«أسبوع التراث المغربي» نافذة على فنون المغرب التقليدية

تستمر فعالياته 7 أيام في البيت الغربي
23:52 مساء
قراءة 5 دقائق
الشارقة علي كامل خطاب:
افتتح عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث أمس، فعاليات «أسبوع التراث المغربي»، التي تقام على مدى أسبوع في البيت الغربي بقلب الشارقة، بحضور محمد البرنوصي القنصل العام للمغرب لدى دبي والإمارات الشمالية، ولفيف من المسؤولين في القطاعين العام والخاص.
شملت الفعاليات عروضاً من الحرف التراثية اليدوية المغربية والفنون الشعبية، والطبخ التقليدي، والألعاب الشعبية، ومعارض صور، إضافة إلى عرض أفلام وثائقية عن تراث البلد الضيف، كما يتضمن برنامج الاحتفال فقرات تراثية من فنون وأهازيج، تقدمها فرقة الصفا الفولكلورية المغربية، وتقام خلال الأسبوع في أماكن مختلفة من الشارقة لإطلاع أكبر عدد من الجمهور عليها.

يقول عبد العزيز المسلم: «أعتقد أن اختيار المغرب ليكون الدولة الثانية في شهر الفعاليات التي يستقبلها البيت الغربي اختياراً موفقاً، فالمغرب يتميز بالتنوع التراثي الرائع. وتركز الفعاليات على فنون العمارة المغربية المتميزة إلى جانب المنتجات التقليدية كما توجد ورش عمل للتدريب فضلاً عن الأكلات المغربية».
وعن المشاركات الإماراتية في المغرب يقول: «شاركنا في مهرجانات عدة، منها مهرجان المغرب وحكايات شعبية. نحاول أن نستفيد من الخبرات المغربية وتوظيفها للحفاظ على التراث العربي، فلدينا في معهد الشارقة خبرات مغربية عدة، كما يأتي كثيرون من المملكة للتدريب، فالتعاون متبادل على المستويين الثقافي والتراثي المعرفي. كما نتعاقد مع خبراء من المغرب لتسجيل بعض عناصر التراث غير المادي على لائحة اليونيسكو، فالخبرات المغربية لها بعد دولي كبير في مجال الحفاظ على التراث».
محمد البرنوصي، القنصل العام للمغرب بدبي والإمارات الشمالية، يقول: «نقدم من خلال أسبوع التراث المغربي التعريف بما تزخر به المملكة من تراث عريق، وهي مناسبة للتعرف إلى المنتج التراثي والحضاري والثقافي الذي تتفرد به».
ويرى أنها فرصة للتعريف بالتراث الإسلامي العربي للزوار من كل أنحاء العالم، خصوصاً أبناء الجالية المغربية صغار السن للتواصل مع ثقافة بلادهم الأصلية.

ويحتوي معرض الملابس المغربية في الأسبوع الثقافي على مجموعة متميزة من اللباس التقليدي المغربي، الذي يتميز بحسن الصنعة وروعة الألوان المستخدمة، والتي حيكت يدوياً. وتقول حنان منوار، إحدى العارضات: «كل ما يقدم هنا تقليدي، ويعبر عن الثقافة المغربية في الملابس، خصوصاً الزي النسائي الذي يمتاز بروعة التطريز. تلك الملابس التراثية والشعبية حافظنا عليها منذ قرون، ولكل منها مناسبة منها الأعراس والمناسبات الدينية، والاجتماعية وهي أداة تعريف بنا لتميزها وتفردها»، مشيرة إلى أن لكل نوع من الثياب خاصيته، وأن المغربيات مازلن يفضلن الخياط اليدوية والتصميمات الحديثة.

وتتحدث منوار عن بعض أنواع الخياطة المغربية، ومنها الفاسية وتتميز بأصالة عريقة، و«الصقلية» المترقرقة باللمعان وتفضلها المرأة الفاسية، وأيضاً «الرباطية» ويطلق عليها أيضاً الخياطة المخزنية، أما عن أنواع الملابس الرجالية فتتنوع بين «الدراعية، والقفطان، والجلابية».

واحتلت العمارة المغربية جزءاً كبيراً من الفنون الإسلامية التقليدية العريقة، التي كان وما زال لها أبرز الأثر في كثير من الإبداعات العمرانية منذ مئات السنين وإلى عصرنا الحاضر، وهي شامخة بكل ألون الإبداع والفن والابتكار. ويحتفي جناح الصور، في المعرض بمجموعة متميزة من الصور التراثية، ويتعرض إلى المعالم السياحية المهمة في المملكة، وتظهر للزوار مدى الحفاوة بالثقافة الإسلامية والعربية في العمارة التقليدية من مساجد ومنازل وعمائر، وأنها احتوت على الكثير من مفرداتها وكيف ترجمها المعماريون المغربيون وعكسوها في منتجاتهم وموروثهم الثقافي.

