حلم لا ينتهي

01:22 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم مبارك

أسس معرض الشارقة الدولي للكتاب لحضور ثقافي محلي وعربي لا يمكن الاستغناء عنه، وهذا المعرض من دون شك هو بوابة للثقافة في الإمارات والوطن العربي، وأصبح موسماً ثقافياً سنوياً ينتظره العديد من الكتاب؛ ذلك لأنه يقدم في كل دورة، العديد من ألوان الثقافة من أدب وفكر ودراسات متنوعة تُصدرها دور النشر تباعاً إلى القارئ والمتذوق العربي.
بات المثقف المحلي والعربي يحرص على الاستزادة مما يوفره المعرض من تنوع معرفي، والمعرض فضاء ثقافي يعرض هذه الذخيرة المعرفية ليس باللغة العربية وحدها، وإنما هناك أجنحة ودور نشر أجنبية تعرض إصداراتها بلغات أخرى.. وهو أيضاً، معرض زاخر بالبرامج والأنشطة الثقافية من أماسٍ شعرية، وجلسات روائية، وفنون أدائية ومسرحية، كما يهتم بثقافة الطفل، وهذا جانب مهم يجعله في مصاف المعارض الكبرى في منطقة الشرق الأوسط.
إن رؤية وإصرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على مواكبة هذا الحدث جعله المعرض الأجمل والأفضل، وهو بمثابة «زوادة» ثقافية ومعرفية، لا غنى عنها لأي كاتب.
لقد أسس صاحب السمو حاكم الشارقة، لأن تكون الإمارة عاصمة عالمية للكتاب، بفضل دعمه المستمر لهذا المعرض الذي يعتبر أحد مفاصل المعرفة الأساسية في مشروع الشارقة الثقافي، كما أصبحت الشارقة بفضل رؤية سموه، وبفضل ما راكمه هذا المعرض ضيفاً على العديد من معارض الكتب الدولية.
ونحن نتحدث عن معرض الكتاب، لا بد أن نشير إلى ما يسبق المعرض من إجراءات إدارية وتنظيمية تشمل الكثير من الخطط والبرامج التي تشكل في مجموعها عناصر أساسية لنجاح المعرض، الذي أعتقد جازماً أنه سيقود قاطرة الثقافة الإماراتية نحو مراتب وإنجازات وتراكمات تؤسس لمركزية الثقافة في الدولة، وفي الشارقة بوجه خاص.
لقد أصبح المعرض بمثابة واجهة سياحية وثقافية كبيرة، وأمسى موسماً ينتظره الكتاب والمثقفون بفارغ الصبر، كما ينتظره طلاب المدارس والجامعات، وأطفال المدارس، وشرائح المجتمع المختلفة، وهو معرض مفتوح بكافة اللغات، ويراعي كافة التوجهات والمشارب الثقافية، وهذا دليل أكيد على أنه نجح في ترجمة رؤى صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي راهن على الثقافة وما زال حتى اليوم.
وأخيراً يمكن القول إن «الشارقة للكتاب» في رهانها على الثقافة، قد أصابت الهدف. صحيح أن الهدف دائماً ليس الوصول إلى القمة؛ بل أن تظل الثقافة حاضرة في وجدان الجميع، وتشكل «حلماً لا ينتهي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"