عادي

انقسامات حادّة وعنف في إسرائيل.. هذه التفاصيل

23:16 مساء
قراءة 4 دقائق

(وكالات)

أحداث عنف غير مسبوقة شهدتها إسرائيل، بدأت الاثنين، عندما وقع في مركز احتجاز، ومعسكر «سدي تيمان» في جنوب إسرائيل، شجار بين ضباط الشرطة العسكرية وعناصر الاحتياط، بعد أن حضرت القوات إلى المركز لاعتقال مشتبه فيهم بالاعتداء الجنسي على أحد المعتقلين الفلسطينيين.

وحضر ضباط الشرطة العسكرية لاعتقال جنود، في إطار التحقيق في حادثة يشتبه في أنها «إساءة خطرة لمعتقل»، حيث حصلت اضطرابات لساعات عدة، بعد وصول محققين لاستجواب جنود بشأن الانتهاكات ضد الفلسطيني المعتقل، ونُقل على إثرها إلى المستشفى بسبب الإصابات، وفقاً لموقع «أكسيوس».

  • اليمين «ينتفض»

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ انتفض اليمين الإسرائيلي المتطرف، واقتحم متظاهروه، بتشجيع من سياسييه من الائتلاف الحاكم، القاعدة العسكرية التي يُحتجز فيها أسرى فلسطينيون، وقاعدة أخرى تضم محكمة عسكرية.

وحسب «أكسيوس»، فقد اضطر قادة في الجيش إلى تحويل تركيزهم من الاستعداد لضربة ضد «حزب الله»، إلى حماية قاعدتهم من الاضطرابات الداخلية. ووفق الموقع، فإن هذا الحادث يظهر درجة الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، ويعمل على تعميقها، كما تضعف الجيش في حربه الضروس على قطاع غزة، وعلى الجبهة اللبنانية.

  • تعزيز القوات

وعزز الجيش الإسرائيلي قواته في محيط قاعدة بيت ليد وسط إسرائيل، «خشية اقتحامها مجدداً»، قبيل جلسة استماع لجنود الاحتياط الذين تم اعتقالهم من معسكر «سدي تيمان»، للاشتباه في تورطهم في «عملية تعذيب، وتنكيل جنسي لسجين فلسطيني من غزة»، وفق هيئة البث الإسرائيلية.

واعتقلت الشرطة العسكرية تسعة جنود من قوات الاحتياط من معتقل «سدي تيمان»، ما دفع عشرات الإسرائيليين للتظاهر في محيط المعسكر، رفضاً ل«التحقيق مع الجنود». كما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن متظاهرين إسرائيليين حاولوا اقتحام سجن قاعدة بيت ليد العسكرية.

واستدعى الجيش كتيبتين من لواء «الناحال» لحماية قاعدة بيت ليد، حسبما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية. ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الشرطة إلى التحرك فوراً «ضد منتهكي القانون»، ومحاسبة أعضاء «الكنيست» والوزراء الذين شاركوا في اقتحام المعسكر. وطالب غالانت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بالتحقق مما إذا كان وزير الأمن القومي الاسرائيلي، إيتمار بن غفير، قد منع، أو أخّر وصول الشرطة إلى قاعدتي «سدي تيمان»، وبيت ليد.

  • تعليق عمليات

وأعلن الجيش الإسرائيلي تعليق اجتماعات عملياتية، وتقييم للأوضاع في الجبهة الشمالية بسبب اقتحام القواعد العسكرية، وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلاً عن مصادر، أن الجيش الإسرائيلي «مصدوم» من تعامل الشرطة مع اقتحام قاعدتي «سديه تيمان»، وبيت ليد.

وأكدت العديد من التقارير خلال الأشهر الأخيرة، وقوع انتهاكات خطرة ضد المعتقلين من غزة داخل مركز اعتقال «سدي تيمان»، بالقرب من بئر السبع جنوباً.

  • تهدئة فورية

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان، إلى «التهدئة الفورية»، كما دان بشدة الاقتحامات. في حين دان بعض السياسيين الإسرائيليين اعتقال جنود الاحتياط، ومن بينهم بن غفير الذي وصف اعتقالهم ب«الأمر المخزي».

