قال الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث: نحرص على الالتزام التام والدقيق في تنفيذ مختلف مسارات العمل في المعهد، سواء ما تعلق منه بالجانب الميداني والتطبيقي، أو العملي والعلمي والأكاديمي، حيث يعتبر كل ذلك في حالة تكامل من أجل تحقيق أهداف المعهد وترجمة رؤيته ورسالته بشكل تام.
وأضاف المسلم: من هنا جاءت فكرة هذه الورشة التي تتكامل مع بقية الأنشطة والفعاليات والبرامج التي ينفذها المعهد، كما تكمن أهميتها في أنها تأتي قبيل انطلاقة أيام الشارقة التراثية في نسختها الخامسة عشرة، وبالتالي فهي جزء لا يتجزأ من الاستعداد والتجهيز لاستقبال الأيام التي تعتبر ظاهرة ثقافية عالمية كبرى مهمة ومميزة، زاخرة بالفعاليات والبرامج والأنشطة التراثية المليئة بالنشاط والحيوية والمعرفة والتسلية، وتتحول الفعاليات والأنشطة والبرامج إلى قبلة للجمهور والمختصين والمتابعين وعشاق التراث، والباحثين والراغبين في معرفة تراث الإمارات من زوار ومقيمين، كما أنها قيمة حضارية وثقافية ومعنوية تقدمها الشارقة إلى العالم العربي، ومحفل ثقافي مهم للتراث الشعبي والموروث الحضاري. ولفت إلى أن المعهد يعمل بشكل علمي ومنهجي من أجل تثبيت دليل للعمل الميداني، ويعتبر ذلك أحد الأساليب المعتمدة في جمع عناصر المادة التراثية ومن أدواته الرئيسية، في ظل سعي المعهد إلى رفد المجال التعليمي الأكاديمي بالمعارف العلمية النظرية والتطبيقية، ومجموعة المهارات المعرفية اللازمة؛ لتخريج باحثين قادرين على فهم واستيعاب أقسام التراث الثقافي المادي وغير المادي، وإدارة مشروعاته.
وتابع: تستند فكرة الدليل إلى تقسيم كل عنصر، أو كل وحدة تراثية، إلى جزئيات، تُطرح عنها وفيها وحولها أسئلة متتابعة، أو تُسجل بوصفها رؤوساً لموضوعات، تمثل توجيهات إرشادية للجامع الميداني، وتهدف إلى المساهمة في تطوير مهارات الباحثين في مجال جمع وتوثيق التراث والتاريخ الشفاهي. فالمعهد يعمل عبر رزمة من الممارسات والبرامج والأنشطة، على حصر عناصر التراث الثقافي غير المادي وحفظها وصونها ونقلها، فضلاً عن عمليات حماية التراث الحضاري والطبيعي وصيانته.
وذكر أن المعهد طرح منذ مطلع الفصل الدراسي الأول، 6 دبلومات تتّصل بالتراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي، هي الأولى من نوعها في العالم العربي، وتهدف إلى تهيئة وتدريب وتأهيل كوادر مهنية تعنى بحفظ التراث الخليجي والعربي، في ظل طموح المعهد إلى أن يكون المؤسسة المتخصصة، وطنياً وإقليمياً ودولياً في رفد الميدان الثقافي والتربوي والسياحي بأطر مزوَّدة بالمعارف والمهارات اللازمة لإدارة فعالة للتراث الثقافي وحفظه وصونه، وتعزيز الوعي بأهميته؛ من أجل خلق أجيال واعدة تسهم في بناء المعرفة الإنسانية، وتنمية الاقتصاد الثقافي، ومن بينها دبلوم يتعلق بالعمل الميداني وكيفية جمع المعلومات من الميدان.