“الإرجاء” . . هل يمدنا بليبرالية إسلامية جديدة؟

04:37 صباحا
قراءة دقيقتين

دخل المرجئة التاريخ "كعملاء" لبني أمية، وكان الفكر "العلوي" لهم بالمرصاد، وكان بالمرصاد لكل مَن خالفه . . فهم لم يحاربوا بني أمية، وكانت فكرتهم تعتمد على إرجاء الأحكام . . وهذا معنى قول القائلين: إن الصراع في الإسلام كان سياسياً ولم يكن دينياً، فالمسلمون لم يختلفوا على مسألة دينية . أما "أول سيف سُلّ في الإسلام كان على الخلافة، أي على الحكم والسياسة" .
كان "التكفير" سائداً . فالذين دفعوا بالمسلمين البسطاء إلى "الاقتتال" . . كانوا كفاراً . وقال المرجئة: إن إطلاق أحكام "الكفر" مسألة لا تخص البشر . بل إن الله، سبحانه، هو الذي يحكم بالكفر يوم القيامة . فهم "يرجئون" الحكم إلى يوم القيامة، ويدعونه بيد الله، سبحانه، ومن هنا جاءت التسمية، وظهرت فرقة "المرجئة" في التاريخ الإسلامي .
وكان المرحوم أحمد أمين في "فجر الإسلام" الذي صدرت طبعته الأولى عام 1927 بمقدمة لطه حسين، أول من ذكر "المرجئة" ضمن ذكره للفرق الإسلامية في القرن الأول الهجري .
وهذا أفادني في تأمّل مدى القابلية للاستفادة من فكرة "الإرجاء" في سياستنا المعاصرة . إن في "الإرجاء" نوعاً من الليبرالية . فعدم إصدار الأحكام طابع ليبرالي، وهو التقاء بينهما .
وهنا يقف "اجتهادي" في التنبيه إلى ذلك، ففكرة السياسة المعاصرة "التفكير" في هذه الإمكانية . وسأعينهم من جانبي في هذا المسعى .
1- على الليبراليين الجدد أن يتمسكوا بالانتخاب وصندوق الاقتراع .
2- كان المرجئة القدامى، يقدمون الإيمان على ما عداه من الممارسات الدينية . وكان شعارهم: "لا تضر مع الإيمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة" . فإن كان الإيمان راسخاً لا تضر معه أية معصية يرتكبها الإنسان، أما إذا كان الإنسان كافراً فإن إتيانه بالطاعات لا تنفع . وهذه أهمية الإيمان بمبدأ، فإن كان الإيمان غالباً، فإنه لا تضر معه أية مخالفة له . أما إذا كان الكفر غالباً، فإنه لا تنفع معه أية طاعة لمواضعاته .
3- كان هذا "الشعار" يسيح مع "الإرجاء"، جنباً إلى جنب، وكان هذان المبدآن يمثلان فكر "المرجئة" التي مثلّت بذرة لليبرالية، لابد من الاستفادة منها في حياتنا المعاصرة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"