هجمة السكري

الأطفال والجامعيون في دائرة الاستهداف المباشر
00:04 صباحا
قراءة 16 دقيقة

السكري من الأمراض الشائعة على مستوى العالم، حيث يقدر عدد المصابين بنحو 120 مليون شخص ويتوقع أن يصل العدد إلى 220 مليوناً بحلول سنة 2020. والسكري مرض استقلابي (أيضي) مزمن يتميز بزيادة مستوى السكر في الدم بسبب نقص نسبي أو كامل في الأنسولين في الدم أو نتيجة خلل في تأثير الأنسولين على الأنسجة، الأمر الذي يؤدي إلى مضاعفات مزمنة في أعضاء مختلفة من الجسم. ويعد السكري رابع أسباب الوفيات في الدول المتقدمة، وأحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالعمى واضطرابات النظر عند البالغين، والسبب الثاني لبتر الأطراف، بعد الحوادث، كما انه يعد من الأسباب الرئيسة التي تقف وراء مشاكل أمراض القلب.

لا توجد دولة في المنطقة لا تدرك حجم هذه المشكلة، ولاسيما من دول مجلس التعاون الخليجي، إذ اطلق إعلان الحرب على امراض السكر، وكانت الكويت هي المبادرة بهذا الاقتراح، ويدعو الاقتراح الكويتي إلى إعطاء مرض السكر الأولوية القصوى، إضافة إلى اتخاذ خطوات لتخفيف الأعباء في هذا المجال، وتقليل عدد الوفيات السنوية نتيجة الإصابة بنسبة تصل إلى 2 في المائة على مدى عشر سنوات.

وقد أدت هذه الجهود إلى تزايد ملحوظ في الاستثمار في مجال محاربة امراض السكر، كما يتضح من الحملات الصحية التي تدعمها الدولة وتمويل المراكز المتخصصة بمعالجة هذه الأمراض، وإلزام الجاليات الأجنبية في هذه الدول بالتأمين الصحي الخاص يغطي جانباً من العبء المالي الذي تتحمله حكومات هذه الدول. وهكذا يتحمل القطاع الخاص جزءاً من هذا العبء، لكن الدولة تساعد في ذلك أيضاً.

وترى الدكتورة الخبيرة في أمراض السكر ومديرة مركز السكر في الكلية الملكية في لندن مها تيسير بركات، ان المواطنين في الإمارات العربية المتحدة لديهم استعداد وراثي أكبر للإصابة بهذه الأمراض، وتدل الإحصائيات على ان هذه الأمراض أوسع انتشاراً بينهم مما هي بين الجنسيات الأخرى في الإمارات.

وقد أقيم هذا المركز التخصصي من خلال الحكومة من قبل احد المطورين، ويعتبر احد مجموعة من المراكز التي توفر العلاج لأمراض السكر، وتوجد في دول مجلس التعاون مراكز مثيلة ايضا.

ففي البحرين هناك مركز الخليج التخصصي لأمراض السكر، والذي انشئ في العام ،2004 بالتعاون مع مركز جوسلين المرتبط بجامعة هارفارد.

وفي دبي هناك مركز مماثل ايضاً.

كما سبق للمملكة العربية السعودية ان اعلنت بانها ستمول 20 مركزا متخصصا لمحاربة امراض السكر.

بيد ان العلاج ليس ضرورياً في حال تم اتخاذ خطوات وقائية ضد مرض السكر، مثل الحملات الصحية والعمل. فإقناع الناس بالتقليل من تناول الأطعمة والقيام بالتمارين الرياضية، لا يتم عن طريق المال وحده.

النسب الأعلى في العالم

تسجل في جمهورية ناورو وهي جزيرة تقع في جنوب المحيط الهادي أعلى نسبة في العالم من الإصابة بمرض السكر، وفق احصاءات الاتحاد الدولي لمرض السكرIDF حيث يعاني أكثر من 30 في المائة من سكانها، الذين يبلغ تعدادهم 14.000نسمة، هذا المرض.

