رقية الموسوي: التراث العماني مصدر إلهامي

02:02 صباحا
قراءة 3 دقائق
مسقط: «الخليج»
تركت رقية بن هاشم الموسوي، عملها في قطاعي البنوك والتعليم، لتتبع شغفها الملازم لها منذ طفولتها في تصميم الإكسسوارات، بعد أن عرفت في نفسها الموهبة والقدرة على تعلم هذا الفن وترك بصمتها الخاصة عليه، من خلال ما تصوغه أناملها من تصاميم، تجمع فيها توليفة من خامات قد تبدو بعيدة عن بعضها بعضا؛ فمن الفضة والخشب والجلد والخرز والأحجار الكريمة، تقدم رقية منتجات مختلفة وجديدة، تستلهم فيها روح التراث العماني. ولتأكيد هذا الشغف، أطلقت علامتها التجارية «لاسيلفا» منذ نحو عامين، والتي تحلم بأن تصبح يوماً قادرة على المنافسة عالمياً.
عن تصاميمها وموهبتها كان لنا معها هذا الحوار.

* متى بدأتِ تصميم الإكسسوارات؟

ظهرت هذه الموهبة لدي منذ أن كنت في الصف السادس تقريباً، كان حلمي أن أصبح مصممة مجوهرات، ولكن لم يكن هناك وقتها أي معاهد للتدريب في هذا المجال، فاعتمدت على نفسي في تعلم هذا الفن. بدأت بصناعة الإكسسوارات بالخيوط والخرز وبيعها لزميلاتي في المدرسة، ومع الوقت تطورت هذه المهارة، وأصبحت قادرة على صناعة الإكسسوارات لي ولغيري بدقة وجودة عالية، وشاركت في معارض كثيرة وحققت منتجاتي إقبالاً لافتاً.

* كيف طورت هذه الموهبة؟

حاولت ذلك من خلال تقليد بعض المنتجات، وصناعة شيء مماثل لها أو تغييرها لتصبح شيئاً جديداً مختلفاً. ومع انتشار شبكة الإنترنت، سهل ذلك في الحصول على مصادر مختلفة من جميع دول العالم، مكنتني من التعلم والتعرف إلى طرق جديدة في صناعة الإكسسوارات.

* ما هي الخامات التي تستخدمينها في تصاميمك؟

في البداية كنت أستخدم الخيوط والخرز وبعض الأحجار الكريمة والزجاج والصدف، وحالياً أستخدم الفضة العمانية الخالصة لصناعة الحلي الفضية، وبعض الأحجار الكريمة، واللؤلؤ الطبيعي والصناعي، والفضية المطلية بالذهب، وخياطة خيوط الفضة بالجلد الطبيعي مع المخمل، إضافة إلى توليف بعض المنتجات مع بعضها بعضا، مثل الخشب والجلد والفضة لابتكار منتجات جديدة.

* وهل وجدت أن هناك أحجاراً كريمة تلقى إقبالاً أكثر من غيرها؟

أذواق الناس مختلفة؛ فالبعض يفضلون اللؤلؤ وآخرون يميلون للعقيق والزمرد، فيما يفضل البعض الألماس والكريستال. لكل حجر عشاقه ومريدوه، ولكن غالبية المنتجات تجد إقبالاً من قبل الزبائن.

* كيف تستوحين هذه التصاميم؟

أقوم برسم تصاميمي بنفسي، ومعظمها ابتكارات شخصية من مخيلتي. ومنذ التحاقي ببرنامج «صناعة الخناجر والمشغولات الفضية»، المنظم من قبل الهيئة العامة للصناعات الحرفية في «مركز تدريب وإنتاج الخنجر والمشغولات الفضية» في ولاية السيب، تعلمت الكثير من التصاميم العمانية التراثية، ما ساعدني في تطوير مهارتي في تصميم الحلي، بدمج تصاميم الحاضر والماضي للحصول على شيء مبتكر، مثل صناعة قلادة تتكون من خامات الفضة والخرز والجلد وخيوط الفضة، ما اعتبر النموذج الأول من نوعه بشهادة العاملين في الهيئة.

* متى أطلقت علامتك التجارية «لا سيلفا» «La Silva» بشكل رسمي؟ وما هي خطتك لتطويرها؟

قمت بإطلاق هذه العلامة رسمياً في العام 2014، ولأنها علامة لا تزال في بدايتها، أعمل من المنزل في ورشتي الصغيرة، وقد وضعت أنا وزوجي خطة مستقبلية لتطوير منتجاتنا، وتواصلنا مع بعض دور تصميم المجوهرات العالمية، لبحث إمكانية العمل المشترك بيننا، ونهدف لتطوير هذه العلامة لتكون إحدى العلامات المعروفة عالمياً.

* ما هي الصعوبات التي تواجهك في هذا العمل؟

جميع تصاميمي أعملها بيدي، ولذا توجد الكثير من المخاطر أثناء استخدام النار والأدوات الحادة؛ لذا يجب أخذ الحيطة والحذر واتباع إرشادات السلامة. كذلك لأنني صاحبة مشروع، يجب علي أداء أكثر من دور في وقت واحد؛ إذ يجب أن أصمم وأقوم بصياغة هذه التصاميم وشراء الخامات وتسويق المنتجات، وغيرها من الأعمال. وفي الوقت الحالي فإن فريق العمل يتكون من اثنين: أنا وزوجي. ونحن نواجه منافسة من قبل أشخاص يدعون بأنهم حرفيون، ولكنهم يقومون بتجميع المنتجات الجاهزة، بالاعتماد على العمالة الوافدة، ولا يمرون بالصعوبات التي ذكرتها.

* كيف تسوقين لتصاميمك ومشروعك؟

ننشر منتجاتنا على شبكات التواصل الاجتماعي، وهي وسيلة لإيصال جديد منتجاتنا إلى متابعينا، ولكن لا نعتمد عليها كل الاعتماد. لذلك أشارك في معارض مختلفة على مدار العام، وتلعب هذه المعارض دوراً مهماً في ترسيخ وانتشار اسم العلامة التجارية. كما أنظم سنوياً ورش عمل للفتيات في تصميم الإكسسوارات، وهذه الطريقة هي الأفضل للتواصل مع المجتمع، ليس بهدف زيادة المبيعات، ولكن لتعليم أكبر عدد ممكن من العمانيات، ونشر ثقافة ريادة الأعمال في مجال صناعة وصياغة الحلي.

* ما هي خطواتك المقبلة؟

بعد الانتهاء من برنامج الهيئة، سأسافر إلى الخارج لاستكمال دراستي في مجال تصميم وصناعة المجوهرات، وحضور ورش عمل لتطوير قدراتي ومعرفتي في هذا المجال. وكذلك التفرغ في تطوير مشروعي «لا سيلفا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"