ليس من السهل أن تقوم دار أو مجموعة باتخاذ قرار النشر للطفل، ذلك لأن الأمر يتطلب ذهنية قادرة على تجاوز مفاهيم النشر الكلاسيكية المتوجهة إلى فئات معينة من المجتمع، كما يتطلب حضوراً بارزاً للعملية التربوية وأسسها العلمية.
لذلك تكمن أهمية مشروع النشر الذي تنتهجه مجموعة «كلمات» التي أسستها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، في أنه استطاع تحقيق ذلك وفي فترة قياسية.
كرست المجموعة لذلك الغرض التربوي المهم، دارين متخصصتين في أدب الأطفال، وكل ما يتعلق به من النواحي التربوية، وهما دار كلمات التي أنشئت سنة 2007، ودار حروف التي أنشئت سنة 2013، وبسرعة كبيرة استطاعت كلتا الدارين أن تترك أثراً كبيراً في التأثير ليس على ثقافة وبناء وعي الطفل الإماراتي فقط، بل تجاوزت ذلك إلى الطفل العربي بشكل عام.
لقد نجحت الدار الأولى «كلمات» في توفير كتب للأطفال معدة وفق معايير في غاية الجودة على المستوى العالمي، وعملت على أن يقف وراء كتابة ورسومات تلك الكتب، نخبة من الكُتّاب والرسامين المتميزين، والذين حصل بعضهم على جوائز عالمية في مجال أدب الأطفال، لذلك تبوأت من دون عناء المراتب الأولى في الجوائز التي تُمنح للدور العاملة في هذا السياق، وقد فازت الدار منذ تأسيسها بجوائز عدة من بينها جائزة «عربي 21» من مؤسسة الفكر العربي لعام 2012، وجائزتان من جوائز «عربي 21» في نسختها الثالثة في عام 2015، كما تم ترشيحها ضمن القائمة القصيرة لأفضل ناشر عن منطقة آسيا في معرض بولونيا لكتاب الطفل لعامي 2013 و2014 وتم اختيارها ضمن القائمة القصيرة للامتياز في صناعة النشر في معرض لندن للكتاب لعام 2014 .
تجربة أخرى في نفس إطار الاهتمام بالطفل وتعليمه وأدبه وثقافته وهي التي جسدتها بنفس الإتقان الآنف الذكر الدار الأخرى «حروف»، والتي اهتمّت بإيجاد وسائل تعليمية عصرية ومبتكرة للأطفال باللغة العربية ولديها في هذا السياق العديد من المطبوعات الورقية والرقمية، وقد عملت قبل إطلاقها الرسمي على مشاريع بحثية عدة مع أكثر من 30 مدرسة في الشارقة، لإيجاد أفضل الممارسات التعليميّة في النشر وتطوير قدرات الأطفال.
اعتمدت «حروف» منهجية متنوعة وشاملة تمكنت من خلالها تحقيق استراتيجيتها التعليمية، ومواكبة التطور الهائل في الوسائل التعليمية الذي يشهده العالم تزامناً مع الثورة الرقمية ومعطياتها التي تؤثر بالتأكيد في الطفل باعتباره جزءاً من المجتمع.
إن مجموعة «كلمات» من خلال اهتمامها العالي والواعي والمؤسس على استراتيجية واضحة بالطفل، تثبت لكل الناشرين حول العالم، وللعرب خاصة، أن مجال الممارسات النشرية هو بالدرجة الأولى مجال تنموي، ينبغي أن يدخل في إطار تنمية وبناء الإنسان، وليست هناك مرحلة في ذلك البناء أهم من الاهتمام بالطفل وتأسيس وعيه على أسس ومنطلقات مدروسة تقيه تأثيرات العولمة والثقافات الأخرى التي صارت تنتقل بسهولة، وتربطه بأصالته، وتوفر له في نفس الوقت فرصة للاستفادة من عصره والتطور الحاصل فيه دون تأثيرات سلبية.
محمدو لحبيب
المزيد من الأخبار
![فرشاة أسنان داخل معدة طالبة مصرية طوال 3 أشهر](/sites/default/files/2024-07/6186971.jpeg)
![منطقة-الانهيار](/sites/default/files/2024-07/6186969.jpeg)
![نهر السين سيكون على موعد مع حفل افتتاح رائع](/sites/default/files/2024-07/6186967.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6186963.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6186961.jpeg)
![البقايا المتفحمة في مقر التلفزيون البنغلادشي في دكا والذي أحرقه المحتجون (أ.ف.ب)](/sites/default/files/2024-07/6186959.jpeg)
![بايدن يعانق ابنه هانتر أمام السيدة الأمريكية الأولى بعد مخاطبة الأمة من المكتب البيضاوي (أ ف ب)](/sites/default/files/2024-07/6186957.jpeg)
![1](/sites/default/files/2024-07/2441664_6186759_0.jpg)