تتواصل عينا الإنسان مع الدماغ عبر العصب البصري لتحليل الأشياء والصور التي تراها العين، ومن خلال هذه الحقيقة العلمية يطمح نظام تشغيل يدعى فيكاريوس Vicarious إلى تطوير أجهزة الحاسوب لتقوم بهذا الأمر، حيث إن بناءه البرمجي يحاول معالجة المعلومات البصرية بالطريقة ذاتها التي يعمل بها الدماغ البشري .
ويأمل القائمون على نظام فيكاريوس الدمج بين علم الأعصاب وعلم الحاسوب، لخلق نظام إدراك بصري مستوحى من القشرة الجديدة Neocortex وهي الطبقة الخارجية من نصف كرة المخ لدى الثدييات، والمسؤولة عن التحدث والاستماع والرؤية والحركة وغيرها من المهام الأخرى .
وتستند فكرة شبكة الخلايا العصبية Neural Network، وهي مجموعة من البرمجيات إلى محاكاة عمل الدماغ من خلال بناء خلايا عصبية اصطناعية، موجودة منذ عقود، لكن نظام فيكاريوس يمتلك تقنيات متطورة ومحسنة أفضل من البرمجيات السابقة .
يقول ديليب جورج، أحد مؤسسي شركة Vicarious الذي كان يعمل سابقاً في شركة نامينتا المتخصصة في الذكاء الاصطناعي: إن عدداً من الخبراء قد بنوا برامج شبكة للخلايا العصبية على أساس نظام neocognitron و هو نموذج يعود إلى عام ،1980 ويعتمد على آلية عمل القشرة الجديدة في المخ، وهذه البرمجيات تم تدريبها للتعرف إلى المدخلات البصرية من خلال الصور الثابتة والعشوائية .
ويشير جورج إلى أن نظام فيكاريوس يستخدم معماريات أكثر تعقيداً ويستعين بلقطات فيديو لتدريب نظامه البرمجي، مضيفاً أنه قام بإعادة تصميم ورسم الخوارزميات والبيانات التي قام الخبراء السابقون ببنائها .
ويأمل القائمون على هذا النظام أن ينجحوا في تطويره وتسويقه خلال السنوات القليلة المقبلة، حيث يعتقد سكوت فينوكس أحد مؤسسي شركة Vicarious أنه بالإمكان عمل تطبيقات حاسوبية من نظام فيكاريوس يمكنها تحليل الصور المقطعية لمعرفة ما إذا كان المريض يعاني مرض السرطان أو تصوير طبق الطعام لمعرفة عدد السعرات الحرارية الموجودة فيه، ويضيف قائلاً: في حال نجاح تصميم نظام إدراك بصري متكامل، يمكن بعدها تحويله لأي شيء يريده المرء منا .
ويشير سكوت فينوكس أيضاً إلى أن نظام فيكاريوس يعمل مثل العقل البشري، ويتعلم بشكل أساسي من خلال الصور المرئية ويتعرف الروابط بينها، وهذا يعني أن هذا النظام ذكي بما فيه الكفاية لتحديد الأشياء حتى لو كان هنالك عنصر مفقود، حيث استطاع فيكاريوس التعرف إلى ذراع بشرية مصبوغة بالطلاء .
لم تنشر شركة Vicarious أية تفاصيل عن تقنياتها، لكن الشركة التي أنشئت في عام 2010 استقطبت عدداً من المستثمرين، حيث منحتها شركات كبرى من ضمنها فيسبوك 15 مليون دولار لتمويل مشروعاتها البحثية والتقنية المتعلقة بشبكة الخلايا العصبية الاصطناعية.
