مازن حايك: لا نعتمد سياسة «ملء الهواء»

يؤكد سعي «إم بي سي» المبكر إلى بناء علامات تجارية
01:49 صباحا
قراءة 4 دقائق
بيروت:هدى الأسير

منذ فترة ليست ببعيدة، كان التلفزيون يعتمد على البرامج والمسلسلات، التي لم يكن حضورها يتعدى موسماً أو حلقات أقصاها 30 حلقة. اليوم، أصبح لافتاً التطور السريع، الذي طال البرامج والمسلسلات المطوّلة التي قد يصل عدد حلقاتها إلى مئة قابلة للتمديد، إضافة إلى تطوّر برامج الهواة، التي تفرع عنها أكثر من برنامج، كما حصل في «ذي فويس» الذي جعلته محطة «إم بي سي» ثلاثة برامج، أحدها وجّه للشباب، والثاني للصغار، والثالث للكبار.
قد يتساءل كثيرون عن الهدف من إطالة عمر البرامج والمسلسلات والاستراتيجية المتبعة لهذه الغاية، ورداً على هذه الأسئلة وغيرها، أضاء المتحدث الرسمي لمحطة «MBC» مازن حايك على تفاصيل الموضوع، وشرح استراتيجية المحطة في هذا الحوار مع «الخليج».
تجزئة برنامج «ذي فويس» إلى ثلاثة هل الهدف منه فني بحت؛ للإضاءة على مواهب مدفونة تستحق الظهور أم رغبة بملء الهواء بشكل دوري، مما يتيح للمحطة الاستفادة من عرض البرنامج تجارياً؛ من خلال الإعلانات والتصويت، أم هي محاولات لاستقطاب أصوات جميلة لشركة «بلاتينيوم»، وبالتالي الاستفادة منها إنتاجياً؟
- السبب ببساطة لا علاقة له بملء الهواء أو الشؤون التجارية أو الإعلانية أو التصويت، وإن كانت تلك الاعتبارات وغيرها توضع دائماً في خططنا. في حالة «ذي فويس» و«ذي فويس كيدز» و«ذي فويس سينيور» ننتج في «إم بي سي» ونقدم الصيغ العربية لبرامج عالمية. وفي حالة حيازة حقوق الملكية الفكرية لبرنامج عالمي لا يحق لأحد التغيير في هيكلته أو بنيته أو طبيعته. وللعلم بالشيء، فإن شركة «بلاتينوم ريكوردز» لا تملك أي حقوق في استقطاب أصوات «ذي فويس» أو «ذي فويس كيدز». كانت حقوق الاستقطاب بالنسبة للفائزين في البرنامجين من نصيب شركة «سوني» العالمية، ولاحقاً «تالبا» صاحبة حقوق الملكية الفكرية لهذا البرنامج وسواه. وحده «ذي فويس كيدز» كان ل«بلاتينوم ريكوردز» الأحقية في استقطاب الفائزين فيه مثل لين الحايك وحمزة لبيض.
هل تتطلعون إلى عمل موحد يجمع كل الهواة ويستقطب كل فئات المجتمع، أم أنكم تتطلعون في استراتيجيتكم لأبعد من ذلك؟
- من حيث المبدأ، للتخصيص إيجابياته وسلبياته وللتعميم حسناته وسيئاته. يوجد في جعبتنا مثلاً برنامج «أراب جوت تالنت»، وفيه تجتمع العديد من المواهب المختلفة لأعمار متفاوتة تحت سقف واحد؛ لذا فهو برنامج ترفيهي عائلي متنوع بامتياز؛ لكن على سبيل المثال لا الحصر، فإن برنامج «ذي فويس» الذي يركز على موهبة واحدة هي الغناء يستطيع حتماً اكتشاف عدد أكبر من المواهب والخامات الصوتية العربية. الأمر نفسه بالنسبة ل«آراب أيدول». أما بالنسبة لاستراتيجياتنا البرامجية البعيدة فنحن في برامج المواهب عموماً نحاول استقطاب أكبر عدد ممكن من الخامات والطاقات العربية وتقديمها ومساعدتها على بلوغ النجاح.
