اتجهت الشركات في مختلف أنحاء العالم نحو إعادة تقييم وتعديل استراتيجياتها التسويقية والإعلانية في أعقاب الأزمة المالية العالمية بهدف ضمان الاستفادة المثلى من حملاتها الترويجية .
وبات التركيز الأساسي يتزايد حالياً، وأكثر من أي وقت مضى، على كيفية الإدارة السليمة للميزانية الإعلانية وسبل اختيار الأدوات التسويقية والوسائل الإعلامية المناسبة للوصول إلى الجمهور المستهدف ونشر الرسالة المطلوبة وتحقيق النتائج المرجوة .
وفي الوقت ذاته، لاتزال آفاق نمو سوق الإعلانات موضوع جدل، إذ تختلف التوقعات الصادرة عن الدراسات العالمية المتخصصة برصد واقع أسواق الإعلان والتسويق في العالم خلال السنوات القليلة القادمة، ولكن مما لا شك فيه أنّ الجميع يتفق على وجود اتجاه متنام نحو التحول من الإنفاق على الوسائل الإعلانية التقليدية، مثل الصحف، نحو الإعلام الرقمي مثل شبكة الإنترنت والهواتف النقالة واللافتات الرقمية التفاعلية .
وقال أحد الخبراء المتخصصين في القطاع، إنه من المتوقع أن يشهد الإعلان الرقمي بمنصاته المختلفة، وبالأخص اللافتات الرقمية التفاعلية، حالياً أعلى معدل نمو بين كافة قطاعات سوق الإعلان والتسويق .
وأضاف، لعلّ دعم هذا النمو يمثل التحول الأبرز الذي يشهده قطاع الإعلان الرقمي حالياً، سيّما بالتزامن مع تحديث البنى التحتية وتطوير تقنيات جديدة ومتقدمة مدعومة بنماذج أعمال موثوقة، بحيث شكل الإصدار الأخير من حلول اللافتات الرقمية التفاعلية على وجه الخصوص دافعاً رئيسياً لنمو قطاع التسويق والإعلان الرقمي، لاسيّما مع توجه عدد متزايد من الشركات نحو الاستفادة من قدرتها العالية على استقطاب المزيد من العملاء ودعم آفاق وفرص الأعمال .
وتساعد اللافتات الرقمية بصورة أساسية في إحداث تغيير جذري على مستوى المنهجية المتبعة لدى الشركات للتواصل مع العملاء، وذلك من خلال توفير منصة تفاعلية متخصصة للتعريف بالعروض وإطلاق الحملات الترويجية والوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور المستهدف . وتتميز اللافتات الرقمية عن وسائل الإعلام التقليدي بعامل أساسي يتمثل في قدرتها على تشجيع التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتصل بالعلاقة مع العملاء إلى مستوى جديد من التميز والحرفية .
وتعطى اللافتات الرقمية التفاعلية أهمية كبيرة كونها توفر العديد من المزايا الاستراتيجية بما فيها تعزيز نطاق عمل الشركات وترسيخ العلامة التجارية وتحسين سبل توفير الخدمات . وتأكيداً على الإمكانات الكبيرة التي توفرها اللافتات الرقمية التفاعلية، كشف دراسة حديثة أجرتها شركة أربيترون (Arbitron) للأبحاثبأنّ بين ما يزيد على 26 مليون مستهلك في المراكز التجارية اطلعوا بشكل أو بآخر على عرض تفاعلي ما، 92% منهم لاحظوا أو نظروا إلى الإعلان و84% منهم توقفوا لمشاهدته، في حين أنّ 70% تفاعلوا مع محتوى الإعلان . ويؤكد الرقم الأخير أنّ هناك نحو 18 مليون شخص اتجهوا نحو لمس الشاشة التفاعلية للحصول على المزيد من المعلومات .
وتشير هذه الدراسة إلى أن تقنية اللوحات الإعلانية العاملة باللمس تعد وسيلة تسويقية فعالة للغاية يمكنها أن تصبح نموذجاً في المستقبل .
كما تظهر الدراسة وبوضوح إقبال وحماسة الجمهور على تقبل هذه الوسائل والتكنولوجيا الإعلانية المتطورة .
ومن ناحية أخرى، تشير الدراسة أيضاً إلى المزايا الكبيرة التي يمكن أن توفرها اللوحات الإعلانية الرقمية للشركات، لا سيما في ما يتعلق بتعزيز قيمة العلامة التجارية وجعل العملاء على تواصل تفاعلي مع العلامة التجارية .
وإضافة إلى ذلك، يمكن لحلول اللوحات الإعلانية الرقمية المتطورة أن تعزز من إنتاجية الشركات كونها تعفي الموظفين من الذهاب إلى العملاء، ما يتيح لهم بالتالي التركيز على مهام أخرى لا تقل أهمية .
وتعد اللوحات الإعلانية الرقمية التفاعلية وسيلة جديدة تتيح المجال لتقديم محتوى فعال ومثير وجذاب، مما يعطي الناس سبباً كافياً للتوقف أمامها والتمعن بالرسالة الإعلانية المعروضة .
ومع نشوء جيل كامل في ظل تقنيات التراسل الفوري وخدمات الفيديو عند الطلب وأجهزة آي بود (iPod)، فإن قدرة الانتباه لدى معظم الناس آخذة بالانحسار .
وبالتالي، ستحتاج الحملات التسويقية إلى التحديث في كثير من الأحيان، ما يستلزم محتوى وإبداعاً جديداً للفت انتباه المشاهدين .
وفي حال كنت تعمل في مجال التسويق، يمكنك الوثوق تماماً بأن الاستثمار في مجال اللوحات الإعلانية الرقمية التفاعلية سوف يحسن بشكل كبير من مستوى الوعي بالمنتج المعروض ويؤدي إلى إثراء وتعزيز تجربة العملاء بشكل أكبر .
