بديع أبو شقرا: الفن كائن يتلون مع الأحداث

03:33 صباحا
قراءة 3 دقائق
بيروت: هدى الأسير

20 مسلسلاً تلفزيونياً، 7 أفلام سينمائية، 16 مسرحية، تجربة في تقديم برنامج «جار القمر»، ومشاركة في برنامج «الرقص مع النجوم»، حصيلة النجم بديع أبو شقرا، الذي بدأ مشواره الفني مع الكاتب والمنتج مروان نجار، وأنجز سلسلة أعمال لعبت فيها شخصيات منوعة، ليشق طريق النجاح على الشاشتين اللبنانية والعربية التي بدأت تهتم بعرض المسلسلات اللبنانية، ما أوصله إلى الجمهور العربي العريض.

* بعض المسلسلات توقف عرضها، وأخرى توقف تصويرها. إلى أي مدى تعتقد بأن الأوضاع اللبنانية الحالية انعكست على الدراما؟

- الوضع المتأزم على كل المستويات ليس مستجداً؛ بل نتيجة لوضع فني طالما نادينا بتحسينه، وتحويله إلى صناعة حقيقية في مواجهة التطور السريع الذي يشهده العالم، من خلال المنصات الإلكترونية الجديدة. نحن بحاجة إلى انتشار عربي وعالمي من خلال عمل عصري يتطلب صناعة درامية حقيقية تعود بمردود اقتصادي للبلد، إنما وللأسف لم نصل بعد إلى هذا المستوى، الأمر الذي أوقعنا في أزمة نعانيها فنياً وقد تكبر مع الأيام.

* ولكن هناك مبادرات خاصة استطاعت النهوض بالدراما لتصل إلى حال أفضل؟

- صحيح.. الدولة غائبة وخصوصاً الوزارات المعنية، وكذلك عن المؤسسات المانحة وتشجيع المتمولين للاستثمار في هذا المجال، أقله تخفيف الضرائب عنهم للنهوض بقطاع يُشكّل واجهة حضارية للبنان.

* هل ترى أن مسلسل «عروس بيروت» مثال لتلك المبادرات؟

- هذا صحيح، ولكنها تبقى مبادرات فردية لا تكفي للنهوض بالدراما اللبنانية، لا أحد يعلم ما هي الظروف التي تم تصوير مسلسل «عروس بيروت» فيها، وكم من صعوبات واجهها الإنتاج، لأننا لا نملك صناعة. وهذا ما يجيب عنه المخرج والكاتب والممثلون والمنتجون عن ظروف العمل المذلة التي تم العمل فيها في أوضاع لم تكن يوماً مهيأة لنهضة هذا القطاع.

* تُطالب بتخفيف الضرائب عن الأعمال، في وقت كنت تُطالب بفرض نسبة 10% على الأعمال الفنية، ما هذا التناقض؟

- ما قصدته، إعفاء التبرعات التي تستفيد من مؤسسات مانحة أو من الممولين الكبار، وهذا موجود في الدول المتقدمة، وطلب من النقابة فرض رسوم 10% على الفنانين غير اللبنانيين الذين يأتون للعمل في لبنان، لكي تذهب إلى صندوق التعاضد للنقابات الفنية، للاستفادة منها في التأمين والطبابة وغيرها من التقديمات التي يحتاج إليها الفنان اللبناني.

* ألا تفكر بكتابة عمل فني درامي أو سينمائي؟

- حاولت من قبل، ولكني شعرت بأنني لست بارعاً في هذا الحقل. الكتابة تحتاج إلى تفرغ وصبر ووقت وأنا لا أملك ذلك. وهذا لا يعني أنني سأوقف محاولاتي، وقد أنجح بكتابة نص يصلح لعمل مشهدي تلفزيوني أم سينمائي.

* عملت في السينما، المسرح والتلفزيون، أيها الأقرب لك؟

- لكل عمل متعته الخاصة. المسرح في الأغلب يكون الأقرب لكل الفنانين، السينما عندما تكون واقعية ومؤثرة تأخذ الفنان إلى عوالم أخرى، ومثلها التلفزيون، خصوصاً بعد ظهور المنصات الإلكترونية مثل: «شاهد» و«نتفلكس».. لم يعد التلفزيون أقل أهمية من السينما، إنما أصبح يوازيها أو ينافسها. أختصر لأقول: الفن كائن متحول يتلون مع تطور الظروف والأحداث.

* سبق وقلت مرة أن أداء الفنان يشبه تخطيط القلب صعوداً وهبوطاً.. فماذا تعني؟

- يحصل أن يمر الفنان بحالات فشل تدفعه إلى المزيد من الجهد ليحقق نجاحاً أكبر وأوسع. الخطأ ليس فشلاً بالمطلق، وعندما ينجح الفنان في دور لابد وأن تتضافر عوامل كثيرة لإنجاحه، لأن الأمر لا يتعلق به وحده؛ بل بكل العاملين معه من الكاتب إلى المخرج إلى المصور إلى الممثلين.

* بناء على ذلك، لا تحدد شروطاً للمشاركة في عمل ما؟

- أول شرط لقبولي أي عمل أن أحب الدور، وبعدها تأتي شروط الإنتاج وفريق العمل، علماً بأننا في لبنان لا نملك رفاهية الاختيار من بين الأعمال، ما يجعل عملنا صعباً ومرهقاً.

* يراودك شعور الاعتزال بشكل دائم؟

- لست وحدي من يراوده هذا الشعور. كل الممثلين يمرون بحالات مشابهة، وهذا «المود» طبيعي لدى الفنان.

* هل الفن في لبنان مهنة تُطعم خبزاً؟

- إلى حد كبير، بين المسرح والمسلسلات والأفلام، الدوبلاج والإعلانات. لكن المشكلة تكمن بعدم وجود صناعة مكرسة كقطاع إنتاجي له أسسه وقوانينه. ولعدم إقرار الدولة تنظيم قانون المهن الفنية، وبالتالي توفير ما يؤمن للفنان حياة كريمة له ولعائلته، وما يكفل له حاضره ومستقبله. إن حققنا ذلك، يكون الفنان في منأى عن غدرات الزمن. أملي أن يتحقق ذلك وإن كنت لا أتوقع ذلك في الظروف الصعبة الراهنة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"