  • تعذيب وبتر ساقين

واعتقلت إسرائيل آلاف الفلسطينيين، من دون تمثيل قانوني في كثير من الأحيان، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الشهر الماضي، نقلاً عن أحد الأطباء في سجن «سدي تيمان»، أن عمليات بتر ساقين أُجريت لسجينين بسبب إصابات ناجمة عن تقييدهما بالأصفاد. وقال معتقلون في سجن «سدي تيمان»، لصحفيين ومسؤولي الأمم المتحدة، إنهم تعرضوا للضرب والاعتداء، في حين ينفي الجيش الإسرائيلي ارتكاب أي انتهاكات ممنهجة.

وذكرت «هآرتس»، في شهر مايو/ أيار الماضي، أن نحو 27 معتقلاً توفوا في المنشأة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، واتخذ قرار بإغلاق مركز الاحتجاز في الأسابيع الأخيرة، بعد انتقادات كبيرة. وقالت جماعات حقوقية، ومنها «جمعية حقوق المواطن» في إسرائيل، إن المعتقلين يتعرضون لانتهاكات جسيمة في معسكر الاحتجاز المذكور.

وانتشرت تقارير عن إساءة معاملة المعتقلين في السجون الإسرائيلية، ما أدى إلى تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب سلوكها في حرب غزة التي تقترب الآن من بداية شهرها الحادي عشر. وفي مايو/ أيار، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنها تنظر في اتهامات تتعلق بانتهاكات ارتكبتها إسرائيل بحق معتقلين فلسطينيين.

  • عنف خطر

هذه الأحداث مثلت أخطر عنف سياسي في إسرائيل، منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، ومن المرجح أن يفاقم الأزمة الداخلية التي تمر بها إسرائيل منذ تشكيل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لحكومته اليمينية في عام 2022.

ووفق ل«أكسيوس» عن مسؤولين في القوات الإسرائيلية، اتخذت الشرطة الخاضعة لإشراف بن غفير «موقفاً متساهلاً إزاء أعمال الشغب، حيث امتنعت عن اعتقال أي من المتظاهرين في كلتا القاعدتين العسكريتين».

وليلة الاثنين، ألغى رئيس أركان قوات الدفاع الإسرائيلية، هرتسي هاليفي، الاجتماعات التي كان يحضرها حول ضربة محتملة ضد «حزب الله» في لبنان، ووصل إلى مقر الشرطة العسكرية، الذي كان محاطاً بالمتظاهرين، حسبما قالت القوات الإسرائيلية.

وعندما وصل هاليفي إلى القاعدة، هتف عدة متظاهرين بشعارات ضده، ودعوه للاستقالة. ودافع هرتسي هاليفي، عن التحقيق الذي قال إنه يصون شرف الجيش الإسرائيلي.

وقال في بيان عن محاولة اقتحام المعسكر «نحن في خضم حرب، وتصرفات من هذا النوع تعرّض أمن الدولة للخطر.. إن هذه التحقيقات على وجه التحديد هي التي تحمي جنودنا في إسرائيل، والعالم، وتحافظ على قيم الجيش الإسرائيلي».

وقال الجيش الإسرائيلي أيضاً، إنه اضطر إلى استدعاء وحدات قتالية متمركزة بالقرب من الضفة الغربية لحماية قاعدة الشرطة العسكرية. وغادر المتظاهرون المنطقة نحو منتصف الليل، بالتوقيت المحلي.

وقال الجيش إن عدة سرايا من الجيش الإسرائيلي من الضفة الغربية، وأخرى غير منتشرة، تم إرسالها إلى القاعدة، مساء الاثنين.

ووفقاً ل«أكسيوس»، تشير هذه الأحداث إلى «تنامي نفوذ التيارات القومية المتطرفة في إسرائيل في ظل حكومات نتنياهو، لا سيما في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر». ويوضح المصدر ذاته، أن هذه الأحداث علامة على تفكك سلسلة القيادة في القوات الإسرائيلية، والقانون، والنظام الداخلي للجيش، بتشجيع من السياسيين القوميين المتطرفين الذين وصفوا الجيش لسنوات بأنه مؤسسة «ليبرالية»، وقالوا إنه جزء من «دولة عميقة» يجب تفكيكها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5hes24dw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"