حصن التنوير

01:24 صباحا
قراءة 4 دقائق
عمّان: «الخليج»

أكد مثقفون أردنيون أهمية معرض الشارقة الدولي للكتاب، بوصفه حصناً منيعاً للفكر، ومصدراً عالمياً للتنوير، واعتبروا دورته الجديدة محل فخر لاستمرار نجاحاته الدائمة، والاحتفاء باختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب.
وأجمعوا في حديث ل«الخليج الثقافي» على أن المعرض أصبح مثالاً يحتذى للمعارض العربية، وتظاهرة فكرية مهمة ينتظرها المثقفون كل عام، ليس فقط بسبب تنوع الإصدارات الجديدة، وتزايد عدد دور النشر المشاركة وقيمة الندوات الأدبية، وإنما كذلك لاشتماله على فعاليات وأنشطة ثرية في بعدها الثقافي والفني على صعد مختلفة.
يقول الروائي والكاتب هزاع البراري، أمين عام وزارة الثقافة الأردنية: تحوّلت الشارقة من خلال المشاريع الكبرى التي يقوم عليها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، إلى عاصمة ثقافية دائمة وشاملة، ليس فقط في المنطقة العربية وإنما على مستوى العالم، وهذا أمر حقيقي ملموس على أرض الواقع ومن ضمن منظومة هذه المشاريع الكبرى هناك معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يعد من أهم المعارض، ليس فقط في حجم المشاركة وعدد دور النشر، لكن أيضاً بسبب البرنامج الثقافي والفني والفكري الواسع والمنوّع والذي يعتبر ركيزة أساسية متجددة سنوياً توازي ما يُطرح من إصدارات وكتب في صنوف تغطي المجالات كافة.
نحن أمام تظاهرة ثقافية مميزة تجذب أنظار المثقفين والإعلاميين العرب والعالميين، ويكتسب المعرض هذا العام قيمة إضافية لاحتفائه باختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، وهذا استحقاق طبيعي جاء بناء على محصلة جهود كبيرة عبر سنوات طويلة.
إن الاستراتيجية والرؤية الواضحة لدى إمارة الشارقة في هذا المنظور ستذهب بها وبالثقافة العربية إلى خطوات واسعة تجعلها باستمرار الحصن المنيع للفكر والتنوير، وتسهم في عودة العرب إلى مكانتهم في الثقافة والحضارة على الخريطة العالمية.
ويؤكد البراري أهمية تخصيص «منصات» ضمن فعاليات المعرض تستوعب إنتاجات أدبية شبابية، وتفتح المجال لحلقات نقاش ثرية بحرية ومساحة رحبة للرؤى المختلفة بما يثري المشهد الثقافي، ويترك مجالاً لآفاق فكرية بعيدة المدى. ويقول: من اللافت في هذا المعرض انفراده بأنشطة فنية مسرحية وفيلمية وتشكيلية تجعله مرجعاً بارزاً لا يتوقف عند الإصدارات والندوات الأدبية فقط، وهو بذلك حاضنة حقيقية للإبداع.
ويضيف: شاركت قبل نحو ثلاث دورات في المعرض كضيف ضمن جلسة حول المسرح الجماهيري والنخبوي من وجهة أدبية، ولمست مدى التطور المذهل كل عام والإقبال المتزايد من الشباب وعقد لقاءات مفتوحة تتطرق لمواضيع ملحة حول القراءة واكتساب المعرفة ولهذا فإن المعرض يسهم في التنشئة الواعية المحصنة ضد أفكار مقلقة.
ويؤكد الكاتب والروائي والقاص مفلح العدوان مدير المركز الثقافي الملكي في عمّان، أن الشارقة أصبحت بوصلة حقيقية راجحة للثقافة والفكر، ومعرضها السنوي للكتاب مصدر ترقب واهتمام وانتظار للمثقفين، على اعتباره مركز احتضان كل ما هو متجدد في هذا الشأن.
ويقول: هناك نظرة متجددة دائمة للمعرض ورهان جاد على برامجه وأنشطته وقدرته الذكية على الجمع بين صنوف الثقافة والفنون، وإقامة ملتقيات واستقطاب أهم الأسماء الفكرية على مستوى عربي وعالمي، بحيث أصبح رافداً رئيسياً ومهماً للإبداع والتنوير.
هذا المعرض يعد المرجع الآمن للاهتمام بالكتاب والنشر وهو مصدر ثقة كبيرة ويجمع مختلف توجهات وتنويعات الأدباء والمفكرين، وقد سجّل المعرض علامته الخاصة والمفصلية في إطلاق برامج متجددة لا تتشابه مع غيرها، ولا يمكن لمثقف حقيقي ألاّ أن يتابع عن كثب محتوى كل دورة.
للشارقة رمزية عالمية دائمة للكتاب واختيارها كعاصمة لذلك جاء عن استحقاق، والمعرض جزء أصيل مما تنشره هذه الإمارة النيّرة على امتداد يفوق الوطن العربي، وهذا المعرض شعلة للإبداع بكل ما يتضمنه من الشرق والغرب على اختلاف الثقافات القابلة للحوار.

