مشروع مزج الوقود التقليدي بالحيوي في ألمانيا دونه عقبات

00:05 صباحا
قراءة 3 دقائق

تواجه خطط الحكومة الألمانية في شأن مزج البنزين التقليدي ب 10% من البنزين الحيوي معارضة واسعة مما يهدد بوقف هذه الخطط . وقدر نادي السيارات الألماني عدد السيارات التي لا تتحمل محركاتها البنزين الممزوج بالإيثانول بأكثر من مليون سيارة من صنع شركات ألمانية وأخرى أجنبية .

ووافق وزير البيئة الألماني زيجمار جابريل على وقف إجراءات حكومية لإلزام شركات الوقود في ألمانيا بمزج البنزين ب 10% من الوقود الحيوي إذا تبين أن أكثر من مليون سيارة لا تتحمل هذا المزيج .

قال الوزير في حديث لصيحفة شتوتجارتر ناخريشتن إن وزارة البيئة في ألمانيا لن تطبق اللوائح الخاصة بمزج البنزين بالوقود الصديق للبيئة طالما لم تتوافر لديها معلومات واضحة حول مدى تحمل محركات السيارات لهذا المزيج، وإذا زاد عدد هذه السيارات عن المليون سيارة . وأضاف: لن تتحمل السياسة البيئية في ألمانيا المسؤولية عن دفع ملايين السيارات في ألمانيا للتزود من محطات الوقود فوق الممتاز . لن أفعل ذلك، هذا هو إعلاننا الواضح بهذا الشأن .

وتسعى الحكومة الألمانية لزيادة نسبة الإيثانول الطبيعي في البنزين من 5% إلى 10% بحلول العام 2009 . وتشير بيانات الاتحاد الألماني للشركات المصنعة للسيارات إلى أن عدد السيارات الألمانية التي لا تتحمل محركاتها نسبة كبيرة من الوقود الحيوي المضاف للبنزين التقليدي يقل عن 375 ألف سيارة في ألمانيا .

وانتقد ماركوس زودر، وزير الشؤون الاوروبية في حكومة ولاية بافاريا في حديث مع القناة الثانية للتلفزيون الألماني سياسة وزير البيئة في هذا الشأن . ومن جهتها اتهمت نائبة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، بيربل هون، وزير البيئة في حديث لصحيفة بيليفيلدر ناخريشتن أنه يبني حساباته على أساس بيانات اتحاد الشركات المصنعة للسيارات وحدها وأنه يستهين بمصلحة أصحاب السيارات والنتائج السلبية التي يمكن أن يتسبب فيها هذا المزيج على سياراتهم .

وكان اتحاد البلديات الأوروبية لحماية المناخ أعرب عن قلقه إزاء الخطط الأوروبية الرامية إلى زيادة النسبة الممزوجة من الوقود الحيوي بالوقود التقليدي بهدف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر أحد أهم أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري .

وقال رئيس الاتحاد يوأخيم لورينس إن هذه الخطط تهدد سكان دول العالم الثالث التي ستركز على زرع نخيل الزيت في المساحات التي كانت مخصصة حتى الآن للمحاصيل التقليدية مما سيؤدي إلى انخفاض المحاصيل الزراعية الضرورية للإنسان وطرد هؤلاء السكان من مزارعهم بالإضافة إزالة مساحات شاسعة من الغابات الطبيعية في هذه البلدان .

وأعرب الاتحاد عن رفضه لاستخدام وقود حيوي مصنوع من النباتات المزروعة في العالم الثالث . وكان الاتحاد الأوروبي قرر زيادة نسبة الوقود الحيوي المضافة للسولار التقليدي إلى 10% بحلول العام 2020 . ويشارك في هذا الحلف من أجل حماية المناخ 1400 مجلس بلدي في أوروبا منها 450 من ألمانيا وحدها . ومن بين أهداف هذا التحالف حماية السكان الأصليين في الغابات المدارية من التوغل الصناعي واستغلال أراضيهم .

ويعتزم أعضاء الحلف اعتماد قرار يدعو أعضاءه من المجالس البلدية إلى حظر استخدام الوقود الممزوج بوقود حيوي مصنع من نباتات مزروعة في بلدان العالم الثالث خاصة دول الجنوب .

وفي السياق نفسه طالبت منظمة السلام الأخضر (جرين بيس) الحكومة الألمانية بوقف خططها بشأن مزج السولار التقليدي بنسبة من الديزل الحيوي . وأشارت المنظمة في برلين إلى أن إحدى الدراسات أظهرت أن هذه النسبة من السولار الحيوي التي تسعى الحكومة الألمانية لإضافتها للسولار التقليدي تضر البيئة أكثر مما تنفعها . وقالت المنظمة إن السولار الحيوي لا يستخرج من زيت بذور الشلجم وحدها بل من زيت الصويا بنسبة 20% تقريبا وأن إنتاج هذا الزيت يؤدي إلى إزالة مساحات شاسعة من الغابات في أمريكا الجنوبية وإندونيسيا مما يضيق الخناق على المحاصيل التقليدية التي يحتاجها الإنسان في غذائه .

وقال خبير المنظمة ألكساندر هيستينج إن مزج السولار التقليدي بالسولار الحيوي طريق مضلل لحماية المناخ . وتسعى الحكومة الألمانية إلى زيادة نسبة الديزل الحيوي المضاف للديزل الطبيعي بنسبة 17% بحلول العام 2020 . وانتقد الاتحاد الألماني للشركات المصنعة للسيارات خطط المفوضية الأوروبية الرامية لخفض انبعاثات السيارات من ثاني أكسيد الكربون . وقال رئيس الاتحاد ماتياس فيسمان في مدينة لودفيجسافن جنوب غرب ألمانيا إن قطاع صناعة السيارات في ألمانيا يعارض بشدة انتهاج المفوضية الأوروبية: إنها سياسة صناعية أحادية الجانب على حساب شركات صناعة السيارات في ألمانيا . وأشار فيسمان إلى أن شركات صناعة السيارات في ألمانيا تقبل هدف المفوضية الرامي إلى الحد من انبعاثات السيارات من ثاني أكسيد الكربون إلى 120 جراماً لكل كيلومتر وأضاف ولكننا نريد أن نحدد بأنفسنا الطريق لتحقيق هذه الهدف .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"