قراءات

01:27 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
إعداد: محمد صالح القرق

صحا الخليفة من قيلولته، فنادى حاجبه ميسرة، وقال له: امض إلى مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، وادع لنا أحد العلماء ليحدثنا.
مضى ميسرة إلى المسجد النبوي الشريف، وأجال نظره، فيه فلم يرَ غير حلقة واحدة توسطها شيخ نيف على الستين من عمره، فيه بساطة العلماء، وعليه هيبتهم، فوقف غير بعيد من الحلقة، وأشار للشيخ بإصبعه، فلم يلتفت إليه الشيخ، ولم يأبه له، فاقترب منه، وقال: ألم ترَ أني أشير إليك؟! قال: إليّ أنا؟! قال: نعم، قال: وما حاجتك؟ قال: استيقظ أمير المؤمنين وقال: امض إلى المسجد وانظر هل ترى أحداً من حداثي فأتني به، فقال له الشيخ: ما أنا من حداثه، فقال له ميسرة: ولكنه يبغي محدثاً يحدثه، فقال الشيخ: إن من يبغي شيئاً يأتي إليه، وإن في حلقة المسجد متسعاً له إذا كان راغباً في ذلك، والحديث يؤتى إليه، ولكنه لا يأتي.
عاد الحاجب أدراجه وقص على الخليفة ما حدث، فتنهد عبدالملك بن مروان، وهب قائماً، واتجه إلى داخل المنزل وهو يقول: ذلك سعيد بن المسيب، ليتك لم تأته، ولم تكلمه، فلما ابتعد عن المجلس التفت أصغر أولاد عبدالملك إلى أخ له أكبر منه وقال: من هذا الذي يمتنع على أمير المؤمنين، ويستكبر على المثول بين يديه، وحضور مجلسه؟ فقال الأخ الأكبر: ذاك الذي خطب أمير المؤمنين بنته لأخيك الوليد، فأبى أن يزوجها منه.

من كتاب «صور من حياة التابعين» للدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"