التسول مرفوض

04:44 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

«التسول» ظاهرة مرفوضة في المجتمعات بأشكالها كافة، نراها ساكنة معظم شهور السنة، لتنشط وتتفاقم مع قدوم شهر رمضان المبارك والأعياد، فالمتسولون يجدونها فرصة لاستغلال عطف الناس بحجة تعاظم الأجر، ونيل الحسنات في تلك الأيام المباركة.
يتخذ التسول أشكالاً متعددة لاستعطاف أفراد المجتمع، فتارة نجده في طلب المساعدة لتعبئة وقود السيارة، وأخرى لشراء العلاج وعرض تقرير طبي ربما يكون مفبركاً، وثالثة استغلال بعض الأسر أطفالها في عملية التسول، بهدف الوصول إلى ضالتهم المنشودة في جمع أكبر قدر ممكن من المال على حساب الضحايا الأبرياء.
وعلى الرغم أن الإسلام غرس في نفس المسلم كراهة السؤال للناس، لعلو الهمة وعزة النفس، والترفع عن الدنايا، إلا أن هناك فئات تخصصت في التسول والاحتيال على الأفراد في شهر رمضان المبارك، ولكن السؤال هنا.. «من المسؤول عن تفشي تلك الظاهرة؟ وما هي القوة التي من خلالها نستطيع القضاء على التسول؟».
أعتقد أن الإجابة الصحيحة عن السؤالين، هي «المجتمع» نفسه، إذ إن الجمهور يتحمل جانباً كبيراً من المسؤولية في تزايد وانتشار تلك الظاهرة، لتعاطفه مع المتسولين، وعدم إبلاغ الجهات المختصة عن أماكن وجودهم، مما يدعم بقاءهم وتوغلهم كالسرطان الذي ينهش في جسد المجتمع.
أفراد المجتمع أيضاً يشكلون قوة ضاربة، من خلالها نستطيع القضاء على تلك الظاهرة وإيقاف انتشارها، من خلال الامتناع عن مساعدة المتسولين واتّباع القنوات المشروعة عند التبرع أو تقديم الصدقة أو الذكاة، فالمتسولون مصدر خطر يهدد أمن واستقرار المجتمع وسلامة مواطنيه والمقيمين على أرضه.
ومع انطلاق ركب الشهر الكريم، أعتقد أن تضافر جهود قطاعات المجتمع وأفراده، للحد من انتشار تلك الظاهرة ضرورة ملحة تنعكس على استقرارية الأفراد، فالتسول جريمة اجتماعية خطيرة تهدد أبناء أي مجتمع، وعلى الرغم من الانخفاض التدريجي في مؤشر ضبطيات التسول منذ عام 2005، إلا أن تعاطف معظم فئات المجتمع واستجابتهم للمتسولين، يبقى التحدي الحقيقي أمام الجهات الشرطية.
وتشديد العقوبة على التسول يشكل أحد المسارات الفاعلة لتقليص الظاهرة، ولابد محاسبة من يؤوى متسولاً أو يستغل طفلاً في التسول.
وأخيرا إذا أردنا أن يكون مجتمعنا خالياً من التسول والمتسولين، ينبغي أن يؤمن أفراد المجتمع بأن التعاون مع الجهات المختصة ضرورة حتمية لابد منها، لاسيما أن المجتمع يقع على عاتقه العبء الأكبر في محاربة تلك الظاهرة، التي تنهض وتنتشر بتجاوبه وتفاعله، وتختفي عند توقف المساعدات العشوائية والتعاطف غير المبرر مع المتسولين.
[email protected]:

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"