نتنياهو يستخدم بوتين وترامب في الانتخابات!

02:23 صباحا
قراءة 3 دقائق
حافظ البرغوثي

ما زالت استطلاعات الرأي ترجح التعادل بين الكتلتين الكبيرتين في الكيان «الإسرائيلي»، بما لا يتيح لأي كتلة القدرة على تشكيل حكومة مقبلة بسهولة، وبيضة القبان تبقى أفيغدور ليبرمان الذي سيحدد شكل الحكومة، وهو ما يعني أن معسكري اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو ويمين الوسط (أزرق - أبيض)، واليسار بزعامة الجنرال غانتس ما زالا يلعبان بأصوات معسكريهما مع نشوء أحزاب جديدة لكن أصواتهما لا تزيد. فقد شكلت أحزاب اليمين المتطرف اتحاداً جديداً بزعامة المتطرفة إيلي شاكيد على الرغم من محاولات نتنياهو منع الاتحاد بين الحاخام رافي بيرتس رئيس اتحاد اليمين من الانضمام إلى اليمين الجديد بزعامة نفتالي بينيت وشاكيد اللذين لم يتجاوزا نسبة الحسم في الانتخابات السابقة، وقد أوفد نتنياهو زوجته سارة للقاء زوجة بيرتس لثني زوجها عن الاتحاد مع شاكيد، لكنها فشلت، إلا أن الاتحاد الجديد أعلن أنه سيؤيد نتنياهو رئيساً للحكومة. وفي موازاة ذلك انضم إيهود باراك الذي شكل حزب «إسرائيل الديمقراطية» إلى حزب ميرتس اليساري في قائمة واحدة مع نائبة منشقة من حزب العمل. وأبدى باراك اعتذاره للناخبين العرب داخل الكيان على مقتل 13 منهم في هبة الأقصى برصاص الجيش «الإسرائيلي» يوم كان وقتها رئيساً للوزراء. لكن حزب العمل بزعامة إسحق بيريتس لم ينضم إلى التحالف، وفضل جذب زعيمة «حزب الجسر» الذي تقوده ابنة الوزير السابق ديفيد ليفي وهو من أصول مغربية مثل بيريتس.
استطلاعات الرأي ما زالت لا تميل إلى أي من المعسكرين، حيث يتقاربان في عدد المقاعد، لكن يبقى حزب «إسرائيل بيتنا» بزعامة ليبرمان هو من يحسم الموقف، ويحدد رئيس الحكومة المقبل.
استطلاعات الرأي تفيد بأن ليبرمان سيحصل على عشرة مقاعد، وهو ما يعني أنه سيظل عقبة أمام اليمين لتشكيل حكومة، لأن نتنياهو لا يملك أغلبية من دونه، ويشترط إبعاد المتدينين من الحكومة، لأنه يريد فرض التجنيد الإجباري للشبان المتدينين. كما أن الجنرال غانتس لا يستطيع تشكيل حكومة إلا بدعم حزب متدين أو ليبرمان.
ما يقلق نتنياهو هو ليبرمان، فالمعركة الآن بينهما على الصوت الروسي الذي يشكل عشرين في المئة من الناخبين، وقد حصل ليبرمان على أصواتهم، لأنه من مولدوفيا التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق، لذا عمد نتنياهو إلى تطعيم حكومته الأخيرة بوزراء من أصل روسي لجذب الناخب الروسي. ولهذا يعول نتنياهو على صداقته مع الرئيس الروسي بوتين لكسب أصواتهم، وقد رفع حزب الليكود لافتة ضخمة على مقره في تل أبيب لصورة تجمع بين نتنياهو وبوتين في أحدث محاولة لجذب الصوت الروسي من ليبرمان، وتحدثت أنباء عن أن نتنياهو يسرع العمل في بناء نصب تذكاري لضحايا معركة ستالينغراد الروسية في القدس، وينتظر قبول بوتين دعوة وجهها إليه سابقاً لحضور حفل الافتتاح. واعترف مسؤولون في البلدية «الإسرائيلية» في القدس المحتلة بالضغوط من مكتب نتنياهو لتسريع العمل في النصب التذكاري الذي تبرع به رجال أعمال. واعترف مسؤولون في الليكود أن هدف نتنياهو الآن «الإضرار بليبرمان في الشارع الروسي، ليس فقط تقليص قوّته، وإنما العمل على ألا يحتاج إليه أبداً».
إلا أن إصرار نتنياهو على الإضرار بليبرمان لم يأتِ بنتيجة في استطلاعات الرأي حتى الآن.
في المقابل، يركّز ليبرمان حملته على «انصياع نتنياهو» للمتدينين، حيث يقف مانعاً أمام «دولة شريعة يهوديّة»، إضافة إلى انتقاده سياسة نتنياهو الأمنية، تجاه قطاع غزّة والملفّ الإيراني. وقد كتب ليبرمان في صفحته على موقع فيسبوك، أن نتنياهو «المؤدّي الأفضل في العالم في الموضوع الإيراني»، في سخرية من العروض التي يقدمها نتنياهو حول الملف النووي الإيراني، «لكن، على مستوى الأفعال، من لا يستطيع التعامل مع التهديد الغزي لن يستطيع التعامل مع التهديد الإيراني».
وبحسب معلومات «إسرائيلية» فإنّ نتنياهو يبذل جهوداً جبّارة للبقاء سياسياً، وسيحاول الوصول لإعلان مشترك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول قيام «تحالف دفاعي» بين «إسرائيل» والولايات المتحدة، وربّما دعوة ترامب لزيارة «إسرائيل» في محاولة لرفع نسبة التصويت له، أو الحفاظ على عدد المقاعد التي حصل عليها في الانتخابات السابقة. فهل يهب بوتين وترامب معاً لنجدة نتنياهو وزيارته؟
لكن الملاحظ في الحملات الانتخابية غياب الموضوع الفلسطيني بشكل تام، بل هناك سباق في اليمين للتنكيل بالفلسطينيين وأرضهم، وبصمت اليسار والوسط عن مجرد ذكر القضية الفلسطينية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"