رندة كعدي: سيطرة «الجميلات» لن تلغي الموهوبات

03:41 صباحا
قراءة 3 دقائق
بيروت: هدى الأسير

رندة كعدي، فنانة مخضرمة تعبت، وضحّت كثيراً، وصمدت حتى وصلت، كما غيرها من جيلها. هي أولاً أمّ كما طبعتها أدوارها، والطامحة إلى الخروج من هذا الإطار الذي وُضعت فيه.

* أتيتِ من بيئة فنية، هل تؤمنين بأن الفن ابن بيئته أم أنه يأتي بالفطرة؟

- لا يختلف اثنان على أن الموهبة تولد بالفطرة وتتأثر بالجينات، لقد تأثرت بوالدي، رحمه الله، الذي كان كاتباً مسرحياً، وممثلاً مباشراً، وحين لم يكن التسجيل متبعاً. وعندما قررت خوض مجال التمثيل في السبعينات لم يشجعني نظراً للأحوال الأمنية التي كانت سائدة، لكن زوجي عمل على دعمي لاستكمال دراستي الفنية الأكاديمية. ووالدي شجعني لمشاركته في مسرحيات من كتابته للتنفيس عن مواهبي ليس أكثر.

* هل تكمل الدراسة الأكاديمية الموهبة الفطرية؟

- التحصيل الأكاديمي يكمّل الموهبة الفطرية بالفعل، ويصقل الأداء. المهم أن تلاقي هذه الموهبة من يدعمها، ولكن عندما دخل عنصر المنفعة المادية، سحبت شركة الإنتاج صلاحية اختيار الممثلين من المخرجين، فانقلبت المقاييس رأساً على عقب، يهمني القول إنني خريجة معهد الفنون. صقلت الموهبة بالدراسة، ما يمكنني من تأدية كل الأدوار التي تسند إليّ، لكن توجه الإنتاج لاختيار الجميلات، يرتبط برفع نسبة المشاهدين. ولا أنكر أن بعض الجميلات نجحن درامياً، خصوصاً من عملن على دعم جمالهن بتطوير مواهبهن التمثيلية، وأكنّ لهن كل تقدير. في مقابل ذلك، بعض الوجوه الأكاديمية لم تحظ بهذه النسبة من النجاح، أو أن جمالهن لم يساعدهن على ذلك. علماً بأن التمثيل لا يرتبط بالجمال فقط، وعلى سبيل المثال، ميريل ستريب، عندما خضعت «للكاستينج»، رُفضت لأنها ليست جميلة، ولكنها عادت وأثبتت نجوميتها من خلال تمثيلها، وحازت أكثر من مرة على أوسكار أفضل ممثلة، حتى باتت قدوة في عالم التمثيل.

* هل تعتقدين أن الدراما اللبنانية قد تتعرض لنكسة ما جراء الظروف اللبنانية الصعبة؟

- الدراما اللبنانية لم تتوقف يوماً منذ أيام «الأبيض والأسود»، وكانت تسير دائماً بما تيسّر في ظل غياب دعم الدولة، وتجاهل دور الفني في تنشيط الاقتصاد والسياحة. صحيح أن مسلسلاتنا تقدم صورة جميلة عن الطبيعة اللبنانية، وناسها، ولكن الظروف الإنتاجية كانت عائقاً في دعمها، إلى أن وصلنا اليوم لمرحلة الإنتاجات السخية والضخمة من خلال بعض الشركات الخاصة، التي اعتمدت في كثير من الأحيان على الخلطات العربية المشتركة، لتسويق الأعمال عبر الفضائيات.

* وكيف ترين أوضاع الدراما اللبنانية اليوم؟

- لا شك في أن شركات الإنتاج الخاصة وما تملكه من رساميل أنقذت الوضع الدرامي المحلي، وفي كل المجالات: كتابة وتمثيلاً وإخراجاً وتصويراً.. وعاد الإبداع الفني اللبناني للظهور بطريقة جديدة ومبتكرة، فضلاً عن بروز عدد غير قليل من الوجوه الجديدة المسلحة بالعلم والموهبة معاً.

* هل تجدين أن الانفتاح الفضائي والتطور السريع ألغى دور المسرح؟

- أبداً، العام الفائت شهد نهضة مسرحية كبيرة. صحيح أن مسارح كثيرة أقفلت أبوابها لما تتطلبه من تكاليف مادية، لكن هناك عشرات التجارب لشباب مسرحيين يحاولون تقديم مسرحياتهم بما يتلاءم مع نبض اليوم، وما يرتبط به من قضايا اجتماعية. صحيح أن عروض هذه المسرحيات لا يستمر سوى أيام قليلة، لكن هذه الأيام تؤكد أن النشاط المسرحي مستمر كما حال مسرح «المدينة»، و«مونو»، وجورج خبّاز.

* تميزت بالأدوار الصعبة والمركّبة. هل هذه استراتيجية اتبعتها، أم أن شركات الإنتاج حصرتك فيها ؟

- أجسد دور الأم في معظم الأعمال، لكن ذلك لا ينفي أن الأم مثل كل امرأة تتعرض لتحولات، وصعوبات كثيرة. هذا يعني أن الأم التي أديت دورها متعددة الشخصيات. لذا أقول بكل تواضع إن كل أم قدّمتها كانت تتفوق على ما قبلها، ويوماً لم تكن واحدة تشبه الثانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"