ذاكرة الزمن

01:59 صباحا
قراءة 4 دقائق
د. محمد فارس الفارس منذ ظهور التصوير في منتصف القرن التاسع عشر، أصبحت الصورة أهم وثيقة تسجل الأحداث. وعلى مدى أكثر من قرن ونصف القرن، التقطت الكاميرات ملايين الصور لحروب وكوارث ومناسبات سعيدة وحزينة لأفراد وجماعات ودول. ولاشك أن الصورة تعني كثيرا في توضيح أي حدث، وتشد القارئ وتجذبه وتحفزة على القراءة باستمتاع.
في هذه الصفحة، لدينا صور كل منها يتحدث عن مناسبة أو حدث معين نعود من خلالها لقراءة التاريخ برؤية معاصرة.


مطار الشارقة.. محطة غيرت أوجه الحياة

 

في أواخر العشرينات من القرن العشرين، كانت بريطانيا في أوج عظمتها، وكانت الهند أهم مستعمرة بريطانية في آسيا، لذلك حرص الإنجليز على التواصل معها من خلال الطيران. وكما هو معروف، فالطيران في تلك الفترة كان في مراحله الأولى، ولم تكن الطائرات تتحمل الطيران لمسافات طويلة، وكان عليها أن تهبط كل 4 أو 5 ساعات للتزود بالوقود، فكانت الطائرات البريطانية تحط في مصر ثم تطير لتحط في العراق ثم البحرين. وكان من الضروري إنشاء مطارات أخرى للوصول إلى المحطة الأخيرة: الهند، ووقع الاختيار على الإمارات لإنشاء مهبط للطائرات المدنية البريطانية، ولقيت تلك الفكرة رفض معظم الحكام لأسباب مختلفة، وفي النهاية وافق الشيخ سلطان بن صقر القاسمي حاكم الشارقة في ذلك الوقت على منح مهابط للطائرات المدنية التي تهبط على اليابسة والطائرات المائية في مارس/آذار 1932. وشكلت هذه الخطوة المهمة التي اتخذها الشيخ سلطان استفادة كبيرة للإمارة التي كانت تعاني هي وغيرها من الإمارات تبعات انهيار مهنة الغوص على اللؤلؤ في تلك الفترة، فقد جلب المطار مردوداً اقتصادياً جديداً للإمارة من خلال الاتفاقية التي كانت مدتها 11 عاماً، ونصت على تقديم تسهيلات لشركة الخطوط الجوية الملكية البريطانية وإنشاء استراحة من قبل حاكم الشارقة للمسافرين والعاملين في الشركة. وتم إنشاء مهبط ترابي وبناء الاستراحة، وبمقتضى الاتفاقية كان حاكم الشارقة يحصل على قيمة إيجار المطار والاستراحة ورواتب العاملين ودعم مالي شهري ورسوم هبوط عن كل طائرة تجارية تهبط بالمطار. وأصبحت الشارقة محطة جوية معروفة في منطقة مجهولة لمعظم دول العالم، وغيّر المطار الكثير من أوجه الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فإضافة إلى أنه أصبح محطة مهمة للقادمين والمغادرين إلى الهند وغيرها، أصبح متاحاً للتجار نقل بضائعهم عبر الجو، وأصبحت حركة البريد الجوي متاحة بعدما كانت مقتصرة على النقل البحري، كما أصبح بمقدور تجار اللؤلؤ إرساله إلى الهند بسهولة، كما أتاح المطار فرصاً للعمل لكثير من المواطنين.

 

«باب البحرين» قلب نشط

كل من يزور البحرين، لابد أن يذهب إلى منطقة «باب البحرين» التي تعتبر قلب الوسط التجاري القديم هناك. وكانت تلك المنطقة تحوي النشاط الاقتصادي والثقافي والديني، حيث تتجمع المحال التجارية والمساجد والمراكز الثقافية والدينية في منطقة واحدة. وكان الاسم القديم لشارع باب البحرين هو «شارع باريت» ويمتد من ميناء المنامة «الفرضة» حتى داخل سوق المنامة.

