«تمكين»

04:02 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

المرونة في التعليم، مسار فاعل؛ لتمكين الأبناء من الحصول على المعارف والعلوم، والارتقاء بمستوياتهم العلمية في مختلف المراحل العمرية، بسهولة وانسيابية دون تعقيد، لاسيما إذا كانت تجسّد في مضمونها، طريقة إيجابية ومباشرة؛ لمخاطبة عقول الطلبة.
واليوم لا يختلف اثنان، على تعدد القنوات، وتنوع المصادر الموثوقة، التي جعلت التعليم بمعارفه وعلومه، متاحاً للجميع، ولكن تبقى الإشكالية الحقيقية، التي تكمن في كيفية توعية الطلبة، واستقطابهم وتشجيعهم؛ للاستفادة من هذا الكم الهائل من المعارف، وتوظيف طاقاتهم بالشكل الصحيح في هذا الاتجاه؛ ارتقاءً بمستوياتهم العلمية.
وهنا تكمن أهمية دور المؤسسات التعليمية؛ لإيجاد وسائل جديدة، تواكب المتغيرات والمستجدات في قطاع التعليم؛ بحيث تكون قادرة على توظيف مهارات الطلبة، وربطها مع المعارف والعلوم المتاحة، وفق منهجية فاعلة وواضحة المعالم، وهذا لن يتحقق إلا بالمشاركة الفاعلة لجميع الفئات في المجتمع التعليمي في الدولة.
ولعل برنامج «تمكين»، الذي ابتكرته وزارة التربية والتعليم، مؤخراً، يشكل أحد المسارات الفاعلة، التي تخلق فرصاً جديدة للطلبة؛ للاستفادة من المعارف والعلوم؛ من خلال بوابة التعلم الذكي، التي تعد «مدرسة» متكاملة، تعمل على مدار الساعة؛ إذ تضم «المعلم، والكتب الدراسية، ودروس الامتحانات، والأسئلة والتدريبات، والفيديوهات التعليمية المرتبطة بالمادة».
نعم.. يشكل البرنامج خطوة مهمة على طريق تعليم الطالب ذاتياً، وهذا يأخذ منظومتنا التعليمية إلى محطة تطويرية جديدة؛ تركز على «النوعية» في المخرجات، وتعدد سبل الحصول على المعرفة، واجتياز الامتحانات بمختلف أشكالها وطرائق طرحها، فالتعليم اليوم تحرر من التقليدية، ولم يعد مقتصراً على «الرسوب والنجاح»؛ بل يستند على التقييم الدقيق، لمهارات الطلبة، وتوظيفها بما يخدم الاحتياجات المستقبلية، فضلاً عن قدراتهم على الاستيعاب، ومواكبة المتغيرات التي تؤثر في مستوياتهم العلمية.
‏والأهم أن البرنامج يوفر فرصاً متجددة، للطلبة «الراسبين» في مختلف الصفوف للاجتياز، والارتقاء إلى الصف الأعلى، إضافة إلى الطلبة الذين حالت ظروفهم الحياتية أو الصحية دون حضورهم الامتحان، وبالتالي لم يتمكنوا من الاجتياز.
وما دامت النظريات الحديثة في التعليم، تركز على المهارات والطاقات، ينبغي أن يدرك المعلمون أهمية دورهم في تلك المرحلة؛ إذ نعول عليهم في غرس مفاهيم تعليمنا الجديدة في نفوس الطلبة بطرائق إيجابية؛ لتصحيح الكثير من المغالطات، التي قد تضر بالمقومات الفكرية لدى الأبناء في مختلف مراحل التعليم.
وعلى إدارات المدارس بأنواعها، ومعها أولياء الأمور والطلبة، فهم ماهية البرنامج، على اعتبار أنه وسيلة مبتكرة؛ لتحقيق المرونة في التعليم؛ حيث إنها لا تعني أبداً تحقيق نسب جديدة للنجاح، أو طمس معدلات الرسوب؛ بل تركز أهدافها على تعزيز مفاهيم التعلم الذاتي، وتوظيف التكنولوجيا؛ للمضي قدماً نحو التحرر من التقليدية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"