ويعتبر العامل الوراثي أحد الأسباب المحتملة، لكن عوامل أخرى ايضا مثل السمنة وقلة ممارسة الرياضة يمكن ان تؤدي إلى الإصابة به ايضا، لذلك يجب الا نفاجأ اذا علمنا ان اكثر من 90 في المائة من سكان جزيرة ناورو يعانون الوزن الزائد، وان 5,60 في المائة من الرجال و7,55 في المائة من النساء مصابون بمرض السمنة.

ونظراً لما يسببه مرض السكر من مضاعفات خطير على الصحة مثل امراض القلب وارتفاع الضغط والفشل الكلوي والعمى، لذلك يجب ألا نفاجأ أيضاً إذا علمنا ان مرض السكر ادى إلى انخفاض متوسط العمر لدى سكان ناورو، إذ انه لا يتجاوز 58 سنة للرجال و65 للنساء.

وعليه يجب ان تسبب هذه الإحصاءات قلقا بالنسبة إلى حكومات دول الخليج، لأن البلدان الخمس التي تعاني أعلى معدلات الإصابة بالسكر بعد جمهورية ناورو هي من هذه المنطقة: الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الكويت وسلطنة عمان.

وتتراوح نسب الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر بين 20 في المائة في دولة الإمارات إلى 13 في المائة في سلطنة عمان.

وما يثير القلق أكثر بالنسبة إلى هذه البلدان هو ان الارتفاع الذي شهدته كان مفاجئا جدا. ويقول يوسف عبدالرزاق، استاذ طب الأطفال والمواليد الجدد في جامعة الإمارات: منذ ثلاثين عاما كانت الأمراض المعدية هي الأكثر انتشارا، لكن اسلوب الحياة شهد تغيرا كبيرا، فنحن الآن أكثر ثراء، وهذا جعلنا أكثر خمولا، والنتيجة هي ارتفاع نسب الإصابة بالسمنة وارتفاع الضغط والسكر، وهذا يسبب الكثير من المشكلات مثل الفشل الكلوي والعمى ومشكلات في الأعصاب المحيطة.

وقد أدى دخول الوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية إلى التأثير سلبا في النظام الغذائي للسكان. كما تغيرت طبيعة الطعام المحلي ايضا وتغيرت مكوناته وازدادت نسبة الدهون فيه، خصوصا ان الناس في الشرق الأوسط ينظرون إلى غنى الطعام بالزيوت والدهون كدليل على الثراء والوفرة. وخصوصا ان الكربوهيدرات رخيصة الثمن وسهلة الانتاج، في حين تعتبر عملية استخراج الزيوت والدهون من الحيوانات مكلفة.

وتجري الآن دراسات على أنواع الطعام التي تصنف على أنها خطرة وتحديد الأصناف التي تسبب ارتفاع معدلات السمنة في الشرق الأوسط. فمن المعروف ان تناول كمية متساوية من السعرات الحرارية يؤدي إلى زيادة متساوية في الوزن، ولكن لم تحدد حتى الآن علاقة مصدر هذه السعرات الحرارية بمرض السكري.

السمنة والسكري نوع 2

تعد السمنة من عوامل الإصابة بالسكري ،2 وتشير التقارير الدولية إلى أن90% من المصابين بهذا الداء يعانون من الوزن الزائد أو البدانة.

وكشفت دراسة حديثة أن ملياراً و700 مليون شخص معرضون لخطر الإصابة بأمراض بسبب الوزن الزائد، منها السكري وأمراض القلب.

وقد وجه خبراء الصحة والأطباء في بريطانيا تحذيرات من احتمال تفشي داء السكري بين شباب الجيل الحالي من ذوي الأوزان الزائدة والقليلي النشاط.

ولاحظ هؤلاء أن الاعتياد على تناول الوجبات السريعة، والجلوس لفترات طويلة أمام التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والابتعاد عن ممارسة التمرينات الرياضية يتسبب في زيادة حالات الاصابة بالسمنة التي تؤدي بدورها إلى رفع مخاطر الاصابة بالسكري عند الاطفال.

وينجم سكري الأطفال في العادة عن عجز الجسم عن إفراز هرمون الانسولين الذي يتحكم في مستويات السكر في الدم، وفي عملية التمثيل الغذائي.

أما سكري البالغين فيصيب الكبار من أصحاب الأوزان المفرطة وهو مرتبط بأمراض اخرى منها مشاكل وجلطات القلب، وارتفاع ضغط الدم.

