قرار صائب

04:16 صباحا
قراءة دقيقتين
سلام أبوشهاب

قرار دائرة الصحة في أبوظبي في شأن تنظيم آلية زيارة المرضى والمراجعين الحاصلين على بطاقة «ثقة»، للأطباء في التخصص نفسه في مختلف المنشآت الصحية، يهدف في الدرجة الأولى إلى الحد من الاستخدام العشوائي للخدمات الصحية، وتحميل المراجع مسؤولية كثرة التردد غير المبرر على الأطباء، وذلك من خلال تحمل المراجع فاتورة العلاج بالكامل في الزيارة الثالثة لطبيب في نفس التخصص في منشأة صحية أخرى خلال أقل من 14 يوماً من الزيارة الأولى.
مثل هذه القرارات المهمة والجريئة مطلوبة لمواجهة ظاهرة سوء استخدام المنشآت الصحية من قبل البعض الذي وصل الأمر عنده إلى زيارة أكثر من ثلاثة أطباء في التخصص نفسه في ثلاث منشآت صحية خلال أسبوع واحد، باعتبار أن مثل هذه التصرفات تشكل ضغطاً شديداً على القطاع الصحي، وترفع كلفة الإنفاق الصحي، من دون تحقيق نتائج جيدة لمصلحة المريض.
القرار الصائب الذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ ال 14 من يوليو / تموز الجاري، ولم تعلن عنه دائرة الصحة في أبوظبي، وشركة التأمين الصحي (ضمان)، بينما بدأت المنشآت الصحية الحكومية والخاصة التي تسلمت التعميم بشأن القرار، سيحقق مردوداً رائعاً لجهة الحد اللافت من الزيارات المتكررة للأطباء في مختلف المنشآت الصحية الحكومية والخاصة، ومن ثم تخفيف الضغط على المنشآت الصحية التي تعاني أغلبيتها من زحام من قبل المرضى والمراجعين.
بعض المرضى يعتقد أن زيارة أكثر من طبيب في أكثر من منشأة صحية خلال أقل من أسبوع يتيح له إمكانية التأكد من صحة تشخيص حالته وخطة العلاج المحددة، وهذا سببه فقدان الثقة في بعض الأطباء، وحقيقة أن نسبة كبيرة من المنشآت الصحية والأطباء لا تمانع من قضية فقدان الثقة، المهم أن يزورها المريض مهما كانت الأسباب لزيادة فاتورة العلاج وتحقيق الأرباح المطلوبة.
دائرة الصحة وبالتنسيق مع «ضمان» مطالبة أيضاً باتخاذ إجراءات صارمة مع المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة والأطباء العاملين فيها الذين يثبت تشجيعهم لمثل هذه التجاوزات، لأن كثيراً من الأطباء ومن خلال فحص المريض وسؤاله عن تاريخه المرضي يعلم بأن المريض سبق أن زار طبيباً في التخصص نفسه في مستشفى آخر قبل أيام معدودة، وفي مثل هذه الحالات يجب على الطبيب إعادة النظر في التعامل مع مثل هذه الحالات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"