يوم إماراتي خالد

04:52 صباحا
قراءة دقيقتين
مفتاح شعيب

وهي تحتفل بيومها الوطني الثامن والأربعين، تتألق دولة الإمارات العربية المتحدة معتزة بما طمحت إليه همة القادة المؤسسين وحققته الإرادة الوطنية على مدى نحو خمسة عقود من البناء والتعمير التي شيدت نهضة حضارية فائقة التفرد. ومازالت هذه التجربة خلّاقة وتأتي بالجديد، وتثير الإعجاب والإكبار في مشارق الأرض ومغاربها، وقد أصبح اسم الإمارات دلالة على الإنجاز والابتكار في المستويات كافة، وموطناً للتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.
في الثاني من ديسمبر عام 1971 ولدت دولة الإمارات من رحم الطموح في ذلك اليوم الخالد. ولأن أهدافها نبيلة وسامية، بدأت مسيرة من التنمية والتطوير وبناء الإنسان أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جاد به التاريخ في ظرف استثنائي، فكان قائداً فذاً ورجل دولة حكيماً، وضع مع إخوانه حكام الإمارات، الآباء الأوائل، اللبنات الأولى في هذا الصرح الشامخ، وظل يرعاه لسنوات طويلة حتى تسلم الأمانة من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي عرف عهده الميمون ترسيخ البنيان الاتحادي وتعزيز دعائم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والإنسانية. ومن لحظة البداية إلى الحاضر، أصبح حلم المؤسسين حقيقة وواقعاً باسم الإمارات وتحت رايتها الوطنية وتأكيداً لمجدها وسؤددها وإشعاعها الذي يمتد في جميع الاتجاهات.
هذا البناء الشامخ الذي تجسده الإمارات تحقق عندما توفرت في القيادة والمواطنين جملة من القيم والشروط، منها الواقعية والتواضع والانفتاح وقبول الآخر والطموح غير المحدود وحب الإنسانية والالتزام بالقضايا العادلة وغيرها كثير. وما زالت تلك القيم تتعزز من عام إلى عام ومن جيل إلى جيل. وبفعل هذا التواصل والترابط تنمو الشخصية الإماراتية وتتميز صورة حضارية مشعة لدولة تجمع بين الاعتزاز والأصالة والإرث التليد، وتقبل على المستقبل بأمل وتفاؤل، وإصرار على استكمال مسيرة التنمية والازدهار. ومن أكبر ضمانات هذا النجاح المستمر علاقة الترابط والتلاحم بين القيادة ومواطنيها والمقيمين على أرضها. وبهذا المنطق تنشأ الدول وتكبر، وبالعزيمة الثابتة القوية تنتزع مكانتها اللائقة بين الأمم.
هنيئاً للإمارات يومها الوطني، وهنيئاً لها كل يوم يتحقق فيه إنجاز أو يسن تشريع أو تولد مبادرة وفاء لما مضى وتصميماً على الظفر بمكارم الغد. ومع أن نجاح الشعوب لا يقاس بعدد السنين، فإن ما تم من مكاسب في أقل من نصف قرن من المسيرة المباركة يبعث على الاعتزاز والفخر، ليس لدى الإماراتيين وحدهم، بل لدى العرب أجمعين، تيمناً بتجربة وحدوية ناجزة أثمرت دولة رائدة وشعباً راقياً منفتحاً مستعداً لإنجاز المزيد في ظل قيادة طموحة وواقعية تحفظ العهد وتؤمن بالإمارات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"