ذاكرة الزمن

01:03 صباحا
قراءة 4 دقائق
منذ ظهور التصوير في منتصف القرن التاسع عشر، أصبحت الصورة أهم وثيقة تسجل الأحداث. وعلى مدى أكثر من قرن ونصف القرن، التقطت الكاميرات ملايين الصور لحروب وكوارث ومناسبات سعيدة وحزينة لأفراد وجماعات ودول. ولا شك أن الصورة تعني كثيراً في توضيح أي حدث، وتشد القارئ وتجذبه وتحفزه على القراءة باستمتاع.

اتحاد الإمارات.. رغبة شعب وإرادة حكام


في هذه الصفحة، لدينا صور كل منها يتحدث عن مناسبة أو حدث معين نعود من خلالها لقراءة التاريخ برؤية معاصرة.

في 18 يوليو/تموز 1971 عقد حكام إمارات أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، والفجيرة، وأم القيوين اجتماعاً في دبي صدر بعده البيان التالي: «بعونه تعالى، واستجابة لرغبة شعبنا العربي، فقد قررنا نحن حكام أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة إقامة دولة اتحادية باسم «الإمارات العربية المتحدة». وأشار البيان الذي أذاعه أحمد خليفة السويدي إلى أنه تقرر إرسال وفود إلى الدول العربية والدول الصديقة، وصدر دستور مؤقت لتنظيم شؤون هذه الدولة. ولم تعلن رأس الخيمة انضمامها للاتحاد في ذلك اليوم، واقتصر على ست إمارات، وخرجت أبوظبي كلها تستقبل زايد عند عودته قادماً من دبي بعد التوقيع على إعلان الدولة الجديدة.
وعلى امتداد الأشهر الخمسة التي تلت التوقيع على الدستور المؤقت، قامت أبوظبي مفوضة عن حكام الإمارات بأكبر تحرك سياسي عربي يستهدف التعريف بالدولة الجديدة، واتخاذ الخطوات الخاصة بإعلان وثيقة الاستقلال. وكان زايد يوجه هذا التحرك السياسي ويقوده بنفسه، ويبعث بالرسائل الخطية والشفهية إلى ملوك ورؤساء الدول العربية.

وفي 2 ديسمبر/كانون الأول 1971 عقد حكام الإمارات الست اجتماعاً أعلنوا فيه قيام دولة الإمارات العربية المتحدة وسريان مفعول الدستور المؤقت، وفي نفس اليوم تقرر انتخاب الشيخ زايد رئيساً للدولة لمدة خمس سنوات والشيخ راشد بن سعيد حاكم دبي نائباً للرئيس لنفس المدة. وقد أرسى الدستور المؤقت قواعد الحكم الاتحادي الذي تمارس بموجبه الدولة المهام الموكلة إليها، وترك للإمارات الأعضاء السيادة على أراضيها في جميع الشؤون التي لا يختص بها الاتحاد. وصدرت المراسيم بتشكيل وزارة اتحادية ومجلس وطني اتحادي تشريعي.
وفي 10 فبراير/ شباط 1972 أعلنت رأس الخيمة رغبتها في الانضمام إلى دولة الإمارات وفي نفس اليوم وافق المجلس الأعلى للاتحاد بالإجماع على قبولها. وبذلك اكتمل شكل دولة الإمارات بإماراتها السبع. وتحتفل الإمارات هذه الأيام بمرور 45 عاماً على أنجح تجربة اتحادية في العالم العربي.