السؤال نفسه يطرح في مجال الأعمال الدرامية التي تخوضون مغامرة إنتاجها اليوم، هل ستحاولون استثمار نجاح المسلسلات في أجزاء جديدة لاستقطاب نسب مشاهدة أكبر، أم ستكتفون بالحاجة الدرامية البحتة في جزء محدد؟
- في الدراما، الأمر مختلف عن البرامج عموماً والصيغ العالمية خصوصاً. نحن في «إم بي سي» سعينا منذ زمن إلى بناء علامات تجارية، لمسلسلات امتدت على مدى مواسم متعاقبة، منها مثلاً «طاش ما طاش» الذي عاش مع الناس على مدى نحو 18 عاماً. و«باب الحارة» (9 أعوام) و«واي فاي» (3 أعوام) و«سيلفي» (3 أعوام) وغيرها. عموماً، فإن الحالة الدرامية للعمل نفسه تفرض نفسها. أما على صعيد البرامج المنتجة محلياً، فإن «كلام نواعم» الأسبوعي مثلاً الذي يُعرض على «إم بي سي 1» مستمر منذ نحو 18 عاماً. الأمر نفسه بالنسبة ل«صدى الملاعب» مع مصطفى الآغا. طبعاً هذا الأمر موجود منذ عقود على شاشات التلفزة العالمية، ونذكر Oprah وDoctors وDr oz وغيرها الكثير من البرامج التي عُرض عدد كبير منها على «إم بي سي 4»، وغيرها من قنوات ومنابر «مجموعة إم بي سي» على مدى سنوات طويلة.
كنتم أول من ساهم في إطلاق الأعمال الدرامية المطولة في مسلسل «روبي» وغيره واليوم في «عروس بيروت»، هل حدث ذلك تأثراً بنجاح الدراما التركية أم لأسباب أخرى؟
- في العالم العربي عموماً ندخل مجال المسلسلات الطويلة الممتدة، أو ما يُعرف
بال(Soap opera) للمرة الأولى نسبياً، وهي نمط درامي مختلف كلياً عن «السيت كوم» أو غيرها من الأنماط الدرامية التقليدية. قد تكون هناك محاولات سابقة كنّا كذلك من السباقين إليها مثل مسلسل «روبي» الذي عُرض على «إم بي سي 4» عام 2012، و«تحالف الصبار». ولكننا نتحدث هنا عن مبادرة لإنتاج نمط جديد من الدراما العربية التي تمتد على مدى سنوات وربما حتى عقود؛ وذلك عبر «إم بي سي ستوديوز»، التي تمثل الذراع الإنتاجية للمجموعة، وفي جعبتها العديد من المشاريع الرائدة سواء في مجال الإنتاجات الدرامية أو السينمائية، وجميعها تندرج في إطار خطة النمو والتوسّع الخمسية للمجموعة. ولعل المسلسل ممتد الحلقات «عروس بيروت» الذي يُعرض على «إم بي سي 4» و«إم بي سي 5» هو أول الغيث على صعيد الSoap Opera.
من ناحية أخرى، لا بدّ من الإشارة إلى أن ثمة خبرات في مجال إنتاج المسلسلات الطويلة الممتدة سبقتنا وسبقت الأتراك بسنين؛ بل بعقود طويلة، ولعل من أشهر تلك الخبرات الأمريكية، والأمريكية الجنوبية، إضافة إلى الأوروبية والهندية وطبعاً التركية. إذاً الأمر ليس تأثراً بنجاح بعض الأعمال التركية دون غيرها؛ بل هي عملية تراكمية ونمط درامي موجود وقائم منذ زمن، وآن الأوان لنا لدخول غمار هذا النمط والمنافسة فيه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"