وتجدر الاشارة إلى أن النوع الثاني من السكري ينطوي على فشل مفاجئ وكارثي في النظام المنظم لكمية الأنسولين في الجسم حيث إنه ينجم عن السمنة. ويصاب المرء بالنوع الثاني للسكري في متوسط العمر ويتطور مع تدهور قدرة الجسم على السيطرة على كميات السكر في الدم.

أطفالنا هدف سهل

تشير الارقام الرسمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى ان المرض في تفاقم مستمر، حيث يعتبر اليوم من احد اهم مسببات الوفيات في المنطقة، وخصوصاً في منطقة الخليج حيث ان هناك 5,3 مليون نسمة يعانون من السكري من أصل 33 مليوناً.

ويتم حاليا تشخيص أطفال مصابين بمرض السكري من عمر عشر سنوات فما فوق للنوع الاول من السكري والذي يعود انتشاره إلى اسباب غير معروفة اضافة إلى انتشار السكري من النوع الثاني بين الاطفال نتيجة للسمنة والبدانة والخمول والتغذية غير الصحية وارتفاع ضغط الدم.

واظهرت نتائج استطلاع قامت به مؤسسة يو غوف سيراج في المنطقة إلى ان 50% من المشاركين في الاستطلاع اشاروا إلى ان احد افراد اسرتهم يعاني من عوارض السكري.

كما اشارت نتائج الاستطلاع إلى ان هناك عدم وعي كاف بشأن المرض الأمر الذي يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة مما يساهم في زيادة الإعراض السلبية للمرض بين الكبار والصغار.

وكشفت بعض الدراسات المحلية التي قامت بها إدارة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة أن نسبة الإصابة بالسمنة في الدولة وصلت إلى 67%، في حين أشارت دراسة أخرى تم إجراؤها في منطقة عجمان إلى أن نسبة الإصابة بالسمنة لدى طلبة المدارس تتراوح بين 45 و50%.

والمعروف ان الأشخاص المصابين بالسمنة ترتفع لديهم قابلية الإصابة بمرض السكري النوع الثاني بنسبة 61% عن الأشخاص ذوي الأوزان الطبيعية.

كما اكدت دراسة علمية ان جلوس الاطفال امام التلفزيون والقنوات الفضائية ومشاهدة افلام الكرتون والافلام المثيرة وممارسة انواع الالعاب الالكترونية والبلاستيشين لفترات طويلة اصبحت احد الاسباب الرئيسية في اصابة الاطفال في المجتمعات الخليجية بالسمنة وزيادة الوزن اضافة إلى تناولهم الطعام المشبع بالدهون وقلة النوم وتأخر مواعيد ذهابهم إلى فراشهم وتراجع المجهود البدني وعدم ممارستهم الرياضة.

واوضحت الدراسة ان منظمة الصحة العالمية اكدت ان اطفال المدارس اصبحوا هدفا سهلا للاصابة بالسكري خاصة في منطقة الخليج وتحديدا في المملكة العربية السعودية حيث مستوى المعيشة المرتفع والحياة السهلة التي تفتقر للحركة وللتغذية الصحية الامر الذي جعل تحذيرات المنظمة العالمية والاتحاد الدولي للسكري تذهب ادراج الرياح رغم خطورة ما كشفت عنه من اصابة نحو 10 في المائة من اطفال المدارس بالسمنة المفرطة التي هي بمثابة الأب الشرعي للسكري داء العصر.

ويؤكد الخبراء ضرورة استهداف الجيل الجديد لتغيير العادات السيئة ويقولون إن على جميع المدارس ادخال وجبة الافطار في برامجها، والسبب في ذلك أن وجبة الافطار هي أهم وجبة خلال اليوم وأن عدم تناولها سيسبب السمنة ويدمر الصحة، كما أن اهمالها يقلل معدلات الذكاء وهذا أمرٌ تم اثباته احصائياً.

