خدمات الغد.. للأفضل

04:55 صباحا
قراءة دقيقتين
جمال الدويري

في قول هو الفصل، من حاكم حليم وحازم، جاء وقت يكافأ فيه المجدّ، ويرقّى ويُثاب، ويحاسب المقصِّـر المهمل المضـرّ الذي لا تقدم لديه ولا إبداع.
صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وجّه قبل مدة، بإجراء تقييم كامل شامل للمراكز الخدمية، طال 600 مركز حكومي، تضمن مستوى الخدمات والتطوير والإدارة والالتزام بالقوانين، وعدم الهدر، وفضلاً عن ذلك كله، رضى المتعاملين، وشعورهم بالراحة والاطمئنان، وعدم ضياع أوقاتهم سدى.
العدل والمنطق، بمنظور الشيخ محمد بن راشد يقولان إن الملتزم المطوِّر يجب أن يُكافأ ويُعلن إنجازه، ويشاد به ليكون قدوة ومثلاً يُحتذى، والآخر المهمل المتسيِّب المضيِّع للمال العام، يجب أن يعاقب، ويترك الساحة لغيره ليقدم ما لديه من إبداع وحسن إدارة.
ولم يطل الحساب، فالمراكز الأفضل أعلنت على الملأ وتمت مكافأتها، والسيئة ستعاقب، ويُستبدل بمديرها المقصِّـر مدير كفؤ نشيط ملتزم، ليعمل على إصلاح الخلل، ورأب الصدع، وإزالة القصور.
مرة أخرى تقدم حكومة الإمارات نموذجاً جديداً في العمل الحكومي؛ نموذجاً لا يخفى فيه المقصر؛ بل يصار إلى الكشف عنه، فالوصول متأخراً خير من عدم الوصول أبداً، والإعلان عن التقصير والعمل على تداركه أفضل حالاً من تفاقمه، في دولة عنوانها التميز وشعارها إسعاد المتعاملين.
تحظى خدمة المتعاملين في الإمارات بأهمية كبيرة، حيث وفرت قنوات مختلفة لهم لإنجاز معاملاتهم كل على حسب هواه، فـ«الإلكترونية» يمكن إنجازها من المنزل أو العمل أو مكتب الطباعة، فيما الخدمات الذكية ترافقنا في حلنا وترحالنا، بعد أن وجدت تطبيقاتها مكاناً لها في هواتفنا الذكية، وبين مزايا الخدمتين تجد مراكز خدمة المتعاملين منتشرة في مختلف ربوع وطننا، ينتظر المتعامل فيها موظفين تزين الابتسامة محياهم، ولا يتوانون عن خدمته وإرضائه.
المراكز المتميزة يقف خلفها مديرون كسبوا رضى المتعاملين، وتكمنوا من معرفة أهمية مراكزهم التي تعتبر الواجهة الأولى لدوائرهم، فرفدوها بخيرة موظفيهم، بعد أن أحسنوا صقل خبراتهم وتطوير مهاراتهم للتعامل مع الجمهور، وهي حقيقة أكدها سموه حين قال: «وجّهنا بتغيير مديري أسوأ المراكز فوراً، وإحلالهم بمديرين يعرفون كيفية التعامل مع الجمهور».
والنقطة الأكثر لفتاً وأهمية، أن الشيخ محمد بن راشد، وجّه بأن ينزل المدير العام للجهة أو الوزارة التي تتبع لها المراكز المتأخرة، ليباشر عمله لمدة شهر من تلك المراكز، ويطوّر خدماتها. هذا السلوك يجعل المدير العام يستدرك، خطأ موظفيه وتقصيرهم، ويرفع المستوى، وإما أن تبقى الأمور كما هي، ويكون المدير العام غير كفؤ وغير جدير ببقائه في منصبه، وهذا الأمر سيتابعه سموّه شخصياً، فقد ختم جملته بقوله: «سأزورهم».


[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"