السيارات في السعودية علىخطىالنفط

كان ظهور النفط في السعودية في الثلاثينات من القرن العشرين عاملاً مهماً لدخول السيارات عن طريق شركة «أرامكو».
وكانت سيارات الدفع الرباعي هي الأنسب للطرق الرملية ووعورة الطرق الصحراوية، واستخدمت سيارات صغيرة تم تثبيت إطارات عريضة عليها عرفت باسم «البالون» لتساعدها على السير في الرمال الغزيرة.
وانحصرت السيارات الصغيرة في البداية في أنواع أمريكية محدودة من صنع شركة «فورد» أو «جنرال موتورز»، وبالتحديد سيارات «شيفروليه». أما السيارات الكبيرة أو سيارات النقل فكانت من طراز «دايمندتي» حرّف الناس اسمها ليصبح «دمنتي»، وسيارات «كينوورث» التي أطلق عليها الناس اسم «كنوز»، وتميزت هذه السيارات بضخامتها وإطاراتها الكبيرة التي كانت تمكنّها من قطع الربع الخالي وغيره من المناطق الصحراوية بسهولة. واستطاعت «أرامكو» تحويل بعض محركات السيارات لتعمل بالديزل، وأبدع الفنيون الأوائل في إصلاح السيارات المتعطلة باستخدام ما توفر من قطع الغيار القديمة بسبب ندرة القطع الجديدة في الأسواق، ثم ظهرت لاحقاً الشاحنات الإنجليزية من طراز «بيدفورد»، وسيارات «إنترناشيونال هارفيست» التي سماها الناس باسم «عنترناش» واشتهرت منها الشاحنات والحافلات، وانتشرت أنواع أخرى من السيارات مع مرور الوقت مثل سيارات «دودج» و«كاديلاك» و«بلايموث» وغيرها. وكانت «أرامكو» تبيع بين حين وآخر سياراتها المستعملة في الأسواق بغرض تحديث أسطولها وكانت هذه بداية انتشار السيارات في المدن السعودية.

أول انتخابات في الكويت عام 1963


كان 23 يناير/‏كانون الثاني 1963 يوماً مشهوداً في تاريخ الكويت، عندما توجه الكويتيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أول مجلس نيابي.
ونظراً لكونها التجربة الأولى، لم يكن المرشحون على دراية جيدة بالتنافس، واقتصرت المنافسة على الإعلانات المنشورة التي كانت تعد على أصابع اليد، ولم يكن هناك سوى صحيفة يومية واحدة، هي «الرأي العام»، وكانت إعلانات المرشحين في الصحيفة تتسم بالبساطة والصدق. وانتخب المجلس النائب عبدالعزيز الصقر رئيساً والنائب سعود العبد الرزاق نائباً للرئيس، وافتتحت جلسات المجلس يوم 29 يناير 1963 من قبل الشيخ عبدالله السالم أمير الكويت.

عبد الله وليامسن.. مبعوث الامتيازات


برز اسم عبدالله وليامسن في معظم الكتب والوثائق التي تحدثت عن امتيازات النفط الأولى في الخليج والعراق التي عقدت في النصف الأول من القرن العشرين.
و«الحاج عبدالله» إنجليزي الأصل، ويدعى وليم ريتشارد وليامسن ولد بإنجلترا عام 1872، وقدم إلى المنطقة العربية في بدايات القرن العشرين، وأصبح صديقاً لناصر باشا السعدون زعيم قبيلة المنتفق المنتشرة في جنوب العراق، وتزوج امرأة بدوية من قبيلة شمر، واعتنق الإسلام، ويقال إنه كان مسلماً متديناً لا يترك فريضة.

يعتبر وليامسن من أهم الشخصيات التي ساعدت على تثبيت النفوذ البريطاني والأمريكي في البلاد العربية، ولا يقل في أهميته عن فلبي أو المس بل، أو لورنس، إلا أن محدودية شهرته ترجع إلى عدم وضعه مؤلفات عن رحلاته ومغامراته في البلاد العربية، كما فعل الآخرون.

وكان وليامسن يلعب دوراً غامضاً أثناء مفاوضات النفط، فعند قدومه للإمارات لعب دوراً مزدوجاً، فهو مبعوث شركة الامتيازات النفطية المنبثقة عن الشركة الإنجليزية الفارسية، وبنفس الوقت أخذ يحث الحكام على عدم التوقيع معها، وإعطاء الامتياز لشركة «ستاندرد» الأمريكية، كما كان يثير الخلافات بين الحكام ما حدا بالشيخ سعيد بن مكتوم حاكم دبي، أن يطلب من الوكيل السياسي البريطاني بعدم السماح لوليامسن الدخول إلى المناطق الخاضعة لسيطرته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"