وحسب الجمعية الأمريكية لحماية القلب، تؤثر وجبة الافطار في الشهية ولها منافع في نسب الانسلين ونظام حرق الحريرات. وأظهرت دراسات الجمعية أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة افطار صحية يومياً يقل لديهم احتمال حدوث متلازمة مقاومة الأنسيولين (وهي سبب رئيسي للسمنة في الولايات المتحدة الأمريكية) ومرض السكري مقارنةً بمن يهملون تناول وجبة الافطار بشكل مستمر.

ويتهم خبراء التغذية أساليب الحياة السيئة بالتسبب في السمنة والتي تعتبر من العناصر الرئيسية التي تؤدي لمرض السكري وتزيد من سوء حالات المصابين بهذا المرض.

وبالنسية للكثيرين من مرضى السكري، يُعتبر الشروع في برنامج للتحكم بالوزن أهم خطوة يجب اتخاذها للبقاء في حالة صحية جيدة.

وقد نشرت الهيئة العامة للخدمات الصحية في إمارة أبوظبي مؤخراً نتائج دراسة استمرت ثلاثة أشهر شملت 162 ألفاً و456 شخصاً أن 29 في المائة منهم فقط مارسوا بعض النشاطات الرياضية وأن 74 في المائة من مواطني الإمارات يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. وأظهرت الدراسة أيضاً أن 21 في المائة من مواطني الإمارات يعانون من ارتفاع ضغط الدم و18 في المائة منهم يُصنفون كمصابين بداء السكري، كما يعاني 16 في المائة من ارتفاع الكوليسترول.

أما بالنسبة للشباب، فتظهر عندهم آثار العادات السيئة في تناول الطعام بشكل أكثر حدةً وخطراً، حيث يتأثر الأداء التعليمي والتحصيل الدراسي بسبب عدم تناول وجبة الافطار. وقد شاركت المدارس في الامارات في دراسات أظهرت أن الطلبة الذين لا يتناولون وجبة الافطار يخفقون في تحقيق انجازات دراسية مميزة وهم أقل تنظيماً في حياتهم ومشاركتهم في الدرس متواضعة ويتعبون حتى في تحقيق علامات متوسطة، كما أنهم من زمرة الطلبة الذين ينخرطون أكثر من غيرهم في سلوكيات سلبية.

وينصح الخبراء بأن يضم الافطار الاطعمة الصحية التي تعطي طاقة ولا تزيد الوزن مثل اللبن (الزبادي): قليل الدسم والمخلوط بالفواكه أو الأنواع الطبيعية، ولا تستخدم الأنواع المخلوطة بالشوكولاته أو التي تحتوي على قطع الحلوى أومشروبات اللبن التي تحتوي على بكتيريا خاصة للمساعدة في عملية الهضم، وكذلك الفواكه الطازجة التي تمثل أسلوبا ممتازا لمن يريد تخفيف وزنه. وهناك الكوكتيل الطازج إذا كنت لا تحب الفواكه الطازجة، الذي يساعد في توفير الطاقة اللازمة لجسمك حتى موعد الغداء.

كما يمكن الاعتماد على قطع الحبوب للافطار، وهي مغذية وسهلة التناول للأشخاص الذين هم في عجلة من أمرهم، ولكن تأكد من نسبة الدهون والسكر. وفي نفس السياق استنتج باحثون في جامعة لندن أن تناول الأطعمة الغنية بالأملاح قد يكون السبب وراء إصابة الأطفال بالسمنة.

وتوصل الباحثون من خلال دراسة شملت 1600 طفل إلى أن الأطفال الذين يتناولون طعاماً مالحاً يميلون إلى شرب كميات اكبر من المشروبات الخفيفة المحلاة.

ويقول فريق البحث، الذي نشر دراسته في نشرة ضغط الدم العالي(Hypertension) العلمية إن خفض كمية الملح الذي يتناوله الأطفال يومياً إلى النصف من شأنه تقليل كمية السعرات الحرارية التي يتناولونها أسبوعياً ب 250 سعرة.

ودعوا بناء على ذلك قطاع تصنيع الأغذية إلى بذل جهود اكبر في خفض ما تحتويه منتجاته من الأملاح.

ومن المعروف أن الإفراط في تناول الأملاح يجعل الإنسان يشعر بالعطش الذي يطفئه عادة تناول العصائر وغيرها من المشروبات الغنية بالسكر المسبب للسمنة.

