحية الكبرى، إلى أسباب عديدة تعود بنا القهقرى إلى أكثر من 50 سنة من العطاء والنماء والتطور والاستثمار المتواصل في الأرض والإنسان، بتوجيه سديد من أسرة آل مكتوم الرشيدة وبرعاية سامية وحكيمة من دولة الإمارات العربية المتحدة التي أشرف على وضع لبناتها الراسخة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله.
ويمكن القول إن المسار التنموي لإمارة دبي شهد انطلاقة قوية وجبارة مع تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مقاليد الحكم بتاريخ 4 يناير/ كانون الثاني 2006، وفق منهجية دقيقة ومتكاملة وشمل كل مجالات الحياة والاقتصاد والرعاية الصحية فضلاً عن الثقافة والسياحة، الأمر الذي جعلها تتحوّل برفقة أختها الشقيقة إمارة أبوظبي إلى أحد أهم مراكز الأعمال في العالم. وأصبحت تمتلك شبكة نقل ومواصلات متكاملة وعصرية سواء في مجال النقل البري أو البحري أو الجوي. فميناء دبي العالمي يعد من بين أكبر الموانئ في المعمورة ومطارها الجوي يضرب به المثل من حيث كثافة الرحلات ودقة التنظيم والسهولة في التنقل بالنسبة للمسافرين، كما تعتبر شركة طيران الإمارات من الشركات الرائدة في مجال النقل الجوي عبر القارات الخمس، وقد جرى ترسيخ هذا المسار التنموي الطموح والواعد من خلال ربطه بالتكنولوجيات المتطورة التي يندر أن نجد مثيلاً لها حتى في بعض المدن العالمية الكبرى كباريس ولندن على سبيل المثال لا الحصر.
هذا التميز الذي باتت تحظى به دبي، جعلها تستضيف منذ أكثر من عقدين، عدداً كبيراً من الأحداث والمواعيد المهمة مثل مهرجان التسوق وصالون التكنولوجيا ومعرض صناعات الطيران، وغيرها من الأحداث الدولية التي لا تسهم فقط في تحقيق نهضة دبي ولكنها تؤثر بشكل إيجابي ولافت في مجموع مسار الاستثمار العالمي، ويحدث كل ذلك في سياق قفزة عمرانية وتطور عقاري كبيرين أسهما في إيجاد أهم معالم مدينة دبي العالمية مثل برج العرب وبرج خليفة وغيرهما من المواقع التي أصبحت مضرب الأمثال في التميز والعصرنة بالنسبة لكل مواطني العالم.
كما أن احتضان دبي للمعرض العالمي والكوني إكسبو 2020 لم يأت من فراغ وإنما جاء ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن دبي بفضل جهود وتضحيات أبنائها ودعم ومؤازرة كل أبناء الإمارات الكرام، تحوّلت فعلاً وبجميع المقاييس إلى عاصمة دولية تهفو إليها أفئدة كل الخيرين في العالم.
ويصعب علينا في كل الأحوال أن نقوم بعملية جرد كامل لكل إنجازات دبي ولكل المشاريع الرائدة التي جرت بلورتها وتطوريها بإشراف مباشر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لكن يمكننا الإشارة في هذه العجالة إلى المحبة والاحترام الكبيرين اللذين تحظى بهما دبي لدى مواطني كل دول العالم، وبخاصة لدى المواطنين الأوروبيين؛ فقد أجمعت كل عمليات سبر الآراء أن دبي تمثل الوجهة المفضلة لمواطني أوروبا من بين كل مدن الشرق الأوسط، وهناك افتتان كبير لمواطني القارة العجوز بإمارة الخير والنماء التي تمثل بالنسبة لهم نموذجاً ملهماً في مجال التنمية العمرانية الحديثة والعصرية لاسيما وأن الحواضر الأوروبية الكبرى، مازال يطغى عليها الشكل المعماري والهندسي العتيق والتقليدي، الذي يجعل هذه المدن تهفو إلى أمجاد الماضي عوض النظر إلى المستقبل.
نستطيع أن نستخلص عطفاً على ما تقدم أن البعد المادي لنهضة ورقي دبي لا يفسِّر لوحده شموخها وكبرياءها وإعجاب كل الناس بها، فالجانب المعنوي بكل عناصره الثقافية والمعيارية يلعب دوراً كبيراً في بناء صورة دبي المتلألئة بكل ألوانها الزاهية، فقد تمكنت القيادة المتبصرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، من أن تجعل من دبي مدينة للإخاء والتعايش ما بين مختلف العرقيات والأجناس وقبلة للتسامح الديني ما بين كل الأديان والطوائف والعقائد في جو من المحبة والقبول بالآخر المختلف؛ وبالتالي فقد نجحت دبي ومعها كل دولة الإمارات العربية المتحدة، في أن تتحول في وقت قياسي إلى رمز للانفتاح والتسامح في منطقة تعج بالكراهية والفتن والحروب الطائفية، وهذا ما يجعل منها مدينة رائعة وجذابة لكل الزوار وممتعة ومريحة لكل المواطنين والمقيمين.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أستاذ الفلسفة في جامعة وهران الجزائرية، باحث ومترجم ومهتم بالشأن السياسي، له العديد من الأبحاث المنشورة في المجلات والدوريات الفكرية، ويمتلك مؤلفات شخصية فضلا عن مساهمته في تأليف العديد من الكتب الجماعية الصادرة في الجزائر ومصر ولبنان

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"