وطن يفخر بإنجازاته

02:20 صباحا
قراءة 3 دقائق
محمد خليفة

إن الشهامة والمروءة هما أسمى صفات كرماء الأصل الطيب الذين يزينون الدنيا بمكارمهم وأعمالهم العظيمة، فتراهم في كل مواقفهم يتدفقون عطاءً كالينابيع العذبة التي تسوق الخير والرفاه للناس على اختلاف أشكالهم وألوانهم.
إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يجسد هذا النموذج بأفعاله ومكارمه التي شهد لها القاصي والداني. فجاءت مبادراته الإنسانية، على الصعيدين المحلي والعالمي، شاهدة على حسّه الإنساني العالي؛ ما أكسبه احتراماً عالمياً، وعُدَّ أحد أهم الأشخاص المؤثرين، ليس في محيطه فقط، وإنما على المستوى العالمي.
ومن هذه المبادرات الإنسانية، تلك المبادرة الكريمة لإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية؛ بعدما انقطعت بهم السبل، وتُركوا بلا معين، وجاءت الاستغاثات من كل حدب وصوب؛ لإنقاذ هؤلاء الرعايا. فجاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبإشراف مباشر من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان؛ لإجلاء هؤلاء الرعايا من أبناء الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية؛ بؤرة تفشي وباء «كورونا» المستجد (كوفيد - 19)، وأمر سموه بتجهيز طائرة مزودة بخدمات طبية متكاملة لعملية الإجلاء، والتي ضمت عدد 215 شخصاً من رعايا دول عربية وصديقة؛ حيث شارك في عملية الإجلاء فريق الاستجابة الإنساني الذي تضمن فريقاً من المتطوعين شمل الطيارين والمضيفين والفريق الطبي والإداري؛ حيث كانت مشاركتهم لتعزيز وإبراز الدور الإنساني والتطوعي، كما أمر سموه بتجهيز «المدينة الإنسانية»، والتي تم إنشاؤها، في أقل من 48 ساعة، في أبوظبي خصيصاً لاستقبال هذه الحالات.
ولا ننسى الدور الذي قامت به وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وسفارة الإمارات لدى الصين بالتنسيق مع سفارات الدول المعنية، في تنظيم عملية الإجلاء ضمن جهود الدولة المستمرة؛ لتعزيز التعاون مع بكين؛ من أجل احتواء انتشار الفيروس.
وأكد صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، رسوخ إيمان الإمارات بوحدة المصير الإنساني، مشدداً على أن العالقين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة سيحظون برعاية صحية شاملة؛ للتأكد من سلامتهم قبل عودتهم إلى بلدانهم. وشكر الحكومة الصينية على تعاونها، وثمّن جهود أبنائنا المتطوعين في هذه المهمة، لإيمانهم الراسخ بوحدة المصير الإنساني. وتفاجأ الذين تم إجلاؤهم إلى «المدينة الإنسانية» في أبوظبي، لتلقي الرعاية والاهتمام، برسائل مؤثرة خاصة لكل منهم، وبما يجعل تلك الرسائل خالدة في سجل الإنسانية.
وليست هذه المبادرة سوى واحدة من مبادرات إنسانية كثيرة قدمها سموه لأبنائه المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات ولمختلف شعوب العالم؛ من أجل تحسين جودة الحياة والاتجاه نحو عالم خالٍ من الأمراض.
إن وقفات سموه ومساهماته الكبيرة والعديدة بصفته الشخصية والرسمية شملت مختلف القضايا الإنسانية في هيئة تبرعات كبيرة لمشاريع مختلفة؛ من بينها: مشروع «استئصال فيروس شلل الأطفال»؛ للقضاء على الأمراض المعدية. وهذا ما أشار إليه مدير عام منظمة الصحة العالمية مؤخراً بالقول: «إن الإنجازات الكبيرة للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال والقضاء على الأمراض المعدية الأخرى لم تكن لتتحقق لولا الدعم الفاعل والتدخل الشخصي من قبل سموه الذي كان له الفضل في تعزيز الخدمات الصحية؛ لضمان الإشهاد العالمي على خلو العالم من شلل الأطفال بحلول نهاية 2023». وكذلك المبادرات الإنسانية؛ للقضاء على أمراض العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوية في سبعة بلدان؛ وذلك بتقديم 13.8 مليون جرعة علاج عام 2018.
هذه الإسهامات الخيرية امتدت لتطال جماعات وجمعيات في شتى بقاع العالم، والتي أصبحت رمزاً ونبراساً لعمل الخير وخير بني الإنسان؛ وذلك من أجل تقوية أواصر الإخاء والتواصل بين بني الإنسان في كل زمان ومكان.
إن العطاءات الإنسانية المتتابعة والمتلاحقة لسموه هدفها أولاً مرضاة الله عز وجل، ثم رسم البسمة والفرحة على شفاه المرضى والمحتاجين، وتيسير أمورهم وشؤونهم بالشكل الذي يكفل لهم سهولة الحياة. إن نزعة فعل الخير هذه المتأصلة في سموه هي امتداد للنهج الذي بدأه مؤسس هذه الدولة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
نسأل الله أن يحفظ سموه، وأن يجعله سباّقاً إلى فعل الخير لما فيه صلاح الأمة، وأن يجزل له الأجر والثواب، ويبقيه ذخراً ونبعاً لا ينضب في مجال الأعمال الإنسانية.
حفظ الله دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب إماراتي، يشغل منصب المستشار الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات. نشر عدداً من المؤلفات في القصة والرواية والتاريخ. وكان عضو اللجنة الدائمة للإعلام العربي في جامعة الدول العربية، وعضو المجموعة العربية والشرق أوسطية لعلوم الفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"