جواهر الشامسي: ترويض الطيور يحتاج صبراً

تقدم عروضها لزوار حديقة حيوانات العين
02:41 صباحا
قراءة 3 دقائق
العين: «الخليج»

تعمل جواهر الشامسي مدربة طيور في حديقة حيوانات العين، وتقدم عروضاً ترفيهية لزوار الحديقة، تشمل ألعاباً مع النسور والبوم والعقاب وطيور أخرى، واجهت جواهر صعوبات في بداية عملها، بسبب نظرة المجتمع لها، وخطورة المهنة، ولكن إيمانها باختيارها وحبها للحيوانات ودعم والدتها وزوجها لها ساعدها كثيراً على تخطي صعوبات البداية، لتكون أول إماراتية مدربة للطيور.
في السطور التالية تحدثنا عن مهامها وتحديات المهنة:
تقول الشامسي: أقوم بتهيئة الطيور لتقديم هذه العروض داخل الحديقة وخارجها أحياناً، ومن مهامي اليومية إخراجها من الأقفاص، وتسجيل أوزانها يومياً، لأن مراقبة أوزان الطيور أمر مهم جداً في أدائها الاستعراضي، بالإضافة إلى تغذيتها وكتابة تقارير يومية عن حالة الطيور في المركز وعروضها، وشهرياً أقوم بتقليم أظفارها ونظافتها بشكل عام.
وعن تجربتها وصعوبات المهنة، تضيف: عملي ليس سهلاً، من حيث خطورة المهنة، وعدم تقبل بعض الناس لها، لأنها من المهن التي تقتصر على الرجال في مجتمعنا، وبالرغم من كل ذلك لم أتخلّ عن رغبتي، لأنني مؤمنة بما أقوم به، ولأن حبي للحيوانات، جعلني منذ صغري أحب الاقتراب منها، حيث كنت أربّي الأرانب والسلاحف والحمام الزاجل والقطط في حديقة المنزل، وكنت أيضاً أحب مشاهدة برامج عالم الحيوانات، واستمر هذا الاهتمام حتى بعد أن كبرت وتخرّجت في تخصص إدارة فعاليات السياحة من معهد الجاهلي للعلوم والتكنولوجيا، ولهذا كانت وجهتي الأولى بحثاً عن فرصة عمل هي حديقة حيوانات العين، لأكون قريبة من هذا العالم، وكان الشاغر المتوفر (مدربة الطيور) ولكن لم أتخيل أنني سأستطيع القيام بهذه المهمة، إلاّ أن إدارة الحديقة تعهدت لي بأنهم سيقومون بتدريبي وتجهيزي للمهمة بالصورة المطلوبة.
وتتابع الشامسي حديثها عن الصعوبات قائلة: في البداية واجهت مشكلة تقبل الطيور لوجودي كأنثى في المكان، إذ إنها اعتادت على التعامل مع الذكور، أيضاً كان لون عباءتي الأسود يخيف الطيور مني، واقترح عليّ تغيير لون ملابسي، وارتداء سترة بيضاء أو أي زي رسمي، ولكني رفضت ذلك، لأنني أحببت أن تعتاد الطيور على وجودي بعباءتي السوداء، وكنت أقضي ساعات طويلة معها حتى تحبّني وتعتاد علّي، وبدأت في التعامل مع الأنواع الصغيرة منها، وتدرجت حتى أصبحت لديّ القدرة على التعامل مع العقبان والنسور والصقور والبوم، و كنت أتعلم كيف أضع الطير على يدي، وأمشي به، وبعد ثلاثة أشهر من تقوية علاقتي بالطيور، بدأت أتدرب على ترويضها، لأتمكن من تقديم عروض لزوار الحديقة، وكان التدريب على الترويض يحتاج إلى صبر كبير مني، حيث إن تدريب الطائر على فقرة عرض لا تتجاوز مدتها دقيقتين، تحتاج إلى شهرين إلى خمسة أشهر من التدريب الشاق، ومن الصعوبات التي واجهتها في بداية عملي أيضاً أنني كنت أضطر إلى الحضور للحديقة في الفترتين الصباحية والمسائية، لتقديم عروض الطيور للزوار، مما كان يؤثر على اهتمامي بشؤون أسرتي، وكان ذلك يؤلمني كثيراً، ولكني كنت أعرف أنها ستكون فترة مؤقتة، وبالفعل أصبح الآن عملي أكثر مرونة.
وتؤكد الشامسي أهمية دعم المحيط لتجاوز صعوبات البداية، قائلة: كانت والدتي أكبر داعم لي منذ أن فكرت في الإقدام على هذه الخطوة، حيث إنها تفاعلت كثيراً مع رغبتي في العمل كمدربة طيور، وشجعتني على القيام بما أحب، وكانت تدعمني كلما شعرت بضيق أو صعوبات في البداية، أيضاً زوجي كان متعاوناً معي في تحمل تبعات هذا القرار، وبالرغم من أنه كان متخوفاً من فكرة تدريب الطيور وخطورتها عليّ، ولكن بعد أن وجد مني الرغبة والإمكانية للقيام بذلك، دعم اختياري وساعدني في تجاوز صعوباته، وكذلك صديقاتي شجعنني على دخول هذا المجال، وهن فخورات بي.
وعن الخبرات التي اكتسبتها تقول الشامسي: تختلف طريقة تدريب الطيور حسب نوعها؛ فهناك نوع يعتمد على حاسة النظر، فيتم تدريبها بما يشبه فريستها، أما البوم فهو من الطيور التي تعتمد على حاسة السمع، وتعد الصقور من أسهل الطيور تدريباً، حيث يستغرق تدريبها ما بين عشرة إلى عشرين يوماً، ونعتمد في تدريبنا للطيور على نظرية الثواب والعقاب، ففي حال استجاب الطائر لنا، قدمنا له طعامه المفضل، وبالكميات التي يحتاجها، وفي حال لم يتجاوب معنا نقدم له أصنافاً أخرى ضمن الأكل الذي يتناوله، وبكميات أقل.
وعن رؤيتها لمستقبل مدربة الطيور، تقول: أتطلع إلى أن يصبح لدينا مدربات طيور مواطنات من جميع إمارات الدولة، وأن يكون لدينا مركز تدريب طيور لكل الراغبين في صقل مهاراتهم في التدريب والترويض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"