شعلة القراءة تتوهج

01:19 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: علاء الدين محمود

يعد معرض الشارقة الدولي للكتاب، المنصة الأبرز للكتب في المنطقة العربية، وضمن المعارض العالمية التي يشار إليها ببنان التقدير، وفي كل دورة جديدة يتجه عشاق القراءة نحو مركز إكسبو، حيث المقر الذي يضم بين جنباته الحفل الثقافي الكبير، من أجل كسب معارف جديدة، مع مؤلفات وكتب وموسوعات ومطبوعات فرغت دور النشر لتوّها من إخراجها طازجة تنادي على القراء أن أقبلوا على جديد الثقافة والعلوم، وتلك هي حكاية المنصة الأجمل في المنطقة، قصة تتجدد فصولها ومشهدياتها في كل عام، ولكن في كل مرة تحمل عبقاً جديداً.
لقد مثل ظهور معرض الشارقة الدولي للكتاب في إمارة الشارقة عام 1982، دفعاً كبيراً للحراك الثقافي في كل الدولة، ومنعطفاً شديد الأهمية في علاقة مواطنيها ومقيميها بالقراءة، ففي تلك الأوقات من ثمانينات القرن الماضي، كانت عملية الحصول على الكتب شديدة الصعوبة، ويتم الاعتماد بشكل كبير على بعض المطبوعات والمؤلفات القليلة التي تأتي من الخارج وتباع في أماكن ومحلات معينة، فكان ظهور المعرض في تلك الفترة بمثابة الحلم الذي تحقق، والذي غيّر كثيراً في المجتمع عبر المعرفة والثقافة، وزادت أعداد المهتمين بالقراءة وأصبحت هناك وفرة في الكتاب، ثم بعد سنوات أتت وفرة في دور النشر، وانتشرت المكتبات الخاصة والعامة، بالتالي ازدهرت القراءة وانتقلت نقلات كبيرة وصارت للجميع بفضل معرض الشارقة للكتاب.
وكانت بداية المعرض تقليدية وبدور نشر محدودة، لكنه توسع مع السنوات، حتى صار اليوم منصة عالمية للكتب، ومحفلاً يترقبه القراء، وتجاوز أن يكون مكاناً لعرض وبيع للكتب، إلى ملتقى تناقش فيه قضايا الأدب والمعارف، وهموم النشر، وما تطرحه حركة التطور من وسائل قرائية جديدة مثل الكتاب الرقمي والإلكتروني، فمن أهم رهانات المعرض التي جعلت منه قبلة القراء في كل مكان هو استمراريته التي لم تنقطع، بل وحفاظاً على هذه الاستمرارية؛ بذلت إمارة الشارقة جهوداً جبارة في إنجاح دوراته المتتالية، وذلك الأمر لم يأت عبثاً، بل لكي يستمر دور المعرض كأحد الحصون الثقافية، التي تحمل تحديات المعرفة والقراءة، بالتالي هو رهان على المستقبل والتطور والازدهار برافعة الفكر، فالمعرض يمثل أحد بوابات الدولة إلى المستقبل والحداثة، وهو الأمر الذي توج بأن صار «الشارقة للكتاب»، الأول عربياً والثالث عالمياً بين معارض الكتب.

آليات

ولئن كانت الدولة قد أعلنت عن مبادرة تحدي القراءة ووضعت الخطط والبرامج له، فإن معرض الشارقة للكتاب هو من أهم روافع تلك المبادرة، فقد كون تاريخاً وتجربة في هذا المجال، حيث إن أجيالاً من القراء تشكلت علاقتهم بالاطّلاع عبره، بل حتى الذين أسسوا دور النشر من الإماراتيين ذكر بعض منهم أنهم تعرفوا إلى الناشرين العالميين والعرب على هامش فعاليات المعرض.
ويزود المعرض أيضا المكتبات العامة بالجديد من الكتب بحسب حاجتها وحاجة قرائها من المعارف الكثيرة والمتنوعة، ولذلك نرى توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتخصيص مبالغ مالية في كل دورة جديدة من المعرض، لاقتناء أحدث إصدارات دور النشر المشاركة من أجل دعم مكتبات الشارقة العامة والحكومية، وهذا توجه يستهدف عملية القراءة نفسها أن تصبح ثقافة وسلوكاً ينتظم الناس في حياتهم اليومية في مختلف أماكن عملهم ووجودهم، وتسهم كل تلك الآليات بشكل كبير في نشر القراءة، مما يرفع وعي المواطن ويجعله يتقدم الصفوف في عملية بناء الدولة بروافع الفكر والثقافة والمعارف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"