«تشابيك».. رسم بالمسمار والخيط

فن خارج عن المألوف يبتكره لبناني
02:25 صباحا
قراءة دقيقتين
بيروت:رنه جوني

«تشابيك» فن عالمي طرق باب لبنان للمرة الأولى مع الشاب أحمد ضاهر الذي أراد أن يقدم نموذجاً فريداً للرسم بالمسمار والخيط ليولد أفكاراً تصلح لتكون لغة تحاكي ثقافة وواقعاً واحترافاً بات الوقوف عنده ضرورياً، فن غير مألوف، وفريد من نوعه في لبنان. في محترف صغير يشبه «دكان جدي» و بين المسامير والخيطان يرسم ضاهر، ابن بلدة كفر رمان الجنوبية قصة موهبته التي تلاصق يومياته في حياكة «ألوان الفرح» التي تخرج من خلف «مسامير صغيرة» تحولت إلى «لغة» يتحدث بها في زمن «فوضى اللغات»، جمع في داخلها كل «أنواع الفن والإبداع».
تتحرك أنامل ضاهر لغزل أفكار رسمها ووضع لها تصميمها قبل أن تلتحم بلوح خشبي يتحد مع مساميره وخيوطه لتنسج صورة لها قوانينها التي كرّسها في «ميثاق» فني خارج عن «المألوف» إذ يجد داخلها «الحياة والروح».
ساعات طويلة يمضيها ليغازل أدواته ليبدع لوحات شخصية، فنية، تراثية، تعبيرية، متجردة من كل قيود. دخل الشاب اللبناني هذا العالم في عمر ال14 حين كان «يشَبَّك» ألعاب الكشاف ومنه نشأت علاقة ود مع إبداع صعب وممتنع يحتاج إلى صبر وحنكة وذكاء ودهاء.
في المحترف الصغير الذي تنتشر فيه أعماله وأفكاره التي يترجمها «هدايا» مميزة تحمل قيمها الخاصة وفق تعبيره ينكب ضاهر على إتمام مشروع «تشبيك» جديد يستهوي رغبات مواطن قرر أن يحتفظ بصورته الخاصة «مشبكة» بالخيط والمسمار، يبدأ عمله من التصميم عبر الكمبيوتر ثم ينطلق عبر لوحة خشبية ومسامير وخيطان، ممسكاً بشاكوش وقطاعة.
يقول ضاهر: «كل لوحة تحتاج مئات المسامير، المرحلة الأولى تبدأ برسم اللوحة بالمسامير ثم بعدها نبدأ بالتشبيك عبر الخيوط التي تختلف ألوانها وفق كل لوحة، ولا أتوقف على رسم الوجوه بل أيضاً أتعداها إلى الرسم بالكلمات والتعابير التي تضفي الخيطان عليها رونقاً مختلفاً، و«للهدايا ذوق مختلف»، وهذا ما تلحظه من خلال أعماله التي يحكي كل واحد عن نفسه وبطريقة وهندسة مختلفة. وللوهلة الأولى تظن أنك أمام عالم جديد يحاكي الدقة والجمال والذوق الفني الرفيع وهذا ما يراه ويصنعه ب«التقنية الإبداعية الفنية التي تولد ثقافة جديدة وإتقاناً لما نعمل به بعشق».
أسهمت زوجته في حثه على فتح «تشابيك»، بعد أن حوّل صالون المنزل إلى ساحة خيطان، وتقوم بالتسويق لهذا الفن الذي يلقى رواجاً وتفاعلاً بين الناس.
يستمد ضاهر أفكاره من مجتمعه الغني بالأفكار، من الطبيعة إذ يعمد إلى تدوير النفايات ليستخدمها في أعماله. حوّل إطارات الدراجات «لمبادرات» غاية في «الدقة»، والأبواب القديمة زينت محترفه.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"