شارع الانترنت ... كاميرا الانترنت تكشف المستور

سلبياتها زادت على إيجابياتها
00:54 صباحا
قراءة 5 دقائق
الإنترنت من أهم إنجازات الحضارة على كرتنا الأرضية وربطت الشبكة العنكبوتية الكرة الأرضية بعضها ببعض، وقربت البعيد، وسهلت عملية تبادل الأخبار والمعلومات، ومن أهم مِيْزات هذه الشبكة أنها غير مملوكة من جهة معينة، فهي تَجَمعٌ ضخم من الشبكات الحاسوبية المتنوعة، الكبيرة والصغيرة، تتصل مع بعضها بطرق مختلفة لتصنع كياناً واحداً عُرِف باسم الإنترنت.. وليس هذا فحسب بل سهل النت أيضا مهمة مشاهدة الناس لبعضهم بعضاً مباشرة أينما كانوا عبر الكاميرا.. ففي عام 1982 قررت مجموعة من مهندسي شركة إنتل توجيه كاميرا صغيرة على ماكينة القهوة في الدورالاول.. فكثيراً ماينزل احدهم من الدور الثاني بغرض الحصول على فنجان قهوة فيجد الدورق فارغاً او السكر منتهياً. ولاختصار الجهد تم نصب كاميرا فيديو تبث صوراً حية لمستوى القهوة في الدورق - يمكن رؤيتها على شاشة الكمبيوتر قبل النزول بلا طائل!! هذه الفكرة على طرافتها كانت البداية الاولى لانتشار كاميرات الشبكة Webcams ونقل الصور الحية عبر الانترنت.. ومن خلال هذه الندوة التي استضفنا من خلالها مجموعة من الشباب في المرحلة الجامعية تعرفنا على إلى آرائهم حول أهمية كاميرا الانترنت ومدى سلبياتها وإيجابياتها.. وليد عبد الله العلي طالب جامعي يقول: اليوم تمتلئ الشبكة العنكبوتية بملايين الكاميرات التي يمكن الدخول عليها ورؤية مناظر حقيقية ومباشرة من معظم الدول.. فهناك كاميرات تبث طوال اليوم صوراً حية من ساحة الكونكورد في باريس والبانثيوم في روما والكرملين في موسكو والتايمز في نيويورك والطرف الأغر في لندن.. ومن دون ان تغادر كرسيك يمكنك حالياً مراقبة حركة السير في القاهرة او كرنفال ريو في البرازيل او لهو الاطفال في حدائق برلين. ويضيف: يمكنك إشباع رغبتك بالتلصص بدخول عدد كبير من الشقق والمنازل حول العالم - ورؤية ما وراء الكواليس.. فأول منزل تم كشفه بهذه الطريقة كان في المير بهولندا حين قررت عائلة اريك وضع كاميرات حية داخل الغرف لتسجيل حياتهم اليومية.. وهذه الكاميرات تبث بشكل دائم - ومنذ عشر سنوات - كل ما يدور بين افراد العائلة من شجار وصراخ وحول مائدة الطعام.. ويردف العلي: على اي حال هناك اهداف اكثر جدية - وايجابية - لهذا النوع من الكاميرات فهناك مواقع على الانترنت تبث صوراً حية لأحوال الطقس وعمليات البورصة وحركة المرور وسير العمل في المراكز الانتخابية او الحكومية.. وفي مدينة اتلانتا عمدت بعض المدارس الخاصة الى وضع كاميرات حية في فصولها الدراسية لاتاحة الفرصة للأهل لمراقبة اطفالهم - ومحادثتهم اذا لزم الامر.. ونفس الفكرة ظهرت في دور العجزة حيث يمكن لاقرباء النزيل مشاهدته والاطمئنان عليه من خلال موقع الكتروني خاص بالدار.. ويشاركه الرأي زميله الطالب الجامعي عيسى أكبر أحمد الذي يقول: بالطبع يمكن الاستعانة بهذه الكاميرات لنقل الاحداث السياسية والترفيهية المهمة الى اي مكان حول العالم، فحين سقط جدار برلين - واحترقت مدينة كوبي بفعل الزلزال - كانت كاميرات الشبكة اكثر شمولية وعفوية من اي محطة تلفزيونية. وفي اكتوبر/ تشرين الأول 2001 قررت فرقة الحرية الكندية تحطيم الرقم القياسي في العزف الموسيقي ولإثبات ذلك نقلت الحدث حياً عبر الانترنت من خلال 10 كاميرات منفصلة. ويضيف: كل هذا يؤكد ان كاميرات الشبكة ستأخذ زمام المبادرة خلال السنوات المقبلة فيما يخص البث الحي والمباشر.. وفي حين تحول العالم الى قرية صغيرة - بفضل الاقمار الاصطناعية - اختصرته كاميرات الانترنت الى حجم الشاشة فقط. ويدلي بدر علي المازم معلومة جديدة حول كاميرات الانترنت قائلا: إن أجهزة الحاسب الآلي قد تتعرض