«ياهو نيوز»
التربة نظام بيئي معقد يلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على الحياة على الأرض، ومثلما يمتلك جسم الإنسان نبضات قلب تشير إلى صحته، فإن للتربة أيضاً «نبضات قلب» خاصة بها يمكن مراقبتها من خلال الأصوات المختلفة التي تنتجها.
والطقطقة والنقرات والفرقعات هي الأصوات المنبعثة من كائنات التربة أثناء تفاعلها مع بيئتها، يمكن أن توفر هذه الأصوات رؤى قيمة حول النشاط البيولوجي ومستويات المغذيات والصحة العامة للتربة.
وتعج التربة بالحياة، من البكتيريا المجهرية إلى ديدان الأرض والحشرات، وتلعب هذه الكائنات دوراً حيوياً في الحفاظ على خصوبة التربة وبنيتها، وعندما تتحرك عبر التربة، فإنها تصدر أصواتاً يمكن اكتشافها وتحليلها لتقييم حالة التربة.
ومن خلال الاستماع إلى فرقعات التربة ونقراتها، يمكن للباحثين والمزارعين الحصول على فهم أعمق لصحة التربة، ويمكن أن تشير التغيرات في تواتر أو شدة هذه الأصوات إلى تغيرات بالمجتمع الميكروبي للتربة، أو مستويات المغذيات، أو محتوى الرطوبة.
وأتاح التقدم التكنولوجي التقاط وتحليل أصوات التربة في الوقت الفعلي، ويمكن لأجهزة الاستشعار والمعدات المتخصصة اكتشاف وتسجيل الأصوات الدقيقة التي تنتجها الكائنات الحية في التربة، ما يسمح بالمراقبة المستمرة لصحة التربة.
وتوفر مراقبة «نبض قلب» التربة من خلال الطقطقة والنقرات والفرقعات فوائد عديدة، فهو يمكّن المزارعين من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الري والتسميد ومكافحة الآفات، ما يؤدي إلى تحسين غلات المحاصيل واستدامتها، ويمكن للباحثين أيضاً استخدام هذه البيانات لدراسة تأثير تغير المناخ والأنشطة البشرية على النظم البيئية للتربة.
وتبدو الطقطقة والنقرات والفرقعات وكأنها أصوات بسيطة، ولكنها تحتوي على ثروة من المعلومات حول صحة التربة وحيويتها. ومن خلال الاستماع إلى «نبضات قلب» التربة، يمكننا أن نفهم هذا المورد الثمين ونحميه بشكل أفضل للأجيال القادمة.