ويقول فريق البحث إن حاسة تذوق الإنسان للأملاح لا تتأثر سلبيا بخفض نسبته من 10 إلى 20% فيما يتعلق بالأملاح المستخدمة في إعداد الطعام، ولا تسبب أية مشاكل صحية تذكر.

طلاب الجامعات في دائرة الخطر

تشير بيانات جديدة عن طلاب الجامعات الذين لم تتم دراسات حولهم بعد إلى أن هذه المجموعة المهملة بعمر من 18 24 عاماً هم في طريقهم للتعرض لمخاطر الإصابة بالأمراض الصحية المزمنة.

فقد جمعت بيانات خاصة بجامعة نيوهامشير الأمريكية، من أكثر من 800 طالب بكالوريوس سجلوا في صف تغذية عامة، ووجد الباحثون أن ثلث طلاب الجامعة، على الأقل، إما أن لديهم سمنة أو زيادة وزن، و8% من الطلاب الذكور لديهم الظاهرة المعروفة بالاستقلاب الايضي (Metabolic syndrome).

كما اشارت النتائج إلى ان 60% من الطلاب الذكور لديهم ارتفاع في ضغط الدم ، وأكثر من ثلثي الإناث لا يوفين باحتياجاتهن الغذائية اليومية من الحديد والكالسيوم وحامض الفوليك.

وقالت الدكتورة إنجريد لوفجرين الاستاذة المحاضرة في الجامعة أنهم ليس أصحاء كما يعتقدون.

وقد طلب الباحثون من الطلاب الانخراط في العديد من الفحوصات ذات المؤشرات الصحية مثل قياس ضغط الدم وكولسترول الدم لخلق حيوية وتفاعل إيجابي في محاضراتهم.

وما لبثوا إن اكتشفوا، على كل حال، أن حجم الصف (المتمثل في 525 طالباً مسجلين في الفصل الدراسي منهم 40% طلاب بكالوريوس) يعطيهم فرصة ذهبية لجمع معلومات صحية عن هذه المجموعة التي لا يتوفر الكثير من المعلومات عنها.

وقال الباحثون: لا نعرف الكثير عن هذه المجموعة، ومن الصعب الوصول لهم، ولذلك فالدراسات عنهم قليلة.

وكجزء من المنهاج الدراسي، فإن الطلاب قاموا بعمل فحوصات طبية على أنفسهم. ويقول الباحثون: يشعر الطلاب بأن الكولسترول لديهم لن يكون مرتفعاً، وقد يكون المعدل المرتفع لوالدهم. ولكن عندما تقدم المعلومات والبيانات لهم وتقول لهم هذه هي بياناتكم، فإنهم يجلسون وينتبهون.

وفي الدراسة، أكمل الطلاب استبيان عن نظام حياتهم وسلوكهم وعاداتهم الغذائية، مع ذكر التدخين والرياضة الممارسة وتناول الكحول واستهلاك الخضراوات والفاكهة.

وقد تم قياس معدل كتلة الجسم ومقاس الخصر وعمل قياسات ضغط الدم والسكر والدهون الثلاثية والكولسترول الكلي والكولسترول الجيد.

كما أكمل الطلاب كتابة مذكراتهم الغذائية لمدة ثلاثة أيام وعمل تحليل لها من ناحية السعرات الحرارية والكربوهيدرات والمتناول من العناصر الغذائية بواسطة استخدام برنامج تحليل الكتروني.

وقد صدمت نتائج تحليل هذه البيانات الكثير من الطلبة، وتعارضت هذه النتائج مع المقولة أن صحة طلاب الجامعات في أحسن حال (في القمة).

ومن الحالات التي وجدت أنها مسيطرة عند الذكور هي ظاهرة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من خمسة عوامل خطرة (ارتفاع ضغط الدم وزيادة في دهون البطن وارتفاع سكر الدم وارتفاع الدهون الثلاثية وانخفاض الكولسترول الجيد) تنبئ بتطورات مستقبلية للتعرض لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.

