الأزهر الشريف.. جامع وجامعة منذ أكثر من 1000 سنة

بناؤه بدأ وانتهى في رمضان
03:59 صباحا
قراءة 3 دقائق
إعداد: هند مكاوي

الأزهر، أول جامع أنشئ في القاهرة، التي اكتسبت لقب مدينة الألف مئذنة، ويعتبر أهم المساجد في مصر وأشهرها بالعالم الإسلامي، مساحته حالياً 12000 متر مربع، ويمزج بين كونه جامعاً وجامعة منذ أكثر من 1000 سنة، وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر.

أنشأ الجامع الأزهر جوهر الصقلي بعد فتح القاهرة، بأمر من المعز لدين الله، أول الخلفاء الفاطميين بمصر، فبعدما أسس المدينة شرع في إنشاء الجامع، ووضع الخليفة المعز لدين الله حجر الأساس في 14 رمضان سنة 359 ه - 970م، واكتمل البناء في رمضان سنة 361 ه - 972 م.

اختلف المؤرخون في أصل تسمية الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمناً بفاطمة الزهراء، ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإشادة بذكراها، ولم يطلق على الجامع مسمى الأزهر في بداية إنشائه، وإنما عرف بجامع القاهرة نسبة لعاصمة الفاطميين الجديدة، وسُمى بالأزهر في وقت متأخر.

تطور

تألف الجامع الأزهر، وقت إنشائه، من صحن تحيط به ثلاثة أروقة، أكبرها رواق القبلة، وعلى الجانبين الرواقان الآخران، مساحته وقت إنشائه تقترب من نصف مسطحه الحالي، وأضيفت مجموعة من الأبنية شملت أروقة جديدة، ومدارس ومحاريب ومآذن، غيرت من معالمه الأولى، وأصبح معرضاً لفن العمارة الإسلامية منذ بداية العصر الفاطمي.

للأزهر ثلاث قباب، أجملها وأكبرها فوق المدرسة الجوهرية الملحقة به، لأنها تقوم على رقبة ذات شماسات ثم عقود مدببة مزينة من الخارج بنقوش عربية غاية في الجمال، على يمين الأزهر أروقة مختلفة عبارة عن الشؤون الإدارية لطلاب الأزهر، ويزين الجامع 380 عموداً، ويتميز شكل صحنه باحتفاظه بالشكل المربع الذي أقيم عليه. تألف الإيوان الشرقي، إيوان القبلة، من خمسة أروقة أو «بائكات»، ويتكون الإيوانان القبلي والبحري من ستة أروقة، والإيوان الغربي من رواق واحد يدور حول الصحن، أنشأه الحافظ لدين الله وكان باب المسجد يتوسط هذا الرواق.

أول عمارة أدخلت على الأزهر كانت على يد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله، الذي زاد في مساحة الأروقة، وأقام قبة حافلة بالنقوش الجصّية البارزة قائمة حتى اليوم.

العصر المملوكي

في العصر المملوكي، اعتنى السلاطين بالأزهر بعد الإهمال الذي لحقه في العصر الأيوبي، وكان الأمير عز الدين أيدمر أول من اهتم به، فجدد الأجزاء التي تصدعت، ورد ما اغتصبه الأهالي من ساحته، وجمع التبرعات التي تعينه على تجديده، فعاد للأزهر رونقه وبهاؤه ودبت فيه الحياة بعد انقطاع، واحتفل الناس بإقامة صلاة الجمعة فيه في 18 ربيع الأول سنة 665 ه - 19 من نوفمبر 1266م. بعدها، أنشأ الأمير علاء الدين طيبرس، نقيب الجيوش في عهد الناصر محمد قلاوون المدرسة الطيبرسية (709 ه - 1309م)، وألحقها بالجامع الأزهر.

عقب ثلاثين عاماً على هذه العمارة، أنشأ الأمير علاء الدين آقبغا، أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون، سنة 740ه - 1340م، المدرسة الأقبغاوية، ثم بنى الأمير جوهر القنقبائي خازندار السلطان الأشرف برسباي مدرسة ثالثة عُرفت بالمدرسة الجوهرية، تقع في الطرف الشرقي من المسجد، تشتمل على أربعة إيوانات رغم صغر مساحتها، أكبرها الإيوان الشرقي، وبه محراب دقيق الصنع، وتعلو المدرسة قبة جميلة. لم تتوقف العمارة في الجامع الأزهر في عهد المماليك الجراكسة، فهدم السلطان قايتباي المحمودي سنة 873 ه - 1468م الباب الواقع في الجهة الشمالية الغربية للجامع، وشيده من جديد، وأقام على يمينه مئذنة رشيقة من أجمل مآذن القاهرة، ثم بنى السلطان قنصوة الغوري المئذنة ذات الرأسين، أعلى مآذن الأزهر، وهي طراز فريد من المآذن يندر وجوده في العالم الإسلامي. أكبر عمارة للجامع الأزهر أجراها عبدالرحمن بن كتخدا سنة 1167 ه - 1753م، وكان مولعاً بالبناء والتشييد، فأضاف إلى رواق القبلة مقصورة جديدة للصلاة يفصل بينها وبين المقصورة الأصلية دعائم من الحجر، وترتفع عنها ثلاث درجات، تضم ثلاثة محاريب. وأنشأ من الناحية الشمالية الغربية المطلة حالياً على ميدان الأزهر باباً كبيراً، يتكون من بابين متجاورين، عُرف باسم باب المزينين، كما استحدث باب الصعايدة، وأنشأ بجواره مئذنة لاتزال قائمة، ويؤدي الباب إلى رواق الصعايدة أشهر أروقة الأزهر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"