العودة إلى المدارس

03:13 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

مع انقضاء إجازة عيد الأضحى، يستعد الميدان التربوي بفئاته كافة، لموسم العودة إلى المدارس، وانطلاقة العام الدراسي الجديد، فالأسر تتزاحم في رحلات تسويقية متوالية، لشراء مستلزمات أبنائها وسد احتياجاتهم قبل بدء الدراسة، ونجد أن وزارة التربية والتعليم رفعت درجة الاستعداد، لتجهيز مدارسها، واستكمال كوادرها لاستقبال الطلبة.
الجميع يعمل على قدم وساق، كأننا داخل خلية نحل، إيذاناً بانطلاقة جديدة لقطار المعرفة، ولكن هناك بعض التحديات التي تحتاج إلى رقابة حاسمة ضمن تلك الاستعدادات، لاسيما أنها تتكرر معنا سنوياً، أولها «التزام الطلبة بالدوام»، إذ يشكل هذا الجانب ظاهرة تعانيها المدارس، لعدم انتظام البعض بموعد بدء الدراسة، ولا تزال هناك أسر لا تدرك مسؤولياتها نحو أهمية التزام أبنائها، وضرورة انخراطهم في الدراسة منذ اللحظات الأولى.
أما التحدي الثاني الذي يجب الانتباه إليه، فنراه في توفير «الكتب الدراسية» للطلبة، فالمدارس الحكومية لا تعاني أي مشكلة في وجود الكتب وتوفرها منذ اليوم الأول للدراسة، ولكن تكمن الإشكالية في المدارس الخاصة، حيث جرت العادة أن يتأخر قطار توصيل الكتب إليها، ليمكث طلابها من دون كتب دراسية حتى نهاية الفصل الدراسي الأول، لأسباب قد تكون مالية، وأخرى إدارية.
وأعتقد أنه مادام قطاع التعليم الخاص جزء لا يتجزأ من منظومة التعليم في الدولة، فمن حق طلابه بدء العام الدراسي بشكل طبيعي أسوة بأقرانهم في «الحكومية»، وعلينا إيجاد رقابة حازمة لضمان وصول الكتب لجميع الطلبة في تلك المدارس، بل وعقاب المتسبب بتأخير وصولها، سواء في المدارس، أو القائمين على تلك المهمة في الإدارات المعنية.
ويأخذنا التحدي الثالث إلى رسوم الحافلات في بعض المدارس الخاصة، حيث يتربع على عرش التحديات التي تؤرق الميدان التربوي، فبعض الإدارات تعتبرها «وسيلة مشروعة» لجني الأرباح، واستغلال حاجة أولياء الأمور، ومع وجود قرار منع زيادة الرسوم الدراسية في العام الدراسي 2018-2019، نتوقع تفاقم تلك الظاهرة، وهنا نحتاج إلى تدخل فاعل من مسؤولي رقابة قادرة على تحديد تكلفة هذه الخدمة في مدارسنا، وفق معايير واضحة ومدروسة، لتكبح جماح المدارس غير الملتزمة، وتحمي ذوي الطلبة.
أخيراً، نهنئ الجميع بقدوم العام الدراسي الجديد، ونتمنى أن يكون «الالتزام» عنواناً لمحطتنا الجديدة التي نرفد من خلالها أبناءنا بالمعارف والعلوم لتعزيز دورهم في بناء المستقبل، ومهما كانت جودة الاستعدادات، فنحن دائماً في حاجة إلى رقابة فاعلة، لضبط إيقاع الميدان، والقضاء على السلبيات التي تعكر صفو العملية التعليمية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"