وتبين من نتائج الدراسة ان 66% من الذكور مقارنة ب50% من الإناث، كان لديهم، على الأقل، عامل خطر واحد من عوامل ظاهرة التمثيل الغذائي، و8% من الذكور لديهم هذه الظاهرة. وإذا استمر هؤلاء الأفراد على نفس وتيرة نظام الحياة التي يتبعونها، فسيتعرضون لمشاكل صحية عديدة بعمر الخمسين عاماً أكثر من أباؤهم وأمهاتهم.

وتبين أن معظم الطلاب 95% من الإناث و82% من الذكور لا يوفون باحتياجاتهم الغذائية اليومية الموصى بها من الألياف الغذائية. ونسبة الإناث اللاتي كن يوفين باحتياجاتهن الغذائية من الحديد هي 23% فقط ومن الكالسيوم 33% فقط ومن حامض الفوليك هي 32% فقط، وهي نسب منخفضة.

وقد شارك 23% من الذكور و34% من الإناث في نشاط يومي لأقل من 30 دقيقة.

وكان الخبر الطيب هو وجود عدد قليل من المدخنين بين الطلاب الجامعيين. وقال الباحثون ان معدلات السمنة لدى هذه المجموعة وصلت إلى ما يقرب من 40%.

ويقول الباحثون: إنها صيحة حقيقية لكي يستيقظوا.

وقال أحد الطلاب: أنا نباتي بحت، وكنت أظن أن غذائي عظيم، ووجدت انني لا أتناول ما يكفيني من الكالسيوم ولدي عامل خطر واحد من ظاهرة التمثيل الغذائي.

طريقة جديدة لمعالجة السمنة

اكتشف العلماء أن زيادة نسبة هرمون موجود بشكل طبيعي في المعدة ربما يمثل طريقة جديدة لعلاج السمنة.

فقد أظهرت دراسة بريطانية جديدة أن زيادة هرمون الأكسينتومودولين في المعدة يحد من الشهية للطعام ويرفع مستوى نشاط الجسم في الوقت ذاته، مما يؤدي إلى فقدان سريع وصحي للوزن.

ويقف هذا الهرمون وراء الشعور بالشبع بعد تناول الوجبة، إلا أنه نسبته تكون منخفضة عن البدينين مقارنة بغيرهم.

وقال البروفيسور ستيف بلوم، رئيس قسم العلوم الاستقصائية في الكلية الملكية في لندن، إن الدراسات السابقة أظهرت أن هرمون الأكسينتومودولين قد يسبب نقصا في الشهية، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها أن الهرمون يؤدي إلى زيادة مستوى النشاط الجسدي.

وأهم ما في الأمر هو أن هرمون الأكسينتومودولين موجود في الجسم بشكل طبيعي أي أنه من غير المحتمل أن تكون له آثار جانبية ضارة.

وهناك بعض الحالات والظروف التي يكون فيها الهرمون موجوداً بنسب كبيرة عند بعض الناس وخصوصا إثر تعرضهم لأنواع من إصابات الأمعاء على سبيل المثال.

وهؤلاء الناس يكون لديهم ميل لفقدان الكثير من وزنهم ويبقون نحيفين جداً. بيد أن وجود كميات عالية من هذا الهرمون في الجسم له مضار أيضا، إذ يؤدي ذلك إلى انخفاض متواصل في وزن الجسم. ومن هنا يجب التركيز في علاج البدانة على أن إعادة مستوى الهرمون إلى المستوى الطبيعي.

البدانة تزيد احتمالات الإصابة بالخرف

يرى الخبراء أن هناك علاقة بين البدانة والخرف، فقد وجد باحثون بالمعهد الصحي الوطني الأمريكي أن البدينين في الأربعينات من العمر أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 74 % مقارنة بأصحاب الوزن الطبيعي.

وأشارت نتائج دراسة استمرت 3 عقود وشملت 10 آلاف رجل وامرأة، إلى أن احتمال الإصابة بالخرف على مدار العمر تزيد بنسبة 35 % لدى البدينين.

ويحسب الوزن عن طريق قياس مؤشر كتلة الجسم ويتمثل في تقسيم الوزن بالكيلوجرامات على مربع الطول بالأمتار. وعليه فإن النتيجة من 5,18 إلى 25 تعتبر عادية. وما يقل عن 5,18 يعتبر نقصاً في الوزن. أما من 30 فيعتبر الوزن زائداً.

