«أنتم بركتنا».. جسر بين الأجيال

جلسات مفتوحة في أحضان الطبيعة الأردنية
03:29 صباحا
قراءة دقيقتين
عمّان: «الخليج»

تستعيد مبادرة أردنية، أطلقها شباب في لواء الكورة ضمن محافظة إربد الشمالية، لقاءات قروية كانت تعقدها الأجيال السابقة بين أحضان الطبيعة؛ للنهل من تجارب كبار السن.
ويحرص الشاب فادي مقدادي رئيس جمعية «السنابل الذهبية» الاجتماعية مع مجموعة من أبناء قرية «التبنة» على جمع الآباء والأجداد بين حين وآخر في جلسة مفتوحة، وسط المزارع الوارفة على إطلالة جبلية؛ وذلك للاستماع إلى حكايات الماضي، وتحقيق التماسك بين الأجيال في القرية، والتوصل إلى حلول بشأن مشاكل وظواهر وقضايا مختلفة.
ويقول مقدادي: «إن مبادرة «أنتم بركتنا» جاءت بصورة تلقائية؛ بعدما لاحظ مع عدد من الشباب تراجع التواصل الحيوي القديم بين أبناء اليوم والجيل السابق؛ نتيجة انتشار عوامل التكنولوجيا والانشغال بالحاجات العصرية؛ ما انعكس على العلاقات الوطيدة، التي كانت تسود الموقف بين أجيال القرى، وانسحاب مظاهر التباعد السائدة في المدن».
ويضيف: «بدلاً من اكتفاء كبار السن، الذين نعتز بهم وبخبراتهم الحياتية المُلهمة بانتقاد جيل «الإنترنت»، واعتقاد الشباب أن الجيل السابق ما عاد يتفهمهم، ارتأينا استعادة الجلسات الودية؛ بحيث نسمع للكبار، ونستفيد من نصائحهم، ونُقارب بينهم وبين أصحاب الاهتمامات الجديدة».
ويشير مقدادي إلى نجاح اللقاءات الأولى، التي عُقدت في تحقيق أهداف عدّة؛ منها: جمع نحو 30 شخصاً من كبار السن لم يلتق بعضهم مع سواهم في جلسات واسعة بهذه الطريقة وسط أحضان الطبيعة منذ فترة، والغوص في أعماق الماضي، وتقديم حكايات واقعية ممتعة شدّت الشباب، ودخلوا في نقاشات إيجابية، وقرر عدد منهم إغلاق الهواتف بمحض إرادته، والكف عن الانشغال بصفحات مواقع التواصل الافتراضي خلال ساعتين إلى ثلاث ساعات يجلسها للتواصل الواقعي.
ويتابع: «ضمّت الجلسات المستمرة دورياً متقاعدين عسكريين ومتقاعدين من مؤسسات ووظائف رسمية ومحاربين قُدامى ومزارعين ومن تناوبوا على مهام المُختار وأصحاب مشاريع خاصة وغيرهم؛ حيث استذكروا رحلاتهم المختلفة، وسردوا معاناتهم مع الظروف الصعبة في زمنهم، ومواقف تدل على التعاضد والتكاتف بينهم، وتحدثوا عن خيرات الطبيعة، وما تحتاج إليه المنطقة من جهود وتخصصات ومبادرات شبابية تطلقها الجمعية من حين لآخر».
ويقول: «كانت هناك فقرات للأمثال والحِكم و«الضحك»، ومعزوفات على آلة الربابة، واستقبال الآباء والأجداد لأسئلة الشباب في شؤون مختلفة، وتأكيد العادات والتقاليد، والمشاركة في الأفراح والأتراح، واستعادة التآخي بين الجيران؛ وذلك وسط أجواء من الألفة والمودة».
ويردف: «نقوم أحياناً بتحديد موضوع واحد للنقاش؛ مثل المظاهر، ونفتح أحياناً أخرى الجلسة لحوارات عامة، فيما تتولى نساء القرية إعداد الطعام التقليدي، الذي يفضله كبار السن ويتشاركون مع الشباب على موائد قروية، ونقوم بتقديم هدايا رمزية لآبائنا وأجدادنا بينها عباءات شتوية».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"