قراءات

01:16 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
إعداد: محمد صالح القرق

بعد أن انتقل الخليفة الزاهد عمر بن عبدالعزيز إلى جوار ربه، وآلت الخلافة إلى يزيد بن عبدالملك، ولّى على «العراق» عمر بن هبيرة، وأضاف إليه «خراسان» أيضاً.
سار يزيد في الناس سيرة غير سيرة سلفه العظيم، فدعا عمر بن هبيرة كلاً من الحسن البصري والشعبي، وقال لهما: إن أمير المؤمنين يزيد بن عبدالملك قد استخلفه الله على عباده، وأوجب طاعته على الناس، وهو يرسل إلي أحياناً كتباً يأمرني فيها بإنفاذ ما لا اطمئن إلى عدالته، فهل تجدان لي في متابعتي إياه وإنفاذ أوامره مخرجاً في الدين؟
فأجاب الشعبي جواباً فيه ملاطفة للخليفة، ومسايرة للوالي، والحسن ساكت، فالتفت ابن هبيرة إلى الحسن وقال: وما تقول أنت يا أبا سعيد؟
فقال: «يا ابن هبيرة خف الله في يزيد، ولا تخف يزيد في الله، يا ابن هبيرة إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لا يعصي الله ما أمره، فيزيلك عن سريرك هذا، وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، حيث لا تجد هناك يزيد، وإنما تجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد» فبكى عمر بن هبيرة حتى بللت دموعه لحيته.

من كتاب «صور من حياة التابعين» للدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"