لفيروس تخترقها من خلال كاميرا الإنترنت، كفيروس Rbot-GR الذي يتيح للمهاجم الاطلاع على معلومات محفوظة في الحواسيب التي تم اختراقها وسرقة كلمات المرور وتفاصيل شخصية، وما يميزه أيضا هو قدرته على تصوير المستخدم. ومن الصعب ملاحظة وجود الفيروس من فئة حصان طروادة لأن كاميرات الإنترنت غير المزودة بعين مراقبة لا يمكنها أن تكشف عن وجوده. مع ذلك.. فإن أسهل طريقة لإبطال مفعول الفيروس، إضافة إلى تنفيذ المسح الفيروسي والمضاد ل Spyware وتشغيل الجدار الناري، فهي ببساطة فصل الكاميرا عن الحاسوب عندما تكون غير مستخدمة. أما حمدة عبيد الحمادي فتقول: كشف تحقيق خطير أجرته إحدى المجلات الأمريكية الشهيرة وتناقلته وسائل الإعلام الأخرى برعب عن أساليب خطيرة لاستدراج الأطفال نحو التعري والقيام بأفعال مخلة مختلفة أمام كاميرات الحاسب وعبر مواقع المحادثات على الانترنت في وقت لا يبدي فيه الوالدان الاهتمام الكافي بهذه القضية. وعرض التقرير حالة أحد القاصرين وعمره لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره كيف وقع ضحية لأشخاص تعرف إليهم عبر الانترنت وأوهموه بصداقتهم له قبل ان يستدرجوه شيئاً فشيئاً ليعرض أجزاء من جسده في مقابل مادي أو في مقابل اشتراك في مواقع ترفيهية ومواقع ألعاب عبر الانترنت حتى وصل به الأمر إلى التعري الكامل في مقابل مادي مجزٍ بالنسبة لطفل في وقت كان والداه في غفلة تامة عما يقوم به داخل غرفته.. وتضيف: عملية السيطرة على تصرفات الطفل المراهق هي عملية صعبة جدا وخاصة ان ما يطلبه الشاب لا يتجاوز وجود جهاز حاسب، وتبدأ الخطوة الأولى في مراقبة الطفل بمعرفة خطورة الكاميرا ومواقع المحادثات وهي قضية يغفل عنها الكثير، وثانيا محاولة جعل الحاسب في مكان في وسط المنزل أو في غرفة المعيشة أو أي مكان خارج غرفة النوم واختلاق أي عذر لجعل الحاسب في مكان سهل الدخول اليه، زيارة الابن أو البنت والدخول اليه في مكان الحاسب بهدوء حتى تعطيه الفرصة لإغلاق المواقع التي لا يريدك ان تراها احتراما لخصوصيته وعدم إحراجه ويمكن ملاحظة الارتباك الذي يتعرض له الطفل إذا كان يزور مواقع مخلة ومع الوقت سيجد الطفل نفسه في حالة عدم استقرار عند دخوله إلى هذه المواقع وفي حالة خوف من دخولك المفاجئ وسيجد انه من الأفضل عدم المخاطرة. نوال محمد الحوسني جامعية تقول: لدي معلومات حول هذا الموضوع.. فمنذ سنين والأطفال يقعون ضحايا لبعض الشواذ في أوروبا وأمريكا حتى ان هناك قضايا مشهورة في القبض على الرجال والنساء الذين يتاجرون بهذه الصور والأفلام وذلك بعد ان وصل الأمر إلى قيام عصابات منظمة بخطف الأطفال وتصويرهم وبيع تلك المشاهد وتسويقها عبر الانترنت، وتقوم الشرطة الإلكترونية في بلدان عديدة بالتصفح يوميا والبحث عمن يقوم بهذه الممارسات والقبض عليه وإيداعه السجن ولكن في حالة الكاميرات على الهواء. فإن الطفل يقوم طوعا بتصوير نفسه وإرسالها وبيعها على الانترنت عبر مواقع المحادثات وليس عبر مواقع ثابتة يمكن تعقبها ومعرفة أصحابها ومن هنا تكمن الخطورة. ومن جانب آخر تقول الجامعية إليازية سعيد الكعبي: ومما يؤكد ان الموضوع تجاوز الحدود هو قيام شباب صينيين باستعراضات ضخمة أمام الآلاف من الناس في وقت تمنع فيه الحكومة بشدة المواقع الإباحية وأي عمل إباحي من قبل متصفحي الانترنت وقدرت تقارير صحافية صينية ان عدد من قاموا بأعمال مخلة أمام الكاميرات قد وصل إلى 20 ألف شخص في الصين فقط، ومن جهة أخرى توجد مواقع أخرى مشهورة جدا لفتيات جامعيات في أمريكا يضعن الكاميرا في غرف نومهن باستمرار في عملية تشبه ستار أكاديمي ويمكن لمن يريد الحصول على مشاهد أكثر الدفع عبر الانترنت في حسابات معروفة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"