عمرو واكد يسعد «إسرائيل»

03:53 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

لا يحتاج البعض إلى فتح فمه والنطق بالكلام كي تقرأ بواطن أفكاره، وتعرف توجهاته وحقيقة قناعاته. قد يخدعك بمظهر ما، وبشعارات كاذبة، لكنه لن يستطيع الكذب طوال الوقت، ولا بد أن يفصح عن مكنوناته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
عمرو واكد الذي بقي يثير الجدل لفترات، يقف اليوم أمام الجمهور وقد سقطت عنه آخر ورقة توت خبأ خلفها حقيقة قناعاته السياسية. هو لم يتحدث، لكن ترحيب صفحة «(إسرائيل) بالعربية» التابعة للخارجية «الإسرائيلية»، به، وبتعاونه مع الممثلة «الإسرائيلية» جال جادوت، يغني عن كل الكلام.
تقول «(إسرائيل) بالعربية»: «بعيداً عن السياسة.. تعاون فني بين مصري و(إسرائيلية)، يسعدنا أن نرى الممثل المصري عمرو واكد يشارك إلى جانب بطلة فيلم المرأة الخارقة (الإسرائيلية) جال جادوت في فيلم جديد». تلك الكلمات ليست بعيدة عن السياسة أبداً، وتعاون واكد مع جادوت ليس بريئاً من «التطبيع» والاعتراف العلني ب «إسرائيل».
ماذا يعني أن يمثل عمرو واكد مع جال جادوت، وهي ليست مجرد امرأة أو ممثلة «إسرائيلية»، بل خدمت لعامين في جيش الدفاع «الإسرائيلي»؟ يعني أن واكد يوافق مع كل الإصرار على التعامل مع من يقتل أطفال فلسطين، وأنه غير معني بما يحصل في فلسطين، وغير مبالٍ بإحراق غزة ومحاصرة أهلها. ويعني أيضاً أنه كذب طويلاً وكذب كثيراً عندما لف عنقه بالكوفية يوماً، وأوهم الجمهور بأنه عربي مؤمن بالقضية الفلسطينية.
الفن والسياسة وكل قضية إنسانية ووطنية، كل لا يتجزأ، ولا يمكن لفنان أن ينفصل عن قناعاته وإيمانه وانتمائه، حتى عندما يختار دوراً يؤديه على الشاشة. الرغبة في الصعود والعمل في الخارج والوصول إلى صفوف النجوم العالميين، قد تفرض بعض التنازلات، لكنها لا تفرض عليه أبداً أن يتخلى عن مبادئه أو يبيع ضميره.
هناك من يعيش في قلب فلسطين ويحمل الجنسية «الإسرائيلية» (مرغماً لا طواعية)، ويقدم للعالم أفضل صورة واقعية عن التعنت «الإسرائيلي»، وعن معاناة أهل بلده، ولا يخدم في أفلامه سوى هويته الحقيقية وقضيته الفلسطينية. إنه إيليا سليمان المخرج الرائع المشارك في مهرجان القاهرة السينمائي بفيلم «لا بد أنها الجنة»، والذي لم يختبئ طوال رحلته مع الفن خلف ستائر وهمية ليضع يده بيد أعدائه ومحتلي أرضه، علّه يصل إلى هوليوود من خلال «اللوبي الصهيوني-الهوليوودي». لم يمنحهم فرصة استغلاله، ليكتبوا عن تعاون فني بين عربي و«إسرائيلي» أو «إسرائيلية»، كما تعمدوا الكتابة عن مشاركة عمرو واكد مع جادوت بأنه تعاون مصري مع «إسرائيلية».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"