الروبصة: مشكلة النوم وقوفاً عند الأطفال

01:26 صباحا
قراءة 3 دقائق

تعني الروبصة بشكل خاص الأطفال الصغار، وخاصة الذكور منهم، وتبدأ هذه المشكلة في النوم في عمر الرابعة وتختفي عادة في عمر المراهقة . فكيف نتعرف إليها ونعتني بها؟

إذا تجوّل طفل في الليل، وعيناه مفتوحتان وهو في حالة نوم عميق فهذا يعني أنّه يعاني من الروبصة، ذلك أنه من أعراض هذا الاضطراب أن تكون العينان خلالها مفتوحتين بيد أن التركيز والانتباه يكونان معدومين ويسودها الوعي النسبي، لا سيما أن الولد يكون قادراً على السير والشرب والعودة مجدداً إلى النوم ما إن يطلب إليه ذلك .

في شكلها النموذجي، ينهض المروبص بعد ساعة إلى ثلاث ساعات من النوم، خلال مرحلة النوم العميق البطيء . ويبقى وجهه غير معبّر، وهو يتمتم أحياناً، ويمشي ببطء، ويمكن أن تدوم نزهته لبضع دقائق لتصل إلى نصف ساعة، في غرفته أو في كافة أرجاء المنزل .

ويمكن للمروبص أن يقوم ببعض الأفعال مثل تقشير فاكهة أو الشرب أو السير في مناطق خطرة على الشرفة أو على الطريق العام .

وبما أنه يكون عديم المهارة، يمكن أن يجرح نفسه، ومن هنا تكمن أهمية وضع مغلاق للأمان على النوافذ والأبواب قبل الذهاب إلى النوم .

ويقول الخبراء إن المروبص يبقى مرناً ويترك لأهله أن يعيدوه إلى السرير بسهولة . ولكن عليهم إدراك ذلك، لأن الفرط في الربوصة يمكن أن يحصل مرتين أو ثلاثاً في الليلة .

ويوضح الخبراء أنّ مقولة عدم إيقاظ المروبص خاطئة، ولذلك يوصون بعدم إيقاظه بكل بساطة لأنه يوشك أن يرتبك إن تمّ إيقاظه فجأة ويمكن أن يصبح عدائياً .

وتشير الإحصاءات إلى أنّ 11% إلى 6% من الأطفال من عمر 6 إلى 12 عاماً يعانون مشكلة الروبصة، ويتكرر هذا الاضطراب عندهم عدّة مرات في الشهر . وفي 60 إلى 80% من الحالات، تكون هناك سوابق عائلية .

وعندما يكون الطفل خطراً، وتتكرر هذه الحالة عنده مراراً وتتجاوز المدة عشر دقائق، أو عندما يقوم بأعمال خطرة، فإن هذه الحالة تكون خطرة . وفي هذه الحالة فقط، وبسبب الإرباكات التي يتعرض لها الأطفال وعائلتهم، يجب الخضوع للعلاج . أما إذا كانت الحالة عادية فلا لزوم لذلك، ولكن من المهم طمأنة الطفل، كما يجب إخضاعه لمعالجة نفسية إن لزم الأمر .

ويقول علماء النفس إن المشي أثناء النوم شائع بين الأطفال ولا يعد عرضاً لمرض أو اضطراباً نفسياً إنما هو مرتبط لديهم فقط بعدم النوم العميق وليس أكثر من ذلك، أما الشباب أو الكبار بشكل عام فالمشي لديهم أثناء النوم حالة مرضية يطلق عليها (السومنا بلزم)، فهو يكون في وعي وإدراك بالبيئة المحيطة به في حالة تذكر لصدمة حدثت له من قبل، ويكون المريض في عالمه الخاص في حالة شرود يمشي أثناء النوم فهذه الحالة نوع من الاضطراب النفسي .

وفي هذا السياق وجد باحثون سويسريون أن المشي أثناء النوم في مرحلة البلوغ والشباب تختلف عنها في مرحلة الطفولة وقد يكون لها صلة وراثية . وقالوا إذا كان أحد أفراد عائلتك يعاني اضطراب المشي أثناء النوم عليك أن تنتبه فقد تكون التالي .

وأوضح اختصاصيو الأعصاب في الجامعة السويسرية أن مشي النوم عند الكبار عكس الأطفال قد تترافق مع نشاطات خطرة وحوادث عدوانية، كما قد تختلط مع اضطرابات نوم أخرى مثل اضطراب سلوكيات النوم أو ما يعرف بحركة العين السريعة (REM) .

وفسر الأطباء أن النوم يتصاحب عادة مع شلل فسيولوجي يحمي الإنسان من الحركة وتجسيد أحلامه أما مع اضطراب حركة العين السريعة السلوكي فهذا الشلل الطبيعي لا يظهر .

وأظهرت نتائج الدراسة التي أجريت في مركز النوم التابع للمستشفى الجامعي في مدينة بيرن بسويسرا على 74 شخصاً بالغاً يعانون المشي أثناء النوم أن 32 في المئة من المرضى سجلوا حوادث عدوانية ظهرت خلال مشيهم أثناء النوم، في حين سجل 19 في المئة تعرضهم لإصابات وجروح وهم نائمون، ولجأ 40 في المئة إلى الصراخ العالي أثناء الليل .

ولاحظ هؤلاء وجود فرد واحد على الأقل من العائلة مصاب بمشي النوم عند 24 في المئة من المرضى، فيما حمل 50 في المئة منهم علامة وراثية في جهاز المناعة الموجود عند ربع سكان العالم فقط، و58 في المئة منهم يعانون هذه الحالة منذ الطفولة، و23 في المئة تعرضوا لمشكلات عقلية ونفسية، و18 في المئة مصابون باضطرابات عصبية .

وقال الباحثون إن معظم هذه الاضطرابات ترتبط بحالة المشي أثناء النوم التي تتميز بيقظة الجسد دون العقل أو فقدان القدرة على تهدئة أعضاء الجسم أثناء النوم، لذلك فإن معالجتها قد تساعد على التخلص من مشي النوم أيضاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"