«العربية» والمدارس الخاصة

03:31 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

على الرغم من تكثيف الجهود لتعزيز مكانة «العربية»، وطرائق تدريسها، وتجويد مخرجاتها، إلا أن معظم مدارسنا الخاصة، باختلاف مناهجها الدراسية، بحاجة إلى تحسين في طرق تدريس لغة «الضاد»، ورفع مستوى التحصيل لدى الطلبة.
تقارير الرقابة لهيئة المعرفة والتنمية البشرية، تتسم دائماً بالوضوح والشفافية، وتعد شاهد عيان على مستويات المدارس الخاصة في دبي، وما تضمنه تقرير الرقابة العام الجاري، كشف عن أن «العربية، جانب ضعف مشترك بين المدارس، يحتاج إلى تحسين، في جوانب مختلفة تضم مستوى الطلبة والمعلمين والإدارة المدرسية وطرائق التدريس».
تقرير الرقابة كشف عن قصور حاد في تدريس مادة اللغة العربية، ومخرجاتها، في مختلف المدارس، فإذا سلّطنا الضوء على المدارس ذات التقييم «متميز»، والبالغ عددها 17 مدرسة، من أصل 182 خضعت للرقابة، نجد أن ثلاثة منها فقط، حققت مستوى أداء «جيد» في تدريس اللغة العربية ومخرجاتها من الناطقين بها، وهناك مدرسة واحدة ذات مستوى «ضعيف»، و13 مدرسة تقييماتها في لغة الضاد «مقبول».
النتائج بهذا الشكل تعد مؤشر خطر، يدعو إلى القلق، ويثر مخاوف كثيرة حول مستقبل لغتنا العربية في مدارسنا الخاصة، فإذا كانت تلك التقييمات تمثل المستوى الفعلي لمدارس دبي المتميزة في «لغة الضاد»، فما هو الحال في تقييمات المدارس التي جاءت تقييماتها ضمن فئات مثل «جيد، ومقبول، وضعيف»؟
لماذا لم يرفع معلمونا سقف توقعاتهم المتعلقة بالطلبة من خلال مراجعة أداء المخرجات؟ وأين التخطيط الذي يتيح للطلبة التحدث، والقراءة، والكتابة، في الحصص الدراسية، وطرح الأسئلة التي تنطوي على التحدي، وتعمق التعلم؟ ومتى سيتم تحليل بيانات التقييمات الداخلية والخارجية لتحديد جوانب الضعف في تدريس وتعلم «العربية»؟ أسئلة كثيرة ما زلنا نبحث لها عن إجابات واقعية.
لدينا ثلاثة مسارات مهمة للنهوض بتدريس تلك المادة في مدارسنا الخاصة، الأول يركز على المعلم، والثاني أيضاً يستهدف المعلم، والثالث يقيّم المعلم، إذ ينبغي أن نستحدث معايير جادة لاختيار معلمي «لغة الضاد»، وآليات ممنهجة لتعيينهم، وإسناد المهام إليهم في مدارسنا الخاصة.
ولا شك في أن تأهيلهم يشكل ضرورة فرضتها المتغيرات المتسارعة في نظم التعليم، وطرائق التدريس، وأخيراً تقييمهم الذي يجب أن يتم على أيادي كوادر عربية خالصة، تدرك ماهية عملها، وطرق تدريسها، وخططها، ونتائجها، ووجود الخبير الأجنبي هنا «لا يُسمن ولا يُغني من جوع».
لغتنا فكر مجتمعنا، ولسان حاله، نعتبرها أداة فاعلة تجسد هويتنا الحضارية، ونعتقد أن بناء أجيال تدرك أهمية اللغة، وما تحمله لنا من علوم، تعكس ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، يتطلب منا إعداد جيل جديد من معلمي لغة الضاد، يستندون في عملهم إلى العمق والتطوير المستدام، ويجعلون المسؤولية رفيقاً لرسالتهم في تعليم أبنائنا، لترسيخ مفاهيم لغتنا، وتعزيز مكانتها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"