وتستطيع أن ترى في بعض الصور المنازل المغربية بطابعها الخاص المميز، فهي منقوشة كلياً أو جزئياً، إلى جانب الزخرفات الفنية في الأسقف الجبسية، ما يدل على أن المعماري المغربي تميز بالكثير من قوة الملاحظة، والتأمل، والدقة، والحكمة، والإلمام بقواعد الرياضيات والهندسة بصفة خاصة، إلى جانب الزخرفة وفنياتها.
فاتن هلال بك، فنانة مغربية وإحدى المشاركات، تقول: «الأسبوع الثقافي فرصة لتلاقي الحضارات والتعرف إلى الثقافة التراثية والعادات المغربية من مأكل وملبس وثقافة وحضارة وفنون وإبداعات، إلى جانب أن الشعوب العربية متعطشة لمعرفة ثقافة الآخر، ومد جسور التواصل الثقافي بين أبناء الوطن العربي يحتاج إلى جهود كبيرة تعد هذه الفعاليات إحداها».
وترى أن الفنون بجميع أشكالها تلعب دوراً كبيراً في توطيد العلاقات بين البلدان، بعيداً عن اللغة الحادة، وتؤكد أن الثقافة المغربية تفتح ذراعيها لاحتواء كل الثقافات، وأن 12 قرناً من الموروث الثقافي كفيلة بجعل المغرب قادراً على حفظ الموروث والثقافة العربية.
وتضيف: «كنت هذا العام سفيرة الأغنية العربية المعاصر في الأسبوع الثقافي المغربي بأبوظبي، وكان هذا بالنسبة إلي محاولة للتعريف بالثقافة المغربية والعربية. فالفن إحدى الوسائل التي تبرز من خلالها الثقافة، على جانب المحاضرات والندوات والأسابيع التراثية».
وقدمت فرقة الصفا الفولكلورية المغربية، عروض الافتتاح إلى جانب عدة عروض أخرى استمتع بها الجمهور وأبرزت ما يحتويه التراث الثقافي والفني للمغرب من غنى وقدرة على الإبداع.
عبد الله المغربي، رئيس فرقة الصفا المغربية الفولكلورية، يقول: «قدمنا في الأسبوع الثقافي عروضاً ورقصات تراثية ومنها (القناوي والهواري)، على أصوات الآلات الموسيقية التراثية مثل الطبل والدربوكة، والقراقب، والدفوف، وآلة النفار، وهي أهم ما يميزنا عن بقية البلدان، وكان يستخدم قديماً في إيقاظ الجمهور للسحور في رمضان».
ويضيف: «الفرق الشعبية التقليدية، هي مظهر من مظاهر الحفاظ على التراث المغربي بما تقدمه من عروض فنية تراثية، وتمثل جزءاً كبيراً من الفعاليات التراثية في داخل الدولة وخارجها ».

المطبخ المغربي

تقدم فاطمة الزهراء السعدي، خبيرة الحلويات والمسؤولة عن المأكولات المغربية، ورشة تحضير الأكلات، وتشير إلى تنوع الأصناف التقليدية ومنها «الكسكس والبيصارة والحريرة والطنجة والبسطيلة والسفة»، وغيرها من الأكلات الأخرى.
ويقول إدريس الدروسي، أحد المشاركين: «أقدم هنا الشاي المغربي على الطريقة التقليدية، ويُستخدم فيها الشاي الأخضر إلى جانب استخدام النعناع، بنفس الطريقة التي يُقدم بها منذ عصور قديمة».

ويشير الدروسي إلى تنوع الأطباق المغربية والحلويات بشكل خاص، ومنها «كعب الغزال، والغريبة، والشباكية، التي يكثر استخدامها في رمضان، والمخرطة التي تستخدم في وجبات الإفطار في الشهر المبارك».

ويضيف: «الكسكس، هو أول ما يرغب فيه السائح فور قدومه إلى إحدى مدن المملكة، ويقدم مع كؤوس اللبن، وهو أكلة رئيسة في الأفراح والمناسبات، أما الطاجين، وأشهره طاجين البرقوق، ويتكون من قطع لحم مع البصل والتوابل والبهارات». ويرى أن المطبخ المغربي يواكب الذوق العام ويتطور من عام إلى آخر، وهو معروف بالنسبة للثقافات العالمية، فهو محافظ على ثوابته التراثية، خصوصاً الأكلات الشعبية.

فقرات للأطفال

تحظى فعاليات الأسبوع الثقافي المغربي، بالعديد من الفقرات الترفيهية للأطفال. محمد عزام أحد الفنانين المغربيين، يقول: «اشتركت في الأسبوع الثقافي التراثي لتقديم فقرات للأطفال، نظراً لاهتمامي بهم، فالإبداع من أجل الطفل شيء جميل، والتراث المغربي اهتم بالطفل كثيراً، وقدمت من أجله كثيراً من الأعمال الفنية الراقية التي ترفع من مستواه الفكري والإبداعي».
ويضيف: «يشمل الأسبوع عدداً من الفعاليات الفنية، تُمتع الزوار وتعرفهم بالمنتج الفني المغربي الذي أسهم بدور كبير في التعريف بثقافة المملكة وكان له دور كبير في الحفاظ على تراثها».

ويؤكد أن حفاوة الاستقبال وفعاليات الأسبوع نفسها تشكل تقارباً كبيراً بين المفاهيم الثقافية في مختلف الشعوب العربية، وهذا ما يجده الزائر هنا حين يتعرف إلى الثقافة المغربية فيجدها لا تنفصل عن ثقافته، بل هي امتداد لها سواء كان الزائر إماراتياً، أو مصرياً، أو من أي دولة عربية، فالثقافة العربية واحدة، وعرضها هنا يبرز للزائر مدى قربها من بعضها بعضاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"