اختر حذاءك بعناية

كشفت دراسة حديثة أن العديد من المضاعفات التي يشهدها مرضى السكري، تعود إلى جروح بسيطة في القدم سرعان ما تؤدي إلى بترها أو بتر الأصابع على الأقل. يحتاج مرضى السكري ليس فقط إلى نظام غذائي خاص، بل إلى أخذ العديد من الاحتياطات تشمل اختيار الأحذية التي يرتدونها بدقة متناهية وقص الأظافر بهدوء وحرص.

وينصح الأطباء عادة مرضى السكري لا سيما الذين يحتاجون باستمرار إلى حقن الأنسولين، بالعمل على حماية أقدامهم من الإصابة بأي جرح لأن ذلك قد يسبب مضاعفات يمكن أن تؤدي بدورها، إلى بتر القدم.

يشار إلى أن القدم قد تصاب بتقرحات أو جروح لا يلاحظها الإنسان بسبب ضعف الإحساس العصبي بالألم فيها خاصة في الأصابع. وغالبا ما تأتي هذه الإصابات من الأحذية سواء الواسعة أو الضيقة.

وعند مريض السكري تلتئم الجروح بصعوبة بالغة مما يجعله عرضة للعدوى التي قد تؤدي مضاعفاتها لبتر الأصابع أو القدم أو حتى الساق بأكملها ولذلك ينصح الأطباء مرضى السكري بإجراء فحوص يومية على أقدامهم للتأكد من عدم وجود خدوش أو جروح صغيرة قد تسبب مشكلات.

أنسولين عن طريق الفم

يعكف العلماء في الوقت الراهن على تطوير آلية تتيح لمرضى السكري أخذ حاجتهم من الأنسولين في شكل أقراص عن طريق الفم، الأمر الذي سيوفر على ملايين المرضى عناء استخدام الإبر. وقال الباحثون الذين قدموا دراستهم في مؤتمر علمي عقد في مدينة مانتشستر البريطانية، إن تغليف الأنسولين بمادة حامية يتشكل منها القرص سيعني ان الأنسولين سيكون محميا من التحلل عند تعرضه للإنزيمات.

وقال الدكتور كولن تومسون من كلية الصيدلة بجامعة ابردين: نحن نعمل على تطوير أسلوب يمكن اخذ الأنسولين من خلاله عن طريق الفم، بعد ان أظهرت البحوث ان هناك الكثير من مرضى السكري يرتعبون ويخافون من حقن الإبر.

وأضاف: سيكون لتناول الأنسولين عن طريق الفم اثر ايجابي كبير على حياة الكثير من المرضى، ليس فقط في تجنب استخدام الإبر، بل من خلال توفير أسلوب أكثر راحة وسهولة لأخذ الدواء.

ويحاول علماء آخرون إيجاد طرق أخرى لإيصال الأنسولين إلى الجسم عن طريق الفم دون الحاجة إلى مروره بالمعدة. كما يجري علماء من تايوان تجارب على نوع من المكونات الكيماوية الموجودة في حيوان القريدس البحري (الروبيان) يمكن أن يشكل جدار حماية للأنسولين.

يذكر أن الأنسولين عن طريق التنفس متوفر للمرضى الذي يرتعدون من الإبر، أو أولئك الذين يعانون من مشاكل في حقن الإبرة.

الحليب يقلل من خطر الإصابة بالسكري

أظهرت دراسة طبية جديدة قام بها باحثون بريطانيون أن شرب نصف لتر من الحليب يوميا قد يحمي الرجال من داء السكري وأمراض القلب.

وقال الفريق العلمي التابع لجامعة كارديف بويلز إن تناول مشتقات الحليب يجنب الشخص خطر الأعراض الاستقلابية التي تزيد احتمال الإصابة بالسكري وإمراض القلب.

وأوضحت الدراسة التي استغرقت 20 عاما وشملت 2375 رجلا تراوحت أعمارهم بين 45 و59 عاما، أن تناول الحليب ومشتقاته يقلل من هذا الخطر عند الرجال بنسبة 50%.

وحسب الدراسة فإن كون شخص يعاني من الأعراض الاستقلابية يعني أن دمه يحتوي على نسب مرتفعة من سكر الغلوكوز أو الدهون أو أنه بدين أو يعاني من ارتفاع ضغط الدم.

