دبا الحصن تحتفي بالصناعة للموسم الخامس

00:29 صباحا
قراءة 3 دقائق
انطلقت، صباح أمس، على ضفاف ميناء مدينة دبا الحصن، فعاليات الموسم الخامس لمهرجان «المالح والصيد البحري»، الذي تنظّمه بلدية المدينة بالتعاون مع المجلس البلدي، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة وبمشاركة أكثر من 12 جهة حكومية وإعلامية وعدد من المحال التجارية المتخصصة في بيع المنتجات البحرية.
ويهدف المهرجان الذي شهد إقبالاً لافتاً من الزوّار والمشاركين في يومه الأول، إلى تسليط الضوء على تاريخ صناعة المالح والصيد، باعتبارها واحدة من أهم المهن والصناعات الغذائية الشعبية التي تستثمر الثروة السمكية في توفير احتياجات الأسر، إلى جانب بعض الصناعات التقليدية الأخرى. ويتمتّع المهرجان بسمعة كبيرة تتخطّى حدود الدولة إلى الدول المجاورة.
حضر حفل الافتتاح المهندس علي أحمد بن يعروف، رئيس المجلس البلدي في مدينة دبا الحصن، ومطر أحمد الخشري، مدير الديوان الأميري في دبا الحصن، والدكتور سلطان الملا عضو غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وطالب بن صفر، مدير بلدية دبا الحصن.
وتجوّل الضيوف في أروقة المعرض متوقّفين عند نماذج تحاكي المهن والصناعات التراثية إلى جانب التعرّف إلى أبرز المعروضات التي تخصصها أجنحة المعرض. واستمعوا إلى شرح حول أهم ما تقدّمه الأجنحة التابعة للشركاء الاستراتيجيين من مختلف الجهات الحكومية المشاركة.
توقّف ضيوف المهرجان عند الجناح الخاص ببلدية دبا الحصن للتعرّف إلى ما تقدّمه من جهود، وخطط في مجال الحفاظ على الموروثات الشعبية العريقة.
واستعرض الحضور جناحي معهد الشارقة للتراث، ومتحف الشارقة البحري الذي يخصص هذا العام متحفاً شاملاً، يحتوي على عرض لأهم الأدوات والمقتنيات الخاصة بالصيادين لتعريف الزوار عن كثب بهذه المهنة العريقة، وما تشتمل عليه من تنويعات، كما شهد الضيوف عرضاً حيّاً لعملية صناعة «المالح».
وجال الضيوف على المحال المشاركة في المهرجان للتعرّف إلى المنتجات السمكية، والحديث مع الصيادين حول ثقافة «المالح» باعتبارها إرثاً أصيلاً يحاكي موروثات الماضي، إضافة إلى الوقوف عند جناحي دائرة الخدمات الاجتماعية ومركز التنمية الاجتماعية في دبا الحصن.
ولفت طالب بن صفر، مدير بلدية دبا الحصن، المشرف العام على تنظيم المهرجان إلى أن هذا الموسم يحمل في طيّاته روح الماضي وأصالة التراث. وقال: «نشهد إطلاق الموسم الخامس لهذا الحدث الذي يعبّر عن حالة مترسّخة من الأصالة الشعبية التي يتّصف بها مجتمعنا الإماراتي وإضاءة على كنوز من الماضي صقلها الأجداد ببراعة لتكون بمثابة الشاهد على الموروث الشعبي الغزير».
وأضاف:«تسعى البلدية إلى تحقيق مبادرات مختلفة في مجال الحفاظ على التراث الشعبي من الاندثار ومساعدة الأسر القائمة على رعاية هذا التراث والاهتمام به والاشتغال بمهنه المتنوّعة التي يبرز منها صناعة «المالح» التي نعتبرها واحدة من الومضات التراثية التي نعتز بها ونهتم بأن يسير جيل المستقبل من خلالها على خطى الأجداد».
وقال المهندس علي بن يعروف: «نشعر بفخر غامر حين نجد أنفسنا نقف لنؤكد غزارة الموروث الشعبي الذي تتمتّع به دولتنا، ونثمّن هذه الجهود الكبيرة التي تقوم بها بلدية مدينة دبا الحصن في مجال الحفاظ على ركائز التراث والاهتمام بالمهن التقليدية، كما أنني أسعد بهذا التنظيم المشرّف لهذا الحدث ذي السمعة المرموقة على مستوى الفعاليات الثقافية الشعبية المحلية».
وأبدى د. سلطان الملا سعادته بالتنظيم، وقال: «يأتي تنظيم هذا المحفل التراثي إدراكاً للمسؤولية المشتركة بين الطرفين عن إحياء الموروثات الشعبية وإيجاد أحداث وفعاليات تنشط الحركة الاقتصادية بالمنطقة الشرقية التي تتمتّع بمكانة طبيعية وسياحية وتجارية».
وأضاف: «يعتبر المهرجان مناسبة تحمل في طيّاتها أهمية كبيرة في تسليط الضوء على هذا الموروث لنسهم في تعريف أجيال المستقبل على قيمة الماضي وعراقته. ومن هذا المحفل نعلن،دعم الغرفة للأسر المنتجة للمالح من خلال شراء منتجاتها المعروضة، لنكون بذلك شركاء في تنمية هذه المهنة والتأكيد على عراقتها التاريخية».

عروض فنية وأنشطة تراثية

تخللت الفعاليات الافتتاحية سلسلة من العروض الفنية والأنشطة التراثية إلى جانب ورش عمل حيّة لصناعة المالح، حيث قدّمت فرقة العروض البحرية لوحات فنيّة تحاكي الأغنيات التي كان يردّدها الصيادون في رحلاتهم. وقُدّم أوبريت بعنوان «مالحنا قصّة قصّة» يعبّر في مضمونه عن تاريخ هذه المهنة الشعبية.
وفي ختام الحفل تم تكريم الجهات المشاركة والداعمة للمهرجان على جهودها الكبيرة والواضحة في إنجاح الفعالية.
ويعتبر مهرجان المالح والصيد البحري أحد أبرز الفعاليات التراثية التي تقام سنوياً لتسليط الضوء على أهم المرتكزات التراثية في دولة الإمارات، إذ تحرص بلدية مدينة دبا الحصن على تنظيمه والإشراف عليه بمشاركة فاعلة من عدد من الجهات والشركاء الاستراتيجيين في الإمارة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"