بالصوت والصورة

عين على الفضائيات
03:45 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

ما يحصل في العالم العربي، وتحديداً لبنان والعراق، يعيد تسليط الضوء على وسائل الإعلام، ودورها المؤثر في كل مشهد سياسي، ووطني، وأمني. هي شريك مهم في صنع الحدث، ووسيلة للضغط قد يستخدمها أي طرف، وفي حال تمكنت من التسلّح ب«الحياد التام»، يكون لها نصيب من المعركة، لا يخلو من ضرب، وإهانة، وشتم.
تلك الوسائل التي نسعى إليها لنتابع تطور الأحداث، لاسيما كل مقيم خارج العراق ولبنان، هي رسائل تصلنا مباشرة، تعرف من مضمونها إذا كانت موجهة من السلطة إلى الشعب، أو بالعكس من الشارع إلى المسؤولين، أو أنها مبثوثة من طرف ثالث يلعب دوراً خبيثاً في إشعال الفتن، وتضليل الناس.
الإعلاميون شهود على ما يحصل على الأرض، ووراء الكواليس أحياناً. صعب أن يتحكموا في مشاعرهم، لكن «الحيادية»، والصدق، والأمانة في نقل الواقع كما هو، تفرض ذلك على كل إعلامي «حقيقي» يتحلى بإحساس بالمسؤولية. وبالصوت والصورة نصبح نحن أيضاً شهوداً، نتفاعل، ونتأثر، لذا تسعى أي جهة متضررة مما تبثه القنوات إلى سياسة التعتيم، وتجاهل الشارع، وتصويب الإرسال باتجاه ترفيه ما، أو برامج لا فائدة منها. وفي لبنان استخدم البعض العنف عبر كسر كاميرا، وضرب مصوّر ومذيعة، وتهديد وشتم، لإدخال الرعب في النفوس، وفرض حالة من الصمت الإعلامي.
مقابل الإعلام الذي يحاولون إسكاته بالقوة، هناك التواصل الاجتماعي الذي يستخدمونه أيضاً لبث رسائل صوتية مجهولة المصدر، تؤكد علمها ببواطن الأمور، وخفايا المخططات. إنها أفضل وسيلة لنشر الشائعات وخلق بلبلة بين الناس، والمفروض ألا تؤتي أُكُلها بعدما انكشف أمرها، وفهم الناس لعبة الحرب بالشائعات.
يبقى المصدر الأصدق في هذه الأحوال، هو الصوت والصورة، الشاشة ومراسلو القنوات المتنقلون على الأرض واضعين حياتهم في خطر، والذين تفرض عليهم مهنيتهم عدم «تسييس» الميكروفون، وعدم التدخل لإعلاء صوت على آخر.
قد يكون الإعلاميون (غير المتطرفين، ولا العاملون لخدمة جهات معينة) وعناصر الجيش، والقوى الأمنية في مختلف المناطق اللبنانية، هم الأكثر تعرضاً لضغوط اليوم من كل الجهات، هم واقفون في المنطقة الوسطية الفاصلة بين الأطراف، الواجب والمهنة يحتمان عليهم كبت المشاعر، وإلغاء الذات، والتعامل مع كل موقف بما يتناسب مع المصلحة العامة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"