“مدن تئن وذكريات تغرق” نصوص مترعة بالعواصف

كتبها من وحي إعصار “جونو”
12:33 مساء
قراءة دقيقتين

صدر عن دار الانتشار العربي في بيروت كتاب جديد للشاعر العراقي المقيم في مسقط عبد الرزاق الربيعي، يحمل عنوان مدن تئن وذكريات تغرق، وهو ديوان شعري نثري، جسد فيه الربيعي مشاهداته التي عاشها أيام إعصار جونو الذي ضرب العاصمة العمانية مسقط عام ،2007 ويقع في 136 صفحة، من القطع المتوسط، وكتب الدكتور عبدالعزيز الفارسي على الغلاف الأخير من الكتاب إن الكتاب هو أول عمل يتعامل مع موضوع إعصار جونو الذي ضرب مسقط في يونيو/حزيران ،2007 بكتابة إبداعية شعرية ونثرية، وكيف لا يكون كذلك والكاتب هو شاعر معروف، ومبدع صادق لا يختلف اثنان على عمق تجربته، وحقيقة حينما بدأت بقراءة السطر الأول من المسودة، لم أقف إلا عند سطرها الأخير وكتبت الدكتورة وجدان الصائغ شهادة في الكتاب جاء فيها: يجعلك هذا المنجز الابداعي الذي يمتزج فيه الشعري بالروائي والتشكيلي بالسيري بالوثائقي، وجها لوجه مع بطش جونو، وهو يعصف بالعاصمة مسقط، لتكون حروفه المحملة بندى الألم شاهداً على تفاصيل عجائبية لهذا الحدث الكارثي، حتى لتتساءل كيف استطاع الشاعر عبد الرزاق الربيعي أن يجعل من جونو عتبة دلالية تنفذ من خلالها الى عالمه الفكري والثقافي والنفسي، وكيف استدرج متخيلك لتصغي الى أنين بغداد تحت اعصار الاحتلال، وكيف تحرك هذا الطوفان ليعصف بالذاكرة، فيهز جذوعها لتغدق على المشهد الإبداعي نصوصاً مترعة بالدهشة والجدة، وعبر تقنيات فنية توصلك الى نبض الحدث التراجيدي، وتشغيل واع للخزين الأسطوري الذي تلمح من خلاله وجهاً جديداً تماهت ملامحه مع شراسة جونو، ولجلجامش الذي تحرك على مساحة النص غير مصدق بأنه هو الذي رأى هول بحار الموت والحروب ونجا منها بأعجوبة لم يصدق بأن جونو كاد أن يعصف به والى الأبد وعبر مفارقات طريفة، اقتربت من التراجيكوميديا، والجدير بالذكر ان للربيعي عدة مجاميع شعرية منها إلحاقاً بالموت السابق وحداداً على ماتبقى وموجز الاخطاء وجنائز معلقة وشمال مدار السرطان وغدا تخرج الحرب للنزهة.

من أجواء كتاب مدن تئن وذكريات تغرق

لا تخافي علي

من نفخات الأعاصير

وفيضانات الأودية

والأمطار المرّة

لا تخافي عليّ

من الحروب الدائرة رحاها

في السماء

ومن حجارة الطير

لا تخافي عليّ من الصواعق

والغياب الأبدي للهواء الطلق

الذي بدأ ينفد من رئة الشجرة

لا تخافي عليّ

من السحاب الثقال

لا تخافي

فقلبي مترع بالعواصف

منذ أن طوقته ب (طوق الحمامة)

منذ أن ...

أليس حبك

أقوى إعصار قوّض مدني الآمنة؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"