استحقاق

ويؤكد الكاتب د. إبراهيم السعافين، أستاذ الأدب والنقد في الجامعة الأردنية أن أيادي التنوير لصاحب السمو حاكم الشارقة ممتدة، وفي المعرض الدولي جانب رئيسي ومهم أصبح قادراً على الجمع بين النخبوية وعامة الجمهور.
ويقول: هذا المعرض يكرس كل عام استحقاق الشارقة تفوقها الثقافي على المستويات كافة، ويدلل باستمرار فتحه الأبواب مشرعة أمام الفكر والأدب والمعرفة من دون مواربة وقدرة القائمين على تنظيمه في تحويل الأفكار التي تبدو صعبة إلى برامج وأنشطة يتجاوز صداها المدى العربي إلى العالمي.
نحن أمام نموذج حقيقي لإقامة المعارض الناجحة للكتاب، ومثال يحتذى في هذا النطاق وقدرة فائقة على استقطاب أهم دور النشر، وكذلك عقد ملتقيات لأهم المفكرين وتوقيع كتب لأهم الكتّاب، بحيث أصبح المعرض بمثابة كتاب كبير لكل صنوف الفكر.
ويعتبر فتحي البس رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين ومدير معرض عمّان الدولي للكتاب، ما يقدمه معرض الشارقة يفوق التوقّع كل عام، ويحمل مفاجآت زاخرة بالفعل الثقافي المؤثر يستمر صداها وجدواها حتى الدورة التالية.
يقول: هناك مصداقية ورغبة كبيرة وملحة في تقديم الأفضل دائماً وهذا المعرض مصدر اعتزاز للمعارض العربية كافة، ويكتسب مكانة مرموقة على صعيد ما يحتويه من إصدارات والقضايا التي يناقشها بينها ما يُلامس اهتمامات وإشكالات النشر، ونحن في الاتحاد الأردني للناشرين نهتم كثيراً بنوعية المشاركة في معرض الشارقة للكتاب.
ويصف الكاتب عزام النوايسة المعرض بأنه سد منيع في وجه الفكر الظلامي والتطرف من خلال حراكه الأدبي التنويري، ومخاطبته مختلف الأجيال وقدرته على التئام أطياف فكرية ثقافية متباينة.
ويقول: هناك رؤية إبداعية جديدة في كل دورة ضمن استراتيجية شاملة للمعرض، وهناك ابتكار متطور للبرامج والأنشطة، ويمثل حضور أدباء حصلوا على جوائز عالمية معياراً إضافياً على النجاح فضلاً عن عقد ندوات تطرح رؤى لشخصيات فكرية ومعالجات أدبية مهمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"