لكن نسبة الحماية التي توفرها مشتقات الحليب أقل من تلك التي يوفرها الحليب.

عامل قلة النوم

تفيد الدراسات الطبية الحديثة بأن الأشخاص الأقل نوما معرضون للإصابة بمرض السمنة ولاحقا بمرض السكري.

وأشار باحثون من جامعة بريستول، إلى أن الجسم الذي لا يأخذ حقه من النوم يواجه ثلاث مشكلات:

أولاً: انخفاض نسبة هرمون اللبتين في الدم، وهذا الهرمون يزيد من صرف الجسم للطاقة، وبالتالي يعمل بأقصى درجات ترشيد استهلاك الطاقة، ويخزن أكثرية الطاقة في صورة طبقات دهنية عادة بدلا من صرفها.

ثانياً: ارتفاع نسبة هرمون الجريلين في الدم وهذا الهرمون هو بمنزلة فاتح شهية لأنه يعزز من شعور الإنسان بالجوع.

ثالثاً: انخفاض درجة حساسية أنسجة الجسم إزاء الانسولين الأمر الذي يمكن أن يسبب الإصابة بمرض السكر.

وأشار الدكتور كارل شونكا مدير قسم الأمراض العصبية بمستشفى براغ الجامعي العام في العاصمة التشيكية، إلى أن قلة النوم تحجم من نوعية حياة الإنسان وتزيد من احتمالات الإصابة بأمراض محددة وبالأخص الاكتئاب النفسي وحالات الضيق النفسي، كما أنه يضعف نظام مناعة الجسم.

إنجاز إماراتي - ايرلندي

علاج للسكري من جلد ضفدع

أعلن باحثون من جامعتي الامارات العربية المتحدة في العين وألستر في ايرلندا الشمالية عن اكتشاف مادة تستخرج من جلد نوع من الضفادع يعيش في امريكا اللاتينية وله القدرة على الانكماش تفيد في علاج مرضى النوع الثاني من داء السكري.

وقال الباحثون في المؤتمر السنوي لجمعية أمراض السكري البريطانية الذي عقد مؤخراً في مدينة جلاسكو الاسكتلندية انهم توصلوا إلى مركب يتم عزله عن جلد هذا الضفدع يحفز إفراز الأنسولين. وهو ما يمنح املا جديدا لآلاف الاشخاص المصابين بالنوع الثاني من داء السكري.

ويبدأ الضفدع دورة حياته على نحو غير عادي وذلك عندما يكون شرغوفا يبلغ حجمه 27 سنتيمتراً قبل أن ينكمش حجمه إلى 4 سنتيمترات مع اكتمال نموه.

وقال الباحثون ان نسخة مركبة مأخوذة من المُركب أطلق عليها بسودين 2 (وهي عبارة عن مركب يحمي الضفدع من الإصابة بالأمراض) يمكن استخدامها لإنتاج أدوية جديدة.

وتوصل العلماء من خلال تجارب معملية إلى أن النسخة المركبة مسؤولة عن إفراز الأنسولين في خلايا البنكرياس.

وقال العلماء إن أهم اكتشاف هو انعدام أية آثار سامة على الخلايا.

واتضح أن النسخة المركبة أفضل من حيث تحفيز إفراز الأنسولين مقارنة مع المركب الطبيعي، مما يفتح المجال لإمكانية تطوير النسخة المركبة لتصبح دواء لعلاج مرضى السكر.

وقال رئيس فريق البحث الدكتور ياسر عبد الوهاب وهو محاضر أول في العلوم الطبية الحيوية بجامعة ألستر إن فريقه أنجز أبحاثا مكثفة على الجزئيات النشطة حيويا والمأخوذة من إفرازات جلود الكائنات البرمائية.

وتظهر أعراض النوع الثاني من مرض السكري المرتبطة بزيادة الوزن على جسم المريض لأن الجسم لا يفرز ما يكفي من الأنسولين أو عندما لا يؤدي الأنسولين المفرز وظائفه كما ينبغي.

ويعني ذلك أن المرضى لا يستطيعون تنظيم مستويات الجلوكوز في دمهم بشكل مناسب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"