موقع الكتروني للتواصل مع الأموات

14:24 مساء
قراءة دقيقتين

يحمل عالم الانترنت دائماً العجائب والغرائب التي لا تخطر على عقل بشر، وآخر ما استجد في هذا العالم موقع الكتروني مهمته التواصل مع الأموات.

الموقع يسمى ماي ديث سبيس دوت كوم (My Death Space.com) ويستمر في تلقي واستقبال الرسائل والمقالات والمواد والصور من الأصدقاء والمعارف والأقارب إلى الميت بعد وفاته لتضاف الى صفحته الشخصية في الموقع ويروون فيها بعضا من ذكرياتهم معه وما كان بينهم من لحظات جميلة معززة بالصور ولقطات الفيديو وكأنه لم يرحل عن الدنيا.

وقال مايكل باترسون (27 عاما) الذي أطلق الموقع: فكرة تأسيس الموقع جديدة ومثيرة وتتيح الفرصة لأصدقاء الميت الاطلاع على سيرته الذاتية وتفاصيل حياته وصوره وما كان يحبه من الموسيقا والاغاني والافلام والرياضة وما كان يطالعه من الكتب والمجلات والاستمرار في التفاعل والتواصل معه وكأنه ما زال بينهم ولا يقتصر الامر على ذوي الميت واقاربه بل يشمل الأصدقاء.

ويضيف باترسون: أتساءل لماذ يبدي الناس هذا الاهتمام المتزايد بأشخاص بعد وفاتهم وما الحكمة من ذلك؟ ببساطة إنه الفضول مجرد الفضول وحب الاستطلاع وتجربة شيء جديد، مشيرا الى ان الصفحة الشخصية للشاب آرثر أولزوفيسكي (18 عاما) من فورت لاودرديل في ولاية فلوريدا أصبحت محملة بمائة وخمسين رسالة بعث بها أصدقاؤه واقاربه بعد وفاته قبل أكثر من عام، لافتاً إلى أن موقعه الالكتروني يستقبل نحو 15 ألف زائر يوميا يتوجهون بكتاباتهم الى الأموات.

ولا تتوقف التساؤلات عند باترسون صاحب الموقع بل إن الاكاديميين واساتذة الجامعات لا يكفون عن ترديد السؤال: ما الذي يريده الناس من مخاطبة أشخاص غير موجودين بينهم ولا يمكنهم الرد عليهم شفويا او كتابيا وما الحكمة او الفائدة من هذا التواصل؟ وفي هذا الشأن يقول لاري روزن أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا في دومينيغوز هيلز ومؤلف كتاب حول كيف تكون أبا أو أما لواحد من جيل شبكة الانترنت: لست متأكدا من أننا نتحدث عن موت أشخاص غرباء بل هؤلاء الموتى في اعتقادي هم جزء من عالم الانترنت ومواقعها الالكترونية وان هذه الظاهرة تعيد فتح الباب لنقاش حول تعريف مفهوم الصديق.

(كي آر تي)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"