«خلّيك بالبيت»

02:05 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

بين المزاح والجد، صارت عبارة «خليك بالبيت» جزءاً أساسياً من حياتنا، وجزءاً من الحملات الوقائية التي تواكب حملات أطلقتها منظمة الصحة العالمية، داعية الناس إلى البقاء في بيوتهم مساهمة في الحد من انتشار وباء «كوفيد ١٩».
لم يتخيل البعض أن تكون الدعوة إلى البقاء في المنزل جدية إلى هذا الحد، إذ من عادة الإنسان أن يستسهل الأمور طالما أنها بعيدة عنه، ولم يُصب هو، أو أحد معارفه، بأي من سهامها؛ إلى أن شارك في الترويج إعلاميون ومشاهير في الفن والرياضة عربياً، وعالمياً.
هاشتاج «#خليك_بالبيت» أطلقه إعلاميون لبنانيون، وتولى كل منهم نشره على صفحته عبر «تويتر» وبقية وسائل التواصل الاجتماعي، داعياً الجمهور إلى البقاء في المنزل.
الإعلام لعب دوراً إيجابياً في هذه المرحلة، وإحدى القنوات تبنت شن حملات توعية مستبقة دولتها في إعلان حالة الطوارئ. واستشعر الإعلاميون الخطر، فتحملوا المسؤولية وبادروا إلى لعب الدور التوعوي الذي يفرضه الواجب المهني، والإنساني عليهم.
اللافت أن الحملة اتسعت، وكبرت ككرة الثلج، خصوصاً حين شارك فيها ممثلون، ومغنون لهم ثقلهم، وجمهور كبير يتابعهم، ويتأثر بهم. منهم من وضع صورة له مع الكمامة، ومنهم من صوّر نفسه مع أطفاله. والكل متفق على ضرورة الالتزام بالوقاية، وحماية النفس، والآخرين، من هذا الوباء اللعين.
«خليك بالبيت» دعوة أيضاً لاكتشاف نفسك، مواهبك، وربما اكتشاف أفراد أسرتك، ومواهبهم، وفرصة لإعادة وسائل الإعلام حساباتها، وتحمّل مسؤوليات يحتمها عليها الضمير المهني، والواجب الإنساني. وكما فرضت الظروف على القطاع التربوي خلق بديل عن تواجد الطلاب في المدارس، عبر إطلاق الدراسة عن بعد، بإمكان القنوات التلفزيونية إجراء تعديل على برامجها، ليس لمواكبة «مصائب كورونا» لحظة، بلحظة، والتسابق في سرعة بث الأخبار السوداء عن تزايد أعداد الوفيات، بل بتقديم ما يشغل الناس، ويفيدهم، قليل من التسلية، والترفيه، وقليل من الفكر، والمعلومات.
ربات المنزل وجدن في المحنة فرصة لتعليم البنات بعض الأشغال اليدوية، والآباء يشغلون وقتهم مع أطفالهم والمراهقين بألعاب الفكر، والرياضة، فلمَ لا يكون للقنوات دور أيضاً في تقديم بعض تلك الأفكار، وفرصة لإعادة بث بعض أهم الأفلام من أرشيف السينما العربية، والعالمية، وحوارات تلفزيونية أجريت قديماً مع مشاهير راحلين؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"