ثورة رقمية تقودها حواسيب "الألترابوك"

01:26 صباحا
قراءة 4 دقائق

تخضع الحواسيب الشخصية إلى تغيير جذري في تصميمها منذ ظهور حاسوب IBM قبل ثلاثة عقود، ويقود هذه الثورة الجديدة حواسيب الالترابوك ونظام تشغيل ويندوز 8، حيث نجحت تصاميم حواسيب الالترابوك النحيلة في المواضع التي فشلت فيها حواسيب نوت بوك من حيث الأداء وعمر البطارية والمواصفات .

تطورت مواصفات حواسيب الألترابوك في الآونة الأخيرة، بعدما كانت تعتبر مجرد نسخ من حواسيب الماك بوك التي تنتجها شركة آبل، حيث غيرت حاسوب توشيبا Satellite U845W المحمول بشاشته العريضة السينمائية مفهوم الحواسيب الشخصية .

كلنا يعرف أن الثورات تحدث تغيراً في الوضع الراهن، وتَجُب كل ما جاء قبلها، لكن الثورة التي تقودها حواسب الألترابوك لم تفعل ذلك، بل تعاونت مع الأجهزة التقنية الحالية لتطوير مفهوم الحوسبة الشخصية واستقطاب جيل جديد من المستخدمين، وقد أظهر الحاسوب الشخصي PC تأقلمه مع جميع المتغيرات والعصور، حيث طرأت تطورات كثيرة على شكله وتصميمه وأدائه لتلبية جميع احتياجات المستخدم، وقد برهن إعلان مايكروسوفت عن حاسوبها اللوحي سيرفيس ونظام ويندوز8 على مدى مرونة الحواسيب الشخصية وأهميتها في العصر الرقمي الحديث .

تمثل حواسيب الألترابوك المحمولة بتصميمها النحيل والأنيق والتي تدعمها شركة أنتل مستقبل الحواسيب الشخصية . وتعتبر الحواسيب اللوحية رائعة لتصفح الإنترنت ومشاهدة مقاطع الفيديو والاستماع إلى الموسيقا، لكن المستخدمين بحاجة إلى لوحة مفاتيح لتحسين الإنتاجية، وهنا يأتي دور الالترابوك الذي يجمع بين بعض الخصائص المهمة مثل اللمس وعمر البطارية الطويل وبين الحفاظ على جوهر الحاسوب الشخصي المتمثل في الأداء والإنتاجية الرقمية .

نحن نعيش الآن ثورة حاسوبية جديدة، وذلك بفضل حشد كبير من المستخدمين والمطورين الذين يسعون دائماً إلى ابتكار طرق جديدة ومتنوعة للتفاعل مع البيانات وخلق حلقة وصل اجتماعية بين جميع المستخدمين، وتقوم شركتا آبل ومايكروسوفت بابتكار نظام موحد يتمكن المستخدم من خلاله من الانتقال وبكل سهولة من الهاتف المحمول إلى جهاز الحاسوب أو جهاز الماكنتوش، وكلها متصل عبر الخوادم السحابية Cloud، ويتقدم هذه الأنظمة ويندوز 8 .

والمتوفر بإصدارات تناسب جميع الأجهزة من حواسيب شخصية ولوحية وهواتف ذكية .

ومن سمات الثورة الحاسوبية الجديدة اتصال المستخدمين الدائم بشبكة الإنترنت، وظهور خدمات التخزين السحابية Cloud وأنظمة الحوسبة المتنقلة، وقد أسهم المستخدمون في هذه الثورة أيضاً بتبنيهم لوسائل الإعلام الرقمية وتعاملهم مع الأجهزة والأدوات على أنها مستقبل الإنسانية المنيرو المشرق .

قبل إنتاج الآي فون، كان سوق الهواتف المحمولة مجزءاً للغاية، حيث كانت الهواتف تشبه بعضها ونادراً ما ترى اختلافاً فيها، والآن أصبحت الهواتف تختلف في مواصفاتها وكاميراتها وسرعة معالجاتها .

ومع انتشار شبكات الجيل الرابع 4 واستخدامها في حواسيب مثل ماك بوك برو وماك بوك أير، أسهم ذلك أيضاً بتطوير خدمات التخزين السحابية Cloud، حيث استحدثت آبل خدمة iCloud، وستقوم مايكروسوفت بدمج خدمتها التخزينية SkyDrive في نظام ويندوز 8 .

يظهر إنتاج مايكروسوفت الجديد سيرفيس أن الحواسيب الشخصية تتجه إلى طريق جديد، فهذا الجهاز يشبه بشكله الحواسيب اللوحية لكنه يستطيع تشغيل معظم برامج وتطبيقات ويندوز ومن ضمنها أوفيس، كما أن خدمة SkyDrive تعتبر جزءاً لا يتجزأ من نظام ويندوز 8، بحيث يمكن تخزين وثائق ومستندات برنامج آوفيس 2013 عليها، مع إمكانية الوصول إلى هذه البيانات وعرضها على الحواسب الشخصية والهواتف الذكية .

ومن خلال ويندوز8 وأوفيس 2013، تأمل شركة مايكروسوفت بتطوير خط من المنتجات بحيث تكون مناسبة للواجهات اللمسية .

لقد حث النجاح الذي حققته شركة آبل من خلال أجهزة الآي باد والآي فون وماك بوك، مصنعي أجهزة الحواسيب الشخصية التقليدية إلى استكشاف تصاميم جديدة وتبنيها خلال عملية الإنتاج .

ويأتي حاسوب ماك بوك برو الجديد بشاشة عرض تستخدم تقنية Retina Display وبدقة 1800 * 2880 بيكسل، حيث تعتبر أفضل شاشة عرض موجودة في حاسوب محمول حتى الآن، وهذا الأمر سيشجع الشركات الأخرى على دخول مضمار تطوير الشاشات واستحداث تقنيات عرض جديدة .

لقد ساعدت رقاقات Ivy Bridge التي تصنعها شركة انتل في تحسين أداء المعالج المركزي في حواسيب الألترابوك، وزيادة عمر البطارية، حيث يتميز هذا النوع من الرقاقات بصغر حجمه واقتصاده باستهلاك الطاقة، إضافة إلى أن العديد من الشركات تجري تجارب على المواد المركبة لتخفيف وزن حواسيب الألترابوك، حيث استخدمت شركة لينوفو ألياف الكربون في تصنيع الهيكل الخارجي لحاسوب ThinkPad X1 .

استطاعت شركة انتل من خلال معالج برقاقة Ivy Bridge من إعطاء دفعة قوية لأجهزة الألترابوك، حيث يتميز هذا النوع من الرقاقات بالخصائص التالية :

سرعة نقل البيانات عن طريق تقنية USB 3 .0 وThunderbolt .

استجابة أفضل عند استخدام محركات تخزين من نوع SSD من خلال تقنية Smart Response .

نظام أمني داخلي للحماية من سرقة الهوية .

وتتضمن حواسيب الألترابوك المتطورة تقنية اللمس المتعدد، وأجهزة استشعار أكثر دقة، إضافة إلى تقنية WiDi من أنتل لعرض ملفات الوسائط المتعددة على أجهزة التلفاز عالية الدقة .

هذا التطور الذي تشهده أجهزة الألترابوك، لن يكون الفصل الأخير، حيث أعلنت أنتل عن معمارية Haswell للمعالجات المركزية المقبلة والتي ستسهم في تطوير بطاقات الرسومات وزيادة كفاءة الأداء وتقليل استهلاك الطاقة، وإطالة عمر البطارية، وغيرها من الميزات الأخرى .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"