وباريت هو الميجور تشارلز جونسون باريت المعتمد السياسي البريطاني في البحرين من 1926 إلى 1929. ويبدو أن المعتمدين السياسيين البريطانيين كان لهم حضور قوي في البحرين خلال العشرينات والثلاثينات حيث اطلق اسم المعتمد البريطاني براير على شارع متفرع آخر من شوارع تلك المنطقة. وكان هناك شارع فرعي «مسقف» مثل كثير من الشوارع المسقفة في منطقة الخليج، وكان هذا الشارع قريباً من «سوق الطواويش» المخصص لبيع وشراء اللؤلؤ.

وكان النشاط التجاري طوال القرن العشرين متركزاً في هذه المنطقة.

 

فهد العسكر شاعر في وجه المجتمع

 

 

لا يوجد شاعر في الخليج جمع بين جمال الشعر ونبذ المجتمع مثل الشاعر الكويتي فهد العسكر، واعتبر عند الكثيرين شاعر عصره، ويقول عنه الذين عاصروه إنه حين يأتيه إلهام الشعر، فإن أبيات القصيدة تتلاحق، كل منها يريد الخروج قبل الآخر، كما أن له قريحة شعرية لم يحظَ بها شاعر آخر من شعراء عصره.

كتب بالشكوى والغزل والمعاناة التي يعانيها من المجتمع بسبب ما كان يسطره من أبيات شعرية. ولد فهد صالح العسكر في الكويت في السنوات الأولى من القرن العشرين ودرس بأول مدرسة بالكويت وهي المدرسة المباركية، وكان من أساتذته عالم الدين الكويتي المعروف عبدالله النوري. كان في بداية حياته متديناً شديد الحرص على أداء الصلوات بالمسجد حتى إنه كان يؤذن للصلاة من فوق منزلهم، إلا أنه على ما يبدو بدأ فيما بعد يقول شعراً لا يتقبله المجتمع الكويتي، فبدأ يواجه محاربة من المجتمع. وكانت للعسكر قصائد قومية،

ومن أشهر قصائده قصيدة كفّي الملام التي غناها أحد المطربين.
أصيب العسكر بالعمى في أواخر سنوات عمره، وظل ملازماً بيته حتى توفي في أغسطس/‏‏آب 1951.

 

تأسيس «الزمالك» عام 1911

  

«أنت أهلاوي ولّا زملكاوي». إذا ذهبت إلى مصر، فلابد أن تسمع هذه الجملة في وقت من الأوقات، فمعظم المصريين يعشقون لعبة كرة القدم، ويشجع أغلبهم أحد هذين الناديين الشهيرين في مصر: الأهلي والزمالك.

«زمالك» كلمة تركية الأصل، عرفها المصريون لأول مرة عندما أراد محمد علي والي مصر وحاكمها في النصف الأول من القرن التاسع عشر، أن يقيم معسكراً لقيادات الجيش في تلك الجزيرة التي تقع في حضن النيل وتتوسط القاهرة، وأطلق على تلك المعسكرات كلمة «الزمالك». واستمر الحال حتى أصبحت الزمالك عامرة بالسكان، واكتسب نادي الزمالك اسمه من هذه المنطقة عند تأسيسه عام 1911 وتغير اسمه ثلاث مرات قبل أن يستقر على هذا الاسم. واختار النادي اللون الأبيض، وكانت قمصانه لها ياقة حمراء في البداية، ثم استبدلت بخطين حمراوين على الصدر، أما شعار النادي فهو رامي السهم في زي فرعوني. وتأسس أول فريق لكرة القدم بالزمالك عام 1913، وبدأ دور النادي في تمصير الكرة المصرية عام 1914، حيث كانت الكرة المصرية لا تزال في سنواتها الأولى ويديرها اتحاد مختلط يحكمه أجانب لا يسمحون بوجود أي مصري بينهم. وكانت أول إدارة مصرية لنادي الزمالك عام 1917، ولعب للفريق العديد من أبرز نجوم اللعبة مثل حسين حجازي، ويكن حسين، ونور الدالي، ومحمد لطيف وحمادة إمام، وفاروق جعفر